ندوة في أصيلة تناقش تراجع دور المثقفين في «الربيع العربي»

تحذير من مخاطر «نخب التفتيت الديني» التي تعمل على تكريس الطائفية

TT

عبر مشاركون في ندوة حول «انحسار دور النخب في حركات التحديث العربية»، نظمت في إطار فعاليات موسم أصيلة الثقافي، عن اعتقادهم أن العالم العربي يحتاج إلى «فرز نخب جديدة، ومثقفين قادرين على قيادة مجتمعاتهم، والإسهام في إصلاحها وتنميتها»، وأوضح المشاركون أن تخلي النخب التقليدية عن الاضطلاع ببعض أدوارها الأساسية، أفسح المجال لظهور «قادة رأي جدد» أسهموا في دعم موجة التغيير السياسي، انطلاقا من مناصرتهم للتحديث في المنطقة، لا سيما بين الشباب. واستأثرت حركة الاحتجاجات والثورات التي تمر بها بعض الدول العربية، فيما أطلق عليه «الربيع العربي»، بالاهتمام من طرف مفكرين وكتاب ومبدعين شاركوا في الندوة، إذ عبر بعضهم عن اعتقادهم أن «نخبة شابة متعلمة من طبقات مرفهة»، هي التي قادت الاحتجاجات، في حين كان هناك شبه إجماع على أن النخب المثقفة لم يكن لها أي دور في «الربيع العربي». وقال محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، إن الأوضاع الراهنة أضحت تقتضي، أكثر من أي وقت مضى، التساؤل عن الأدوار المنوطة بالنخب العربية، والبحث عن السبل الكفيلة بتحسين أدائها. في حين شدد منصور بوخمسين، أستاذ التاريخ بجامعة الكويت، على وجود أزمة وسط النخب العربية منذ قرون، وامتدت حتى العصر الحديث، وحث على أن تتخذ معالجة موضوع النخب بعدا تاريخيا، مشيرا إلى العامل السياسي ودوره في تكوين النخب، ومدى تأثير القيادات الدينية على النخب في الدول العربية، وأوضح أن هناك تراجعا للنخب عن أداء أدوارها التنويرية المؤثرة في المجتمعات العربية.

من جانبه، أوضح محمد عبد الغفار، رئيس مجلس أمناء البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، أن موضوع «انحسار دور النخب في حركات التحديث العربية»، موضوع متعدد الأبعاد وفيه إشكالات متعددة. وأشار عبد الغفار إلى أن هناك نخبا أساسية يتوجب على المتخصصين دراسة توجهاتها، وهي «النخب السياسية والثقافية، ونخب التحديث، ونخب العولمة العربية»، التي قال إنها نخب جديدة يجب أن تسلط عليها الأضواء، ثم نخب التفتيت الديني، وتعد حسب رأيه، «من أخطر النخب، إذ تعمل عل تفتيت العالم العربي إلى طوائف، كما أن لها دورا وارتباطات بالدول الأجنبية»، ودعا عبد الغفار النخبة المثقفة إلى دراسة مثل هاته النخب. وانتقد الكاتب والروائي المصري، جمال الغيطاني، استعمال عبارة «انحسار دور النخب»، وقال إن استعمالها غير صحيح، في وقت صنعت فيه دول عربية أعظم الثورات في تاريخها، مشيرا إلى الدور الذي لعبته هذه النخب التي تنتمي لشباب جديد وبوسائل جديدة، وأضاف: «كنت أتصور أن تأتي الثورة من أوساط الفقراء وأحياء الصفيح، وفوجئت بأنها جاءت من نخبة من الشباب يستخدمون وسائل اتصال لم نعرفها من قبل».