الرئيس الأفغاني يبكي أخاه القتيل أثناء دفنه في قندهار

نجاة حاكم هلمند من هجوم بقنبلة كان في طريقه إلى جنازة والي كرزاي

مواطنون أفغان يعزون الرئيس حميد كرزاي في وفاة أخيه أحمد والي أثناء تشييع جنازته في قندهار أمس (أ.ف.ب)
TT

بكى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وقـبّـل وجه أخيه القتيل، بينما تجمع آلاف المشيعين أمس لدفن أحمد والي كرزاي الذي تسبب اغتياله أمس في فراغ للسلطة في جنوب أفغانستان المضطرب.

وسمع شاهد من «رويترز» صوت انفجارين في مدينة قندهار عقب الدفن مباشرة مما زاد من التوترات. ولم يتضح على الفور سبب الانفجارين أو ما إذا كان هناك أي قتلى أو جرحى.

وقتل أحد الحراس الشخصيين الذي كان موضع ثقة بالغة أحمد والي، الأخ غير الشقيق لكرزاي، وهو واحد من أكثر الرجال نفوذا وإثارة للجدل في جنوب أفغانستان، وذلك في منزله بمدينة قندهار.

وأَمَّ الرئيس الأفغاني كرزاي آلافا من المعزين خلال تشييع جنازة أخيه غير الشقيق الذي قتل أول من أمس من قبل رئيس حراسه داخل منزله في قندهار.

وتقدم الرئيس كرزاي، الذي توجه إلى قندهار بعد ساعات من إطلاق النار على أخيه، آلاف المشيعين وسط إجراءات أمنية مشددة من وسط مدينة قندهار إلى قرية كرز مسقط رأس العائلة على بعد نحو 20 كيلومترا.

وكان برفقة الرئيس الأفغاني أفراد عائلته وبعض القياديين البارزين في البلاد، منهم خليفة واحد محتمل لأحمد والي كرزاي وهو جول أغا شرزاي الذي يشغل حاليا منصب حاكم إقليم ننكرهار في شرق البلاد.

وقتل الحارس الشخصي محمد سردار، وهو عضو بارز في فريق الأمن المسؤول عن حراسة عائلة كرزاي في قندهار، أحمد والي بعد معرفة دامت نحو عشر سنوات. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن واحدة من أبرز حوادث الاغتيالات خلال العقد الماضي. وكانت طالبان أعلنت من قبل مسؤوليتها عن هجمات شككت أجهزة الأمن في ضلوعها بها. وتسبب مقتل أحمد والي كرزاي، الذي كان رئيس المجلس الإقليمي لقندهار، في إحداث فجوة في أنحاء جنوب البلاد، حيث تتحدد السلطة بصورة كبيرة من خلال الانتماءات القبلية والعائلية. وفي حين أن منصب حاكم الإقليم أكبر من المنصب الذي كان يشغله أحمد والي كرزاي لكنه هو الذي كانت في يده السلطة الحقيقية واعتبر مبعوث كرزاي في الجنوب.

وتزايدت التكهنات الآن بشأن الشخصية التي ستحل محل أحمد والي كرزاي، الذي قال بعض المحللين إنه لا يمكن استبداله.

ومن بين الأسماء المطروحة جول أغا شرزاي، وهو من حلفاء كرزاي والذي عمل حاكما لقندهار منذ عام 2004 عندما عزله الرئيس وأرسله لتولي إقليم ننكرهار. وتوجه إلى الجنوب هو أيضا لحضور مراسم الدفن.

إلى ذلك، نجا حاكم ولاية هلمند (جنوب) من هجوم في ولاية قندهار بينما كان في طريقه للمشاركة في تشييع جنازة الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني كرزاي.

وانفجرت قنبلة تم التحكم بها عن بعد عند مرور موكب محمد غلب منغل مما أدى إلى إصابة اثنين من حراسه بجروح طفيفة، بحسب بيان صدر عن أجهزة حاكم الولاية. وكان منغل يتوجه برفقة رئيس الاستخبارات الأفغانية للمشاركة في التشييع عندما «انفجر لغم يتم التحكم به عند بعد على طريق في منطقة ميواند في ولاية قندهار مما أدى إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة» من أفراد الموكب، بحسب البيان. وتابعت أجهزة الحاكم «لم يصب أي شخص آخر من الموكب بأذى».

من جهة أخرى أثار مقتل والي كرزاي أول من أمس في منزله بإقليم قندهار المخاوف من حدوث رد فعل عنيف، كما ينظر إليه على أنه ضربة للاستقرار في ذلك الإقليم الاستراتيجي الواقع في الجنوب.

وقال وحيد موزهدا، محلل سياسي، في كابل، إنه «كان قياديا ومن أكثر الشخصيات نفوذا في جنوب أفغانستان». وأضاف قائلا «يقال إن والي كرزاي كان الحاكم الحقيقي لقندهار الذي حكم منها الجنوب بأكمله».

واعتبر موزهدا أنه قد يكون لغياب أحمد والي «تأثير سلبي على الوضع الاجتماعي والسياسي والأمني في قندهار والمنطقة».

وقال ماتثيو أكينز، صحافي حر في كابل، إن قتل أحمد والي يمثل ضربة موجعة «للشبكات التي تكونت حول الرئيس كرزاي وأخيه غير الشقيق والتي ارتبطت سويا بالمصالح المالية المشتركة والحماية».

وقال أكينز إن أحمد والي أسهم في تحقيق قدر من الاستقرار في جنوب أفغانستان، مضيفا أن الوضع على المدى الطويل سيعتمد على من سيحل محله وكيف سيكون رد فعل الولايات المتحدة وحلفائها. ومن بين الذين كانوا يعتبرون أحمد والي كأب ومصلح، علي محمد، زعيم إحدى العشائر في قندهار. وقال محمد «لقد أرسى أحمد والي السلام بيني وبين مسلحين استولوا على أرضي قبل ثلاثة أشهر. لقد أبرمنا اتفاق سلام لعدم القتال مجددا».

وكتب أكينز في مجلة «هاربر» الشهر الماضي أن بعض القادة المحليين والإقليميين كانوا يؤكدون أن أحمد والي سيكون الحاكم القادم. وقال «كان يرى كثيرون أحمد والي كرزاي تجسيدا لكل شيء خاطئ في سياسات قندهار وفي الفساد والإجرام واستبعاد قطاعات كبيرة من السكان في قندهار». وباعتباره حليفا رئيسيا للرئيس كرزاي، فإنه كان يحظى بسلطة كبيرة نتيجة قربه من الرئيس. واتهم أيضا، في الغالب من الأميركيين، بالفساد والتورط في تجارة الأفيون المربحة وإدارة ميليشيات غير قانونية في قندهار.