مفكر سوري شارك في اللقاء التشاوري: السلطات تلتف على الحقوق.. باسم المؤامرة

انتقد تصريحات الأسد عن وجود 64 ألف مطلوب.. واعتبر توقف التلفزيون السوري عن نقل اللقاء «إخفاء» للحقيقة

المفكر السوري طيب تيزيني
TT

وجه المفكر السوري طيب تيزيني انتقادات قوية للنظام السوري خلال مشاركته في اللقاء التشاوري الذي دعت إليه هيئة الحوار الوطني المشكلة من قبل النظام السوري.

وقال تيزيني إنه يتم الالتفاف على من يطالبون بما هو حق لهم «باسم مؤامرة خارجية»، وأكد تيزيني أن «ما يحدث في سوريا ليس مؤامرة خارجية إنما هو نبض انتفاضة حقيقية».

في إشارة إلى المتظاهرين الذين يخرجون إلى الشوارع، وغمز تيزيني من قناة ما سبق وقاله الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير عن وجود 64 ألف مطلوب للعدالة وقال «أنا سمعت أن هناك 64 ألفا من هؤلاء الرجال، كيف ذلك وأنتم تملكون كل شيء وتعرفون البلد شبرا شبرا، من أين دخلوا؟!».

كما اعتبر أستاذ الفلسفة والمفكر طيب تيزيني توقف التلفزيون السوري عن النقل المباشر لوقائع جلسات اللقاء التشاوري دليل وجود «رغبة في ألا تكتشف القوة الحقيقية في البلد وأن تبقى الأدوات السياسية التي كانت أربعين سنة مهيمنة هي إياها». لافتا إلى أن ذلك «يتعارض مع ما يدعون، ومع وجودنا هنا ومع حديثي معكم»، معتبرا أن أي شيء إيجابي «لم يحصل للأسف»، معتبرا أن «تقديم ملخصات للشعب عما جرى غالبا لا يملك المصداقية».

تيزيني الذي صرح للصحافيين على هامش اللقاء أمس قال: «طالبنا أن يكون هناك بث دوري مباشر لهذه الجلسات إلى الشعب لأننا نحن هنا نزعم أننا موجودون باسم الشعب».

ورأى تيزيني أن هناك بعض الأهمية لهذا الاجتماع وهي «أهمية تحفيزية واكتشفنا ما عندنا». وقال «إنها لعبة خطيرة وخطورتها تكمن في أنها لن تتم وستحطم الوطن كما قلت أمس، الآن وليس غدا علينا أن نبدأ وإذا بدأنا غدا فنحن الخاسرون».

وأضاف «السبب في ذلك أن النظام العالمي الجديد (العولمة) رفع سقف مشكلات العالم إلى نهايتها، وإذا واجهتنا مشكلة ولا نستطيع أن نجيب عنها الآن فلن نجيب غدا لأن الغد سيضع أمامنا مشكلات جديدة هائلة، لذلك إما الآن أو لا، وأنا ألاحظ أنهم لا يهتمون بذلك» وقال «أولادنا وأبناؤنا يطالبون بما لهم أساسا من حقوق.. اترك بيتك أسبوعا واحدا وعد إليه فستجد فيه عفنا واضطرابا، فأنت مدعو دائما إلى إعادة بناء ما أنت فيه.. فكيف حين تترك وطنك أربعين عاما دون إصلاح حقيقي».

وأضاف «بالتالي حق هؤلاء أن يطالبوا بما يطالبون فيه، والمفارقة الخطيرة أن هؤلاء الذين يطالبون بما هو حق لهم يجري الآن التفاف عليهم باسم مؤامرة خارجية وما يحدث في سوريا ليس مؤامرة خارجية إنما هو نبض انتفاضة حقيقية».

ويشار إلى أن طيب تيزيني الذي سبق وتعرض للضرب من قبل عناصر الأمن في 15 مارس (آذار) لدى وجوده في مكان اعتصام ذوي المعتقلين أمام وزارة الداخلية، والذي اعتبره البعض بداية انطلاقة شرارة الثورة في سوريا، وحينها ولدى مهاجمة المعتصمين تم ضرب المفكر تيزيني واعتقل لعدة ساعات، ريثما تعرف من اعتقله على هويته وأهميته الفكرية في سوريا والعالم العربي، وبقدر ما كان حضوره اللقاء التشاوري رغم مقاطعة المعارضة، كانت كذلك مداخلته التي جاءت بعد كلمة الافتتاح التي ألقاها نائب رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الحوار فاروق الشرع. حيث وجه تيزنيني انتقادات للقاء ولتنظيمة وطريقة تشكيل لجنة الحوار واختيار موضوعات اللقاء.

وبدأ كلامه بالقول «نجن نجتمع هنا بينما الرصاص ما زال يلعلع في حمص وحماه وغيرها» وطالب بـ«ألا يسمح لأي فريق بإطلاق الرصاص ونحن نريد أن نبني سوريا جديدة». وأضاف: كنت أتمنى أن يبحث في هذه المسألة وأن تأتي في صلب برنامج العمل. ورأى أن «التأسيس لمجتمع سياسي يتطلب مباشرة التأسيس لعملية تفكيك الدولة الأمنية المهيمنة في سوريا».. معتبرا ذلك «شرطا لا بديل عنه لأننا نعيش ثماره وإذا ما بدأنا حقا في معالجة المسائل فيجب أن نأخذها من حيث هي فالدولة الأمنية التي هي معروفة بأنها تريد أن تفسد كل شيء بحيث يصبح البلد بلد الملفات تحت الطلب» مؤكدا أن «هذا ما ينبغي أن يبدأ به في سياق مسائل أخرى كثيرة منها إخراج السجناء الذين قضوا سنوات مديدة إضافة إلى أن هناك مهمات كبرى ينبغي أن تبدأ قبل هذا اللقاء» ووصف اللقاء التشاوري بأنه «لقاء إعلامي» دون أن يغفل عن توجيه نقد للإعلام السوري الذي رآه أنه ما زال خارج ما يجري مطالبا بإعادة بنائه.