أوباما: الأسد يفقد الشرعية في أعين شعبه

الرئيس الأميركي يبذل جهودا لفرض «ضغوط دولية» على النظام السوري

TT

بعد صمت دام أسابيع عدة حول الأوضاع في سوريا، تحدث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بلهجة شديدة حول سوريا، قائلا إن الرئيس السوري «يفقد الشرعية في أعين شعبه». وأضاف أوباما أن الرئيس السوري «يفقد فرصة بعد فرصة لتقديم الإصلاحات الحقيقية». ويأتي ذلك بعد أن كان أوباما قد دعا الأسد في مايو (أيار) الماضي إلى «قيادة الانتقال في البلاد، أو الخروج من الطريق».

ويتزايد التوتر بين واشنطن ودمشق بعد أن زار السفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد، مدينة حماه، والتقى بالمتظاهرين فيها، وتعرضت السفارة الأميركية في اليوم التالي لمظاهرة عنيفة أدت إلى أضرار لمقر السفارة. وقال أوباما في مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأميركية، مساء أول من أمس: «إن الولايات المتحدة أرسلت رسالة واضحة» للسوريين بأنه «لا يمكن لأحد أن يعبث بسفارتنا». والتقى السفير الأميركي فورد مع مسؤولين سوريين، وأبلغهم هذه الرسالة، كما تم استدعاء القائم بالأعمال السوري في واشنطن؛ للتنديد بالاعتداء على السفارتين الأميركية والفرنسية في دمشق. وأكد أوباما: «إن واشنطن مستعدة لاتخاذ أي إجراءات ضرورية لحماية سفارتنا، وأظن وصلتهم الرسالة».

وتربط الإدارة الأميركية بين الهجوم على السفارة وقمع المظاهرات في سوريا، معتبرة أن الاثنين يدلان على أسلوب النظام السوري في التعامل مع الأوضاع الراهنة في البلاد. وقال أوباما إن النظام السوري يستخدم «درجة غير مقبولة من الوحشية ضد شعبه»، وإن عليه التعامل بطريقة سلمية.

وجاءت تصريحات أوباما بأن الأسد فقد الشرعية في أعين شعبه، بعد أن كانت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، قد صرحت يوم الاثنين الماضي بأن الأسد «فقد الشرعية»، وأن نظامه عليه ألا يعتبر نفسه «لا غنى عنه». وقال أوباما: «أظن ما نراه هو أن الرئيس الأسد يفقد الشرعية في أعين شعبه، ولذلك فنحن نعمل على مستوى دولي لضمان مواصلة الضغوط عليه، ولنرى إذا كان بإمكاننا جلب تغيير حقيقي في سوريا».

وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني: «لقد طالبنا الرئيس الأسد بقيادة الانتقال، ومن الواضح أنه لم يفعل ذلك، ولقد فقد الشرعية برفضه لقيادة الانتقال». وتشدد الإدارة الأميركية على أن «الانتقال» يعني «الانتقال إلى نظام ديمقراطي». وقال كارني: «نريد أن نرى رغبة الشعب السوري للانتقال الديمقراطي يتحقق»، موضحا: «لقد كنا واضحين حول ذلك، الأمور غير المقبولة التي قام بها (الرئيس السوري)، القتل والاعتقالات المستمرة، حتى عندما كانت لديه فرصة للقاء مع المعارضة يوم 10 يوليو (تموز)، التصرف غير المقبول من الحكومة، والهجوم المتواصل على الشعب». وتابع: «ذلك يثبت أنه لن يقود الانتقال».

وتشهد العاصمة الأميركية اهتماما واسعا في التطورات في سوريا، بينما تضع واشنطن خططا لتقوية الضغوط الدولية على النظام السوري. وتبحث كلينتون مع نظيرها التركي، أحمد داود أوغلو، الوضع السوري خلال زيارتها إلى تركيا لحضور اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا، على أمل بلورة استراتيجية للتعامل مع سوريا في الفترة المقبلة. وتعتمد واشنطن بشكل كبير على تركيا في تحديد تلك الاستراتيجية، بينما كانت سوريا من محاور المشاورات التي أجرتها كلينتون مع ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسات الخارجية، كاثرين أشتون، أول من أمس. وتسعى إدارة أوباما إلى عدم جعل التطورات في سوريا كمواجهة أميركية – سورية، بل أن تركز على الوضع الداخلي مع موقف دولي أكثر وضوحا منها. إلا أنه حتى الآن، لم تستطع إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي إقناع روسيا والصين بالموافقة على قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة القمع في سوريا، ولكنها حصلت على بيان من مجلس الأمن يدين الهجوم على السفارتين الأميركية والفرنسية يوم الاثنين الماضي.