هيئة الإعلام البريطانية تحقق.. و«نيوز كورب» تواجه احتمالات فقد الرخصة

أسهمها فقدت 20% من قيمتها وحملة أسهم يرفعون دعوى قضائية ضدها في أميركا

TT

انهالت السهام على إمبراطورية «نيوز كورب» ومالكها تايكون الإعلام روبرت مردوخ من كل جانب أمس، حيث شرعت هيئة «أوفكوم» المستقلة المعنية بصحة وصلاحية الرخص الإعلامية في بريطانيا بالتحقيق في سلوكيات «نيوز كورب»، كما خفض وسطاء البنوك توقعاتهم لأسهم الشركات الإعلامية التي يملكها روبرت مردوخ، فيما رفعت أول من أمس مجموعة من كبار المساهمين بينهم بنوك وصناديق استثمار دعوى قضائية في ولاية ديل واير الأميركية اتهمت فيها روبرت مردوخ بالمحسوبية واستخدام موارد «نيوز كورب» لخدمة أغراضه الشخصية وأهدافه السياسية.

وفي لندن انخفضت أسهم شركة «بي سكاي بي» الإعلامية التي يملك فيها روبرت مردوخ حصة 39.0 في المائة لليوم السادس على التوالي مع تصاعد التحذيرات أن المشرعين في الحكومة البريطانية ربما يجبرون روبرت مردوخ على خفض حصته البالغة 39 في المائة في الشركة بسبب فضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية. ولم تستبعد مصادر بريطانية في لندن أمس أن تجبر الضغوط المتواصلة على روبرت مردوخ تفكيك إمبراطوريته الإعلامية في بريطانيا التي تشمل صحيفة «الصن» وصحيفة «التايمز». ويذكر أن مصرف «كريدي سويس» السويسري قد خفض توقعاته لسهم شركة «سكاي» من 870 بنسا إلى 650 بنسا، الأمر الذي خفض سعر سهمها بنحو 14.5 بنس في منتصف النهار إلى 701 بنس في تداولات بورصة لندن. وفي نيويورك انخفض سعر سهم «نيوز كورب» أول من أمس بنسبة 5% إلى 16.5 دولار. وقال «كريدي سويس» في توقعاته أمس إن هنالك فرصة 10% فقط أن تتحقق عملية استحواذ شركة «نيوز كورب» التي يملكها روبرت مردوخ لشركة «بي سكاي بي». وهي صفقة عالية الأهمية بالنسبة للقناة الفضائية الناجحة «سكاي» التي يملكها إمبراطور الإعلام مردوخ. وكانت الصفقة قد حصلت على الضوء الأخضر من السلطات البريطانية في بداية العام الجاري وبدأت مفاوضات حول السعر المناسب للسهم مع مجموعة من كبار حملة الأسهم. ولكن سلطة التشريع والمنافسة التي تنظم صناعة الإعلام البريطانية والتي يطلق عليها اختصارا «أوفكوم» فتحت أمس تحقيقا جديدا حول الصفقة في أعقاب فضيحة التنصت على المكالمات الهاتفية. وستقوم هيئة «أوفكوم»، وهي هيئة مستقلة، في التحقيق بالتأكد من «صحة وصلاحية» شركة «نيوز كورب» لإدارة عمليات إعلام في بريطانيا. ولم يستبعد تقرير في صحيفة «إيفننغ ستاندرد» الواسعة الانتشار في لندن، أن ينتهي التحقيق بإلغاء رخصة «نيوز كورب» الإعلامية.

من جانبه قال مصرف «كريدي سويس» في توقعاته إن أسوأ افتراض يمكن أن يحدث لشركة «نيوز كورب» هو أن يطلب منها المشرعون بيع جزء من حصتها البالغة 39% في شركة « بي سكاي بي». وتأتي هذه التوقعات المتشائمة وسط احتجاج العديد من الإعلاميين في بريطانيا على تملك «نيوز كورب» لحصة تفوق 29.9%، أي تفوق السقف المسموح به من هيئة المنافسة البريطانية. وتسابق وسطاء المتاجرة في الأسهم البريطانية على خفض توقعاتهم لسعر سهم «بي سكاي بي»، حيث خفض كل من بنك «رويال بنك أوف سكوتلند» و«نيمس أند انفيستك» وآخرين توقعاتهم لسعر سهم «سكاي»، بعد أن فقدت الشركة نحو 20% من قيمة أسهمها خلال الأسبوع الماضي.

وفي تصعيد خطير قد تواجهه إمبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية، قال وزير الطاقة كريس هون في تصريحات تلفزيونية أمس إن روبرت مردوخ ربما يواجه وضعا خطيرا إذا ما وجدت هيئة «أوفكوم» أن شركة «نيوز كورب» غير صالحة ولا تملك الصلاحية للاحتفاظ برخصة إعلامية في بريطانيا. وقال هون «إذا لم ينجح في اختبار الصحة والصلاحية الذي تجريه (أوفكوم)، فلن يكون السؤال حول وقف صفقة حيازة (بي سكاي بي) ولكن سيكون المطلوب منه التخلص من كل شركة (سكاي)، لأن القرار سيعني أنه لن يكون صالحا لتملكها». وحسب التشريعات البريطانية، في حال قررت هيئة «أوفكوم» المستقلة، أن مجموعة من المديرين أو حملة أسهم في شركة ما غير صالحة وغير جديرة بصلاحية تملك رخصة إعلامية، فإن على الشركة أن تقرر ما إذا كانت ستتخلص من هؤلاء المديرين أو بيع الأسهم حتى تتمكن من استعادة رخصتها.

وفي ذات الصعيد اتهمت مجموعة من كبار حملة الأسهم في شركة «نيوز كورب» أول من أمس روبرت مردوخ بالمحسوبية واستغلال موارد الشركة لخدمة أغراضه الشخصية وأهدافه السياسية. ورفعت الدعوى في ولاية ديل واير الأميركية من قبل مجموعة من كبار حملة الأسهم بينهم بنوك.