ليبيا الجديدة في صور

فرانكو فراتيني (إ.ب.أ)
TT

لا يبدو أن المقاتلين في جبل نفوسة، في غرب ليبيا، وحدهم سعداء بما تحقق للثورة الليبية حتى الآن، على الرغم من مرور 4 شهور لم يسقط خلالها النظام الذي انتفضوا من أجل التخلص منه. ففي جادو في المنطقة، ثمة سعادة أخرى، وتحرر مزدوج، من نظام القذافي وسيطرته ونفوذه في المنطقة أولا، ومن تمكن سكان البلدة من الأمازيغ من التعبير عن مشاعرهم العرقية. وقد بدأت مدرسة جادو في تعليم أطفال البلدة الكتابة بالأمازيغية التي ظلت الكتابة بها محظورة طيلة العقود الماضية من حكم العقيد الليبي معمر القذافي. وهذا مؤشر آخر ذو دلالة على صورة ليبيا الجديدة التي تولد من رحم معاناة قاسية ودامية أيضا.

وتكشف لنا مجموعة من الصور، التي بثتها وكالة «رويترز»، عمَّا يجري من تطويع لبعض أنواع الأسلحة في ورش لخراطة الحديد في المنطقة، وهو أمر فرضته الحاجة الماسة إلى السلاح، كالافتقار إلى ناقلات الجند المزودة برشاشات. وأصبح مشهدا مألوفا رؤية برج دبابة مثلا بمدفعيته محمولا على سيارة جيب عسكرية، بعد أن تم نقله من دبابة معطوبة تركتها خلفها قوات القذافي، أو رشاش من صنع محلي، وآخر زود بدرع واقية. ويبدو انخراط المرأة في العمل المسلح ظاهرة لا يمكن تجاهلها. ففي معسكرات التدريب تمكن رؤية فتيات وسيدات خلف مدافع ثقيلة، ولم يكتفين بالتدرب على السلاح الخفيف. إنها ليبيا جديدة، قد تنقل لاحقا صورتها الأخرى، ومشاهدها المدنية حين يتوقف القتال وتتحقق أهداف الثورة.