أبو مازن يستقبل الرئيس اليوناني بحفاوة.. وحماس تصف ذلك بـ«السلوك المهين»

أثار بذلك غضب الفلسطينيين الذين اعتصموا في رام الله احتجاجا

أبو مازن ونظيره اليوناني في مؤتمر صحافي بعد مباحثاتهما في رام الله أمس (إ.ب.أ)
TT

أثار استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الحافل لنظيره اليوناني كارلوس بابولياس، بعد أيام من منع أثينا لعدد من سفن أسطول الحرية 2 من مغادرة موانئها لقطاع غزة، جدلا كبيرا في الشارع الفلسطيني الذي بدا معارضا لهذه الزيارة.

ووصل بابولياس إلى رام الله، في زيارة رسمية، قادما من إسرائيل، حيث التقى أول من أمس الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس الذي قدم له الشكر على منع إبحار أسطول الحرية.

وأغضبت الزيارة الفلسطينيين، وهاجمه البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقده آخرون عبر وسائل إعلام محلية وقالوا إنه ما كان يجب استقباله. ودعت مجموعات شبابية على «فيس بوك» لاعتصام في رام الله احتجاجا على استقباله، وحمل المعتصمون لافتات عبرت عن أن الضيف غير مرحب به ويجب عليه الاعتذار. وكتب على إحدى هذه اللافتات: «الرئيس اليوناني عدو للإنسانية وغير مرحب به في فلسطين».. وكتب على أخرى «الرئيس اليوناني، أمس: يكرم في إسرائيل واليوم: لماذا نستقبله في عقر دارنا».

أما حركة حماس فعبرت عن رفضها لما وصفته «سلوك رئيس السلطة محمود عباس المهين للموقف الفلسطيني باستقباله الرئيس اليوناني»، وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل، في بيان صحافي «في الوقت الذي ضج الشعب الفلسطيني غضبا بموقف اليونان الرسمي، الذي خالف كل الأعراف القانونية والإنسانية باستجابته للضغط الصهيوني، ومنعه لأسطول الحرية 2 من الانطلاق إلى غزة، يفاجئنا عباس باستقبال الرئيس اليوناني في رام الله رغم رفض الشعب الفلسطيني لهذه الخطوة التي لا تنسجم ومشاعره، ورغم إطراء الرئيس الصهيوني شيمعون بيريس على الرئيس اليوناني وشكره على موقفه المساند للموقف الصهيوني من منع سفن الحرية». وطالبت حماس «جماهير الشعب الفلسطيني باستنكار موقف عباس الذي يستقبل المعادين للشعب الفلسطيني، ويرفض تطبيق المصالحة الفلسطينية التي تم التوقيع عليها».

وكانت اليونان قد منعت قبل أسبوع «بموجب قرار من وزير الدفاع المدني خريستوس بابوتسيس أي سفينة من مغادرة الموانئ اليونانية في اتجاه منطقة غزة». وبعيد إبحار إحدى السفن من ميناء بيريوس قرب أثينا عمد خفر السواحل إلى اعتراضها، وهو ما اعتبرته حماس آنذاك «استجابة لضغوط الاحتلال الصهيوني وسلوكا غير إنساني، مخالفا للأعراف والقوانين الدولية وشراكة في حصار الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال».

وعقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا في رام الله، وطالب أبو مازن بضرورة فك الحصار عن غزة «ليتمكن أبناء شعبنا من العيش بكرامة، ولنتمكن من إعادة إعمار القطاع وتنمية اقتصاده». وقال: «سينتصر شعبنا في النهاية لأنه صاحب حق وسينعم بالاستقرار والرفاه في ظل دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس».

كما تحدث عباس عن المصالحة، وقال: «إننا ماضون في طريق المصالحة وسنبذل كل جهد ممكن لتحقيقها، وتحقيق وحدة شعبنا وأرضنا، واثقين رغم كل الصعوبات المالية التي تواجهنا أنه بمقدورنا تخطي هذه الأزمة». وأضاف، «سينتصر شعبنا في النهاية لأنه صاحب حق وقضية عادلة، وسينعم بالاستقرار والرفاه في ظل دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس».

وأشاد الرئيس الفلسطيني، بالتعاون بين البلدين والشعبين، مثمنا «الجهود والمساعدات التي يقدمها اليونان شعبا وحكومة لأبناء شعبنا على كافة المستويات»، وقال: «نشعر بالرضا لنمو هذه العلاقات في كافة المجالات».

من جهته، أكد الرئيس اليوناني مساندة بلاده لقيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن واستقرار على جانب إسرائيل، وشدد على الاستمرار في دعم حقوق الشعب الفلسطيني من أجل الوصول إلى حل شامل ودائم للصراع العربي – الإسرائيلي. وأضاف «مبادرة السلام العربية ستبقى آلية لإنجاز الهدف المنشود بتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». وعبر عن قلقه من توقف المفاوضات المباشرة، معربا عن أمله في أن تستأنف بمساعدة المجتمع الدولي.