العربي بعد لقاء الأسد: متفائل بما قاله عن دخول سوريا مرحلة الإصلاح الحقيقي

انتقد تصريحات كلينتون عن فقدان الرئيس السوري شرعيته وقال: هذا أمر يقرره الشعب

TT

استبعد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الموافقة على أي قرار ضد سوريا، وقال العربي عقب لقائه مع الرئيس بشار الأسد في دمشق يوم أمس، إن الجامعة العربية ترفض «أي تدخل أجنبي في المنطقة»، واصفا ما حدث في ليبيا بأنه «تخط للتصور الذي قامت به الجامعة العربية التي تحركت في 11 مارس (آذار) من هذا العام، في موضوع ليبيا لفرض حظر الطيران، ولكن الجامعة العربية لم تعط الترخيص، وليس لديها الحق في أن تعطي التصريح».

ونفى العربي إمكانية أن يتم الضغط على الجامعة لإصدار قرار مشابه ضد سوريا، مشيرا إلى أهمية سوريا لاستقرار المنطقة، رافضا أي تشهير يطالها ويطال رموزها، في إشارة إلى تصريحات كلينتون الأخيرة، التي رد عليها بالقول: «لا يملك أحد أن يقضي بأن رئيس دولة فقد شرعيته، هذا أمر يقرره الشعب».

وحول لقائه مع الرئيس الأسد، قال وفقا لما نقل عنه في دمشق: «سعدت بمقابلة الرئيس، وتحدثنا لمدة طويلة وبصراحة تامة، حول أمور كثيرة مستجدة في المنطقة، رياح التغيير التي هبت على بعض الدول، وما يحدث الآن من إصلاحات»، وعبر عن تفاؤله بما قاله الرئيس الأسد من أن «سوريا دخلت في مرحلة جديدة، وأنها تدخل في مسار الإصلاح الحقيقي»، واعتبر العربي هذا «أمرا مهما جدا»، كما قال إن تطرق حديثه مع الأسد للأوضاع في المنطقة في مختلف الدول، والقضية الفلسطينية، وقال: «إن الرغبة الحقيقية الآن في تغيير مسار محاولة حل هذه القضية، وليس إدارتها»، وشدد على وجوب «إنهاء الموضوع الفلسطيني، والانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة، بما فيها الجولان السوري المحتل».

وحول دور الجامعة العربية قال العربي: «إن المطلوب هو السؤال: هل هنالك دور للجامعة العربية في المتغيرات التي حولنا في المنطقة؟». وقال إنه مسؤول عن الجامعة وممارساتها من بدء تعيينه، لا من قبل، مضيفا: «أتمنى أن تتناسى الدول العربية كل الخلافات والحساسيات، وتنظر للمصلحة العامة للأمة العربية، وتعمل في هذا الاتجاه».

وكان أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، قد وصل إلى دمشق يوم أمس، والتقى الرئيس بشار الأسد، بحضور وزير الخارجية والمغتربين، وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، والوفد المرافق للعربي. وبحسب ما ذكره بيان رسمي، عرض الرئيس الأسد «جملة الإصلاحات التي تقوم بها سوريا، والخطط الموضوعة لتجاوز الظروف التي تمر بها على طريق بناء دولة حديثة ديمقراطية». ونقل البيان عن العربي إعرابه عن «رفض الجامعة الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون السورية، ودعمها لجملة الإصلاحات التي تشهدها سوريا»، وأمله في أن «تخرج سوريا أقوى مما كانت، وخاصة في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به في المنطقة». كما تطرق اللقاء إلى «الأوضاع على الساحة العربية وما تشهده من تغيرات، وضرورة توحيد الجهود العربية، وتعزيز العمل ضمن إطار الجامعة العربية، لحل القضايا العربية، وخصوصا القضية الفلسطينية، وأهمية تعزيز المصالحة الفلسطينية التي جرت في مصر مؤخرا» بالإضافة لتناول الأوضاع في ليبيا، وضرورة العمل لحقن الدماء هناك، ومساعدة الليبيين على بناء مستقبل بلدهم بعيدا عن التدخلات الخارجية».

كما التقى أمين عام الجامعة العربية في دمشق، نائب رئيس الجمهورية، فاروق الشرع، بحضور نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، والوفد المرافق للعربي، وجرى بحث «الأوضاع على الساحتين العربية والدولية، وأهمية دور الجامعة العربية في الدفاع عن حقوق الأمة العربية وقضاياها الأساسية، ولا سيما القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي العربية المحتلة». وكان هناك لقاء ثالث للعربي مع الوزير وليد المعلم، بحضور المقداد والوفد المرافق للعربي.

وفي تصريحات للصحافيين بعد اللقاء، قال العربي عن لقائه مع الرئيس الأسد: «تحدثنا بصراحة تامة حول أمور كثيرة»، وعدد منها «المستجدات في المنطقة العربية.. رياح التغيير التي هبت على بعض الدول.. ما يحدث الآن من إصلاحات».