الصدر يقرر غلق قبر والده في وجه أنصاره.. ويتوعد الأميركيين

تجميد نشاطات مشروع «الممهدون» التابع له في جانب الرصافة ببغداد

مقتدى الصدر
TT

مضى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعيدا في الإجراءات الخاصة بالحد من نفوذ المنتمين إلى «جيش المهدي» بعدما كان قد أعلن مطلع الأسبوع الحالي الاستمرار في تجميده حتى في حال لم ينسحب الأميركيون من العراق. وفيما دعا الصدر في بيان له أتباعه إلى «لبس الوشاح الأسود» اليوم لنبذ من وصفهم بـ«المنشقين والمفسدين» من أتباعه فإنه اعتبر أن التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بتوجيه ضربات منفردة للميليشيات الشيعية في حال كانت بموافقة الحكومة العراقية «خيانة للشعب العراقي والمقاومة ونصرة الكافرين».

وأضاف الصدر في توجيه إلى أتباعه وجاء في سياق بيان صحافي نشر على الموقع الرسمي للهيئة السياسية للتيار الصدري أنه «لأجل نبذ الباطل وأهل الباطل من الفاسدين والمنشقين وللحفاظ على وحدة التيار وتكامله وقوته سنقوم بإغلاق مرقد المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه في يوم الجمعة في تعبير عن عدم رضا المرجع الديني عن المفسدين والمنشقين» وأضاف البيان أن «على المصلين لبس الوشاح الأسود خلال صلاة الجمعة أيضا في تعبير واضح عن الحزن والأسى مما يعانيه الجميع من هؤلاء الضالين». ووصف الصدر يوم الجمعة بـ«جمعة المحبين» كناية عن استمرار رفضه للعناصر التي سبق له أن طردهم من «جيش المهدي» مع الاستمرار في تجميده على أثر قيامهم باعتداءات على المواطنين في منطقة الأمين الثانية ببغداد.

وفي السياق نفسه أعلنت الهيئة الاستشارية المشرفة على الإشراف العقائدي التثقيفي لـ«الممهدون» أنها قررت تجميد جميع نشاطات وفعاليات الممهدون في بغداد - الرصافة.. وأضافت الهيئة في بيان لها أنه «حسب توجيهات المسؤول العام على مشروع (الممهدون) في العراق، تقرر تجميد نشاطهم في جانب الرصافة من بغداد». من جهته قال مصدر في الهيئة الإعلامية لمكتب الصدر إن «سبب التجميد هو حصول تجاوزات إدارية من قبل بعض المنتسبين في بغداد الرصافة مما دعى إلى تجميد نشاط فرع الرصافة».

وبالتزامن مع التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي أنهى مؤخرا زيارة إلى العراق والتي صعد فيها من لهجته ولأول مرة إزاء الميليشيات الشيعية فقد أصدر لواء «اليوم الموعود» بيانا أعلن خلاله تبنيه «خلال الفترة الممتدة بين الرابع والعاشر من يوليو (تموز) الحالي عمليات قصف بقذائف هاون وصواريخ كاتيوشا استهدفت قواعد للجيش الأميركي في بغداد وميسان، والديوانية، وديالى، فضلا عن استهداف أرتال أميركية بعبوات ناسفة». وكان لواء اليوم الموعود قد تبنى من قبل تنفيذ نحو عشر عمليات قصف بقذائف الهاون فضلا عن صواريخ الكاتيوشا استهدفت قواعد أميركية في عدد من المحافظات العراقية.

وفي السياق نفسه وفي أول رد عنيف من الصدر اعتبر تصريحات وزير الدفاع الأميركي في حال كونها صدرت بموافقة من الحكومة العراقية بأنها «خيانة للشعب العراقي والمقاومة ونصرة للكافرين على المؤمنين في حال موافقة الحكومة العراقية عليها». وأضاف في بيان أن «التصريح إذا لم يكن بموافقة الحكومة فالعراق سيكون مقبرتهم أو نرسلهم إلى بلدانهم بالتوابيت».

من جهته اعتبر قيادي بائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي أن «موقف دولة القانون من موضوع الانسحاب الأميركي واضح ومحدد ويتمثل في أننا مع عدم بقاء الأميركيين إلا بموافقة الكتل السياسية جميعا على مبررات البقاء». وقال عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون صادق اللبان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الموقف من بقاء القوات الأميركية من عدمه لا يقرره المالكي وحده وإنما يتقرر عبر الإجماع الوطني وبالتالي فإن ما صدر من تصريحات في الآونة الأخيرة هنا وهناك هي في الواقع تصريحات غير مسؤولة ومربكة للعملية السياسية حيث تم تشكيل لجان لهذا الغرض وحدد لها سقف زمني لبحث موضوع بقاء الأميركيين من عدمه بعد نهاية هذا العام». وأضاف اللبان أن «وزير الدفاع الأميركي لا يأخذ موافقة من الحكومة العراقية عندما يقول رأيا وإنما الرأي العراقي واضح وصريح في هذا المجال وهو ما أبلغه رئيس الوزراء المالكي لوزير الدفاع الأميركي والمعروف أن مجلس الوزراء العراقي لا يتكون من المالكي فقط وإنما هناك كتل سياسية ومن بينهم الإخوة في التيار الصدري حيث يوجد مع المالكي 9 وزراء من التيار الصدري». وأوضح اللبان «إننا مع الإجماع الوطني رغم قناعتنا أنه لا ضرورة طبقا لقدرات قواتنا لبقاء الأميركان وكل ما يصدر من تصريحات هنا أو هناك يهدف إلى خلط الأوراق ولا يتحلى بروح المسؤولية».