على هامش المؤتمر التشاوري.. الموالون للنظام يصرون على الحل الأمني والأكراد يخشون الإقصاء

رفضوا مقترح تشكيل لجنة للتحاور مع المتظاهرين

TT

شهد المؤتمر التشاوري محادثات جانبية ومداخلات لم ينقلها التلفزيون السوري الرسمي، فعلى هامش الحوارات أصر الموالون للنظام المشاركون في اللقاء التشاوري على رفض سحب الجيش من المدن ووقف الحل الأمني، بينما أبدى الأكراد تخوفا من استمرار إقصائهم عن الانخراط في الحياة السياسية، في وقت وجه مشاركون آخرون انتقادات لطريقة البعض في الحديث عن تعديل الدستور وكأنه «كتاب أدبي».

وبحسب مصادر متابعة فإن الأكراد الذين شاركوا في اللقاء التشاوري وهم من الموالين للنظام اعترضوا على فقرة جاءت في مسودة قانون الأحزاب تنص على عدم قيام أحزاب على أساس قومي أو طائفي أو جهوي أو ديني أو طائفي. وأعربوا عن مخاوفهم بأن يكون ذلك مقدمة لاستبعاد الأكراد من العملية السياسية، وطالبوا بالسماح بقيام أحزاب وطنية مثل تلك الموجودة في الدول الديمقراطية، أن تكون مفتوحة أمام انضمام كل مكونات المجتمع السوري وأن يطبق هذا على الجميع دون انتقائية بحيث يستبعد مكون دون مكون آخر. كما توقف الأكراد المشاركون في اللقاء عند مادة تنص على أن مؤسس الحزب أو المترشح للانتخابات البرلمانية يجب أن يكون مواطنا سوريا منذ أكثر من 10 سنوات، لأن هذه المادة تستثني «أجانب الحسكة» أي الأكراد الذين منحوا الجنسية بالمرسوم 49 الذي أصدره الرئيس الأسد لمنح الأكراد الجنسية السورية، وطالبوا بأن يضاف إلى مسودات القوانين «مادة تستثني أجانب الحسكة المجنسين حديثا حتى يتمكنوا من الانخراط بالحياة الحزبية السياسية».

الأديبة ناديا خوست اعتبرت أن حديث البعض حول تعديل الدستور انطوى على «استفزاز للثوابت الوطنية» وقالت في تصريحات صحافية «كأنما التطوير والتقدم والإصلاح يعني طي الصفحة نهائيا بما فيها من خير وليس إصلاح الفساد». وأكدت على وجوب بحث الدستور باحترام، ورأت أن هناك من تناول الدستور وكأنه «كتاب أدبي» وقالت إنه «دستور دولة كتبه أشخاص وهو جزء من حياتنا» ولفتت في هذا السياق إلى أن هناك العديد من الأشياء يجب أن تكون خارج البحث مثل «الموقف من العدو الصهيوني ووحدة الوطن والمجتمع السوري».

كما كانت مسألة سحب الجيش من المدن موضع انقسام فهناك من طالب بسحب الجيش، وهناك من طالب بدخوله إلى مناطق جديدة. مثلا رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عمار ساعاتي أكد أن «سوريا تواجه تنظيمات إرهابية مسلحة في الشارع، والبعض لا يسلط الضوء عليها» ورأى أن بعض وجهات النظر في اللقاء التشاوري «تركت الأولويات وانتقلت إلى الجزئيات، وأن بعض المداخلات خرجت عن نبض الشارع» ويشار إلى أن ساعاتي يتهم من قبل الناشطين في سوريا بالقيام بزج الطلبة من أعضاء الاتحاد إلى مؤازرة عناصر الأمن والشبيحة في قمع رفاقهم من الطلبة الذين يتظاهرون في الجامعة سواء في دمشق أو مدينة حلب، وفي السياق ذاته طالبت مديرة مدرسة من إدلب (مها خربطلي) برفض الدعوات لوقف الحل الأمني وقالت إن «إدلب بحاجة لهذا الحل في الوقت الراهن».

من جانب آخر تم تجاهل اقتراح عدد من المشاركين تأليف لجنة منهم تتولى مهمة النزول إلى الشارع والتحاور مع المتظاهرين، وذلك رغم أن أغلبية الحضور وافقت على الاقتراح، الذي ظل اقتراحا ولم يصدر أي قرار رسمي بخصوصه.

وشهدت جلسة البيان الختامي التي عقدت أول من أمس اعتراضات حادة، للأثر السلبي الذي سيتركه هكذا بيان على الشارع. مما استدعى تشكيل لجنة لصياغة البيان الختامي مع تمديد المؤتمر جلسة إضافية عقدت صباح يوم أمس الثلاثاء.