راسموسن: وقت ذهاب القذافي قد حان وأمام ليبيا مستقبل خال من الخوف

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: «الناتو» سيواصل عملياته في ليبيا

من اليسار: وزراء خارجية هولندا يوري روزنتال، وبلجيكا ستيفن فانكر، ولوكسمبورغ جين أسيلبورن، ومسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل، قبيل اجتماعهم في بروكسل أمس (أ.ب)
TT

أعرب آندريه فوغ راسموسن، الأمين العام للحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس الأربعاء، عن تفاؤله حول مستقبل ليبيا، وجاءت تصريحاته عقب لقائه مع محمود جبريل مسؤول العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الليبي، وبين راسموسن أنه تم الاتفاق على مجموعة من النقاط، أهمها تواصل عمليات «الناتو» في ليبيا، ما لم ينه القذافي هجماته على المدنيين، وتعد قواته إلى مواقعها، ويتم التوصل إلى الناس المحتاجين. كما بين أن لقاءه جبريل كان مناسبة ليتعرف أكثر على رؤية جبريل وكيف يرى المجلس الانتقالي المرحلة الانتقالية لما بعد القذافي. وجاءت هذه التصريحات في ندوة صحافية من بروكسل، عقدت في مقر وزارة الخارجية البريطانية بلندن عبر الفيديو، وخص بها الصحافة العربية في بريطانيا.

ووصف راسموسن محادثاته مع جبريل بالإيجابية جدا، ويترأس الأخير الوفد الليبي الذي يضم عددا من قادة المجلس الوطني الانتقالي الذين تنقلوا لبروكسل من أجل إجراء محادثات مع مسؤولي حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

كما بين الأمين العام لحلف «الناتو» أن نظام القذافي فقد كل شرعيته وأن الاتفاقات تدور الآن حول ضرورة التوصل إلى حل سياسي لليبيين. وفي إجابة عن أسئلة الصحافيين، بين راسموسن أن هجمات القذافي لم تتوقف على المدنيين، وأن حلف شمال الأطلسي أخذ مجموعة من الاحتياطات لمنع القذافي من تحقيق هجومات كبيرة، كما تحدث عن الإنجازات التي تحققت بفضل تدخل «الناتو» في ليبيا، وأهمها منع القذافي من مواصلة عملياته على نطاق واسع، ومنع مذابح وإبادات جماعية، مضيفا «وقد توصلنا للحفاظ على مجموعة كبيرة من الأرواح».

وبين راسموسن أن الأمور تجري كما يريدون، حيث يسقط القذافي اقتصاديا يوما بعد يوم، والمجتمع الدولي بأكمله ضده، وبين أنه يعتقد أن وقت الذهاب قد حان وأن ليبيا أمامها مستقبل خال من الخوف، ولهذا يجب أن يواصل «الناتو» عملياته.

وعن إمكانية تحقيق نصر ضد القذافي من دون إنزال قوات برية من الحلف، أجاب الأمين العام بأن قوات المعارضة تقوم بعمل جيد وعليها مواصلة الهجومات البرية، ولكن احتمال إنزال قوات من «الناتو» على الأراضي الليبية غير وارد ، والهدف الأساسي، حسب راسموسن، هو حماية الأرواح.

وبين أيضا أن «الناتو» ملتزم مواصلة الضغط العسكري على القذافي من أجل حماية المدنيين، كما بين أن الحلف يريد تسهيل حل سياسي، مؤكدا أن أي حلول يجب أن تستمد شرعيتها من الشعب الليبي.

كما قال راسموسن إن محادثاته مع جبريل شملت تبادلا للآراء حول الحلول السياسية الممكنة والبحث عن الإطار السياسي لاحتواء الحل، وبالنسبة للاجتماع في إسطنبول اعتبره مهما، لأنه سيدرس التحول نحو الديمقراطية في ليبيا وكيفية تسلم السلطة من القذافي، وأكد أن التساؤل الآن ليس حول هل سيغادر القذافي أم لا؟ بل متى سيغادر؟

وعند سؤاله عن أسباب تفاؤله، بين الأمين العام لـ«الناتو» أن ما سمعه من الوفد الليبي منحه شعورا قويا بأن المعارضة تسير نحو تحول ديمقراطي يرى أنه ممكن جدا في ليبيا ويعكس النية الصادقة للمعارضة الليبية وأنهم مستعدون له.

كما أكد راسموسن أنه يرى الآن القوات التي تواجه القذافي من المعارضة الليبية أكبر اليوم ومنظمة أكثر ومدربة أكثر وأنه يتوقع منهم الأحسن.

وعن إمكانية استمرار وجود «الناتو» في ليبيا، بين أنه لا يرى دورا لـ«الناتو» بعد رحيل القذافي، لكن الأمم المتحدة ستأخذ زمام الأمور في مرحلة التحول لمساعدة الليبيين على تخطي هذه المرحلة بسلام، وإذا ما رأت الأمم المتحدة ضرورة بقاء قوات حلف الشمال الأطلسي فإنها ستبقى.

وعن سؤاله عن علاقة النفط والتدخل الدولي في ليبيا، وهو الأمر الذي طرح تساؤلات عن عدم تدخل «الناتو» في اليمن وسوريا إلى حد الآن، أجاب «لسنا في ليبيا من أجل النفط فقط، نحن هناك لحماية المدنيين.. ونرى أن من مسؤوليتنا أن نقوم بهذا وليس هناك سبب آخر».

وأعاد عدم التدخل في اليمن وسوريا أنها قرارات تخص مجلس الأمن.

وعن دورهم الممكن في إيقاف القذافي، بين راسموسن أن المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت قرارا بإيقافه، لكن «ليس دورنا إيقاف القذافي».

وعن الدعم الذي ما زال يلقاه القذافي في ليبيا، بين الأمين العام أن هذا «ليس صحيحا، القذافي لا يحظى بدعم في ليبيا، لكن الكثير من الليبيين يخافون من هجماته». وعند سؤاله حول إمكانية تدخل قوات «الناتو» في سوريا، قال إنه من المستبعد قيام الحلف بعملية عسكرية ضد سوريا، مدينا تصرفات السلطات السورية، بما سماه «استخدام القوة» ضد المشاركين في حملات الاحتجاج السلمية. وقال إنه «من المستبعد قيام الحلف بعملية عسكرية ضد سوريا»، مبينا أن «الناتو» يتصرف في ليبيا بتفويض من الأمم المتحدة، ويتمتع بمساندة العديد من البلدان، وهذا لا يتوافر في الحالة السورية.