مستشار أوباما يبحث انتقال السلطة إلى نائب الرئيس اليمني مع قيادات في الحزب الحاكم والمعارضة

اليمن: القبائل تبدأ حملة لملاحقة عناصر «القاعدة» في أبين

متظاهر يمني يمزق ملصقا لصورة الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، خلال مظاهرة ضد الحكومة اليمنية في تعز، تطالب بإنهاء حكم الرئيس صالح (أ.ف.ب)
TT

شرعت قبائل في جنوب اليمن، أمس، في ملاحقة المسلحين الذين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، والذين يتمركزون في محافظة أبين، في وقت واصلت فيه قوات الحرس الجمهوري قصف قرى منطقة أرحب بشمال صنعاء، وقد سقط المزيد من القتلى والجرحى في تجدد القصف.

وذكرت مصادر مطلعة في محافظة أبين أن القبائل شكلت حلفا إلى جانب القوات الحكومية؛ لمواجهة العناصر المسلحة التي تقول السلطات إنها تنتمي لتنظيم القاعدة، وتسعى إلى السيطرة على بعض المحافظات الجنوبية.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن شخصيات يمنية مرموقة تدعم خيار الدفع بالقبائل لملاحقة تلك العناصر، وأن من بين تلك الشخصيات اللواء علي محسن الأحمر، الذي يقود قوات الجيش الموالية للثورة الشبابية.

وبدأ رجال القبائل حملة لملاحقة تلك العناصر في مديريات مودية وخنفر ولودر. ويسيطر المسلحون على مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، منذ قرابة الشهرين، وهناك أنباء عن نيتهم الدخول إلى مدينة عدن التي شرع سكانها في أخذ الاحتياطات لمواجهة هذه العناصر، التي توجه القوات المؤيدة للثورة الاتهام إلى النظام بدعمهم.

ويخوض اللواء العسكري (25 ميكا) مواجهات عنيفة مع المسلحين الذين يتخذون من مدينة جعار، مركز مديرية خنفر، وثاني أكبر مدن المحافظة، معقلا لهم، ويفرضون نمط حياة «إسلامية» على سكان المدينة، وقتل العشرات من الضباط والجنود في هذه المواجهات، كما تقول السلطات إن مقاتلين أجانب يقاتلون إلى جانب المسلحين في أبين.

وتحدثت مصادر محلية في أبين عن مقتل قرابة 5 مسلحين في غارة جوية، شنها الطيران اليمني على أحد المباني السكنية في جعار، غير أن مصادر مستقلة لم تؤكد ما إذا كان القتلى من المسلحين أو من المدنيين.

وفي أرحب بشمال صنعاء، واصلت قوات الحرس الجمهوري القصف العشوائي على القرى السكنية والمزارع، وفي أحدث قصف استمر منذ مساء أول من أمس وحتى بعد ظهر أمس، قتل ما لا يقل عن 5 أشخاص، وجرح 18 آخرون، بعضهم جراحهم خطرة، وقد جرى نقلهم إلى مستشفيات العاصمة صنعاء لتلقي العلاج.

وقال شهود عيان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن الحرس الجمهوري استخدم صواريخ «الكاتيوشا» والمدافع الثقيلة في قصف القرى، في وقت تشير فيه بعض المصادر المحلية إلى أن 35 شخصا قد قتلوا، وجرح أكثر من 200 من المدنيين في القصف على أرحب، خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وتتهم القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح مسلحين في المنطقة بشن هجمات على المواقع العسكرية، وتقول إن المسلحين ينتمون لأحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة، وبالأخص لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي.

وفي محافظة الضالع الجنوبية، قتل جندي ومواطن وجرح آخران، في هجوم نفذه مسلحون مجهولون على مركز للشرطة في المحافظة التي قتل فيها أكثر من 5 أشخاص، أمس، في مواجهات متفرقة إثر خلافات حول الحصول على البنزين والمشتقات النفطية المنعدمة في الأسواق اليمنية، التي تباع بمبالغ خيالية في «السوق السوداء»، وأدى انعدام هذه المواد إلى حوادث قتل في معظم المحافظات اليمنية بصورة يومية.

على الصعيد السياسي، يواصل جون برينان، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومحاربة الإرهاب، لقاءاته ومشاوراته لترتيب الأوضاع في اليمن، وانتقال السلطة بصورة سلمية وسلسة، كما تقول بعض المصادر السياسية.

وقالت المصادر إن برينان التقى، أمس، عددا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وأحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» بصنعاء، بعد يوم على لقائه بنائب الرئيس والقائم بمهامه، الفريق عبد ربه منصور هادي، وأيضا بالدكتور أبو بكر القربي، وزير الخارجية اليمني.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللقاء جرى في السفارة الأميركية بصنعاء، وكان عبارة عن «غداء عمل»، وأن أبرز ما جرت مناقشته مسألة انتقال السلطة إلى نائب الرئيس، وعدم عودة الرئيس صالح، وذكرت المصادر أن المسؤول الأميركي أكد للمعارضة موقف بلاده الداعم لانتقال السلطة بصورة سلمية.

وفي بيان صادر عنها، قالت السفارة الأميركية في صنعاء إن جون برينان أجرى مشاورات «مع المسؤولين الأميركيين واليمنيين حول العلاقات الثنائية»، إضافة إلى مباحثات مع قيادات المجتمع المدني، ومسؤولين عسكريين، ومسؤولي السفارة الأميركية.