حكومة أردوغان تنال ثقة البرلمان.. وتحذر من تضرر علاقاتها مع أوروبا

أنقرة تريد تسوية القضية القبرصية قبل تسلم قبرص رئاسة الاتحاد الأوروبي

أردوغان يصافح زعيم حزب العمل القومي المعارض، دولت بهجلي، بعد فوز حكومته بثقة البرلمان في أنقرة أمس (أ.ب)
TT

فازت الحكومة الجديدة التي شكلها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بثقة البرلمان في اقتراع أجري أمس، مما يمهد الطريق أمام خططه لوضع دستور جديد للبلاد. وتعهد أردوغان الذي فاز حزبه (العدالة والتنمية) بفترة ثالثة على التوالي، في الانتخابات التي أجريت في 12 يونيو (حزيران) الماضي، بالعمل على تحقيق توافق لتغيير الدستور، الذي وضع بعد انقلاب عسكري عام 1980.

وفي سياق متصل، شدد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أمس على أهمية تسوية القضية القبرصية قبل تسلم قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في يوليو (تموز) 2012، خشية «تجميد» العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إذا لم يحصل ذلك. وقال أوغلو: «إنه في حال أخرت القيادة القبرصية اليونانية المفاوضات، ووصلت وحدها إلى الرئاسة، لا يعني ذلك فقط عدم حل مشكلة الجزيرة، بل يعني أيضا أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ستتجمد». وأضاف الوزير التركي في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأوكراني، كوستيانتين غريشتشينكو: «لا نؤيد الرأي القائل بأن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي يمكن أن تستمر، إذا ما تولت قبرص الجنوبية الرئاسة من دون أن تحل القضية القبرصية». وذكر داود أوغلو أنه أبلغ «بوضوح» هذه المخاوف إلى المفوض الأوروبي للتوسيع، ستيفان فول، خلال لقاء أمس في أنقرة. وشدد على القول: «ليس واردا أن نتعامل مع الرئاسة القبرصية اليونانية».

ولا تعترف تركيا التي تجري مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبي منذ 2005 بجمهورية قبرص، التي لا تحكم في الواقع إلا الجزء اليوناني من الجزيرة، لكنها تحظى باعتراف دولي، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي. وتركيا هي في المقابل البلد الوحيد الذي يعترف بجمهورية شمال قبرص التركية. وقد دعا الوزير التركي، يوم السبت الماضي، إلى إجراء استفتاء حول توحيد الجزيرة في بداية 2012. وقال داود أوغلو خلال زيارة السبت إلى شمال قبرص: «نأمل في التوصل إلى توافق عريض على القضية القبرصية قبل نهاية السنة، وعلى أن يجرى استفتاء مطلع 2012، وأن تتولى قبرص الموحدة رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو (تموز) 2012». ودعا ستيفان فول أيضا إلى حل سريع للقضية القبرصية؛ لتجنب حصول تعثر في صيف 2012. وقال في مؤتمر صحافي مع الوزير التركي للاتحاد الأوروبي، أغيمن باغيس: «نفضل التوصل إلى تسوية شاملة للقضية القبرصية قبل نهاية السنة، حتى تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من 2012 قبرص موحدة». ودعا باغيس من جانبه المفوضية الأوروبية إلى «بذل مزيد من الجهود مع البلدان الأعضاء؛ لإحياء عملية المفاوضات» بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وتتواصل مفاوضات السلام بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك منذ سبتمبر (أيلول) 2008، لكنها لم تحرز نتيجة ملموسة. وقبرص مقسمة منذ 20 يوليو 1974، حين اجتاح الجيش التركي شطرها الشمالي، ردا على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون، بدعم من المجلس العسكري الذي كان حاكما في أثينا، بهدف إلحاق الجزيرة باليونان.