مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط»: «الشاباك» يكثف محاولاته لتجنيد عناصر من المقاومة في غزة

قالت إنه يعتمد على معلومات تفصيلية حول ظروفهم الاجتماعية

TT

كشفت مصادر أمنية فلسطينية النقاب عن تكثيف المخابرات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك) في الآونة الأخيرة من محاولاتها لتجنيد شباب فلسطينيين في قطاع غزة، عبر إجراء اتصالات هاتفية معهم. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية الفلسطينية تظهر بشكل واضح أن «الشاباك» يحرص على تجنيد أشخاص إما أعضاء في حركات المقاومة المختلفة أو قريبون منها، حتى يتسنى له اختراق هذه التنظيمات والاطلاع على ما يجري داخلها. وحسب هذه المصادر، فإن «الشاباك» يسعى أيضا لتجنيد شباب يقيمون بمحاذاة مناطق التماس القريبة من الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل حتى يتسنى له الحصول على معلومات استخباراتية حول المحاولات التي قد تقدم عليها فصائل المقاومة لتنفيذ عمليات عبر الخط الحدودي، ويركزون أيضا على أشخاص يعملون في الأنفاق وفي مجال صيد الأسماك، حتى يتسنى لهم الحصول على معلومات حول عمليات تهريب السلاح المحتملة.

وقالت هذه المصادر إن «الشاباك» يعتمد في محاولاته لتجنيد العملاء، على معلومات تفصيلية حول الظروف التي يعيشها الأشخاص المستهدفون، وضمنها المالية والنفسية والاجتماعية وغيرها. وأشارت إلى أن عناصر «الشاباك» يحرصون على الاتصال بأشخاص يمرون بضائقة اقتصادية ويعرضون عليهم المساعدة لتجاوز محنتهم مقابل الموافقة على تقديمهم معلومات حول قيادات وعناصر المقاومة في مناطق سكناهم. ويستغل «الشاباك» في محاولاته لتجنيد عملاء، مشاعر الانتقام لدى بعض الأشخاص الذين تعرضوا لأذى من حركات المقاومة أو من قبل أشخاص نافذين فيها.

وأوضحت المصادر أن «الشاباك» يعرض على هؤلاء الأشخاص التعاون معه من أجل إلحاق الأذى بهذه الحركة أو بهؤلاء الأشخاص باعتبارهم عدوا مشتركا. كما يحاول «الشاباك» استغلال الظروف الإنسانية والاجتماعية لبعض الأشخاص، سيما الذين ينتمون لعائلات تعاني من مشكلات داخلها، حيث يعرض المساعدة على الشخص المستهدف مقابل استعداده لتقديم معلومات تفيد الجهد الأمني الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية.

واستنادا للتحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية مع بعض الأشخاص الذين اعترفوا بارتباطهم بالمخابرات الإسرائيلية، تبين أن «الشاباك» يحاول توريط عملائه في أنشطة تجسسية تؤدي إلى قتل مقاومين حتى يسهل عليه ابتزازهم وتهديدهم بكشف دورهم في إلحاق الأذى بالمقاومة في حال فكروا في التوقف عن تقديم المساعدة له. وشددت المصادر على أنه بخلاف الانطباع الذي كان سائدا، فإن «الشاباك» لا يسعى لتجنيد الأشخاص المنحرفين ممن يتعاطون المخدرات والكحول أو الأشخاص الذين تلوثت سمعتهم بممارسات غير أخلاقية، بل يسعى بشكل خاص لتجنيد أشخاص مقبولين من المجتمع، حتى يتسنى لهؤلاء الأشخاص الفوز بثقة التنظيمات الفلسطينية، وبالتالي اختراقها وتقديم معلومات عن الأنشطة التي تقوم بها.

وشددت المصادر الأمنية على أن المحاولات المستميتة التي يقوم بها «الشاباك» تدلل على الضائقة التي تواجهها إسرائيل من ناحية استخباراتية، سيما بعد تطبيق خطة «فك الارتباط» وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في سبتمبر (أيلول) 2005، وهو التطور الذي حرم «الشاباك» من عنصر الاحتكاك المباشر مع الجمهور الفلسطيني، علما بأن هذا الاحتكاك هو الذي مكن من تجنيد عدد من العملاء.

يذكر أن «الشاباك» يتعرض لانتقادات حادة من قبل النخب السياسية والإعلامية في إسرائيل لإخفاقه في الحصول على معلومات حول مكان الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته حركة حماس في 25 يونيو (حزيران) 2006.