سوريا تعترف رسميا بدولة فلسطين لتكون الدولة 118 في العالم

قال سفيرها إن الرئيس الأسد أوعز لوزير خارجيته باتخاذ الإجراءات اللازمة

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن سوريا قررت الاعتراف بدولة فلسطين لتكون آخر الدول العربية التي ترفع مستوى التمثيل الفلسطيني من ممثلية منظمة التحرير إلى سفارة فلسطين، والدولة رقم 118 من الدول الأعضاء الـ 193 في الأمم المتحدة.

وجاء الاعتراف السوري بالدولة الفلسطينية في اجتماع لجنة المتابعة للمبادرة العربية الذي عقد في الدوحة أمس برئاسة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي عرض على المجتمعين الرؤية الفلسطينية للتقدم بطلب العضوية الكاملة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأكد ذلك صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، الذي شارك في اجتماع لجنة المتابعة. وقال لـ «الشرق الأوسط» إن «السفير السوري يوسف الأحمد قال هذا الكلام في اجتماع لجنة المتابعة». وأضاف عريقات «إن الرئيس السوري بشار الأسد وبناء على طلب من الأمين العام للجامعة العربية أوعز إلى وزير الخارجية وليد المعلم ببدء إجراءات الاعتراف بدولة فلسطين رسميا».

وقال مصدر فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لـ «الشرق الأوسط» أن السوريين كانوا يعاملون مكتب منظمة التحرير في دمشق كسفارة، لكنهم ظلوا يرفضون تغيير اسمه لسفارة، والوضع ظل كذلك في لبنان التي رغم اتخاذ حكومة سعد الحريري قرارا بتغيير الاسم من ممثلية منظمة التحرير إلى سفارة، فإن هذا القرار لم ينفذ بسبب الضغوط السورية - على حد قول المصدر. وأضاف المصدر أن التغير في الموقف السوري يعود إلى التطورات في المنطقة التي أصبحت تسبب الإحراج للحكومة السورية وسط المحاولات الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتبنى اجتماع لجنة المتابعة في بيان صدر في ختام أعماله، المسعى الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة للأمم المتحدة رغم التهديدات الأميركية باستخدام حق النقض (الفيتو) وإفشال المحاولة، بل وأكد أن الجامعة العربية هي التي ستتقدم بالطلب نيابة عن الفلسطينيين.

وكان من المقرر أن يعقد اجتماع لجنة المتابعة في العاصمة المصرية غدا، لكن جرى تقديمه إلى أمس وذلك من أجل التعجيل في إعداد الطلب الفلسطيني لعضوية الأمم المتحدة الذي سيعرض على اجتماع مجلس الأمن الدولي المخصص لبحث قضايا الشرق الأوسط المقرر في 26 يوليو (تموز) الحالي.

وجاء في البيان أن «لجنة المتابعة العربية قررت في ختام اجتماعها في الدوحة التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية والتحرك لتقديم طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وحشد التأييد الدولي لهذه الخطوة في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي».

وقررت لجنة المتابعة كما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، تكليف المجموعة العربية في الأمم المتحدة بالإعداد لخطوات هذا التحرك، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ومتابعة كافة الجهود والاتصالات ذات الصلة في هذا الشأن، إضافة إلى قيام رئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ودولة فلسطين والسعودية ومصر والمغرب والأردن، ومن يرغب من الدول الأخرى، بمتابعة الموقف واتخاذ ما يرونه من خطوات عملية، وما يلزم من مشاورات واتصالات لحشد الدعم المطلوب من دول العالم كافة، وبدءا من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، من أجل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، وبعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك الحصول على العضوية الكاملة لها في الأمم المتحدة. وكانت بدأت بالدوحة أمس أعمال اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على المستوى الوزاري برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

وقال أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع «إن اللجنة قررت التوجه إلى الأمم المتحدة لدعوة الدول الأعضاء للاعتراف بالدولة الفلسطينية والتحرك لتقديم طلب العضوية الكاملة في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن».

ولم يقدم البيان إطارا زمنيا يشير إلى أن التنفيذ سيتم وقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل. وقال موفد فلسطيني شارك في اجتماع لجنة المتابعة إن الجامعة العربية عينت لجنة لتحديد المواعيد.

وقد صف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قرار لجنة المتابعة بالخطوة المهمة جدا. وقال في تصريح لـ «وفا» من الدوحة حيث يرافق أبو مازن، أمس «إن هذا القرار يشكل هجوما دبلوماسيا سيتم التحرك على أساسه فلسطينيا وعربيا».