وزير إسرائيلي يدعو لتغيير الاستراتيجية في التعامل مع حماس

مجموعة مجهولة تتبنى إطلاق الصواريخ على إسرائيل التي تبلغ السلطة إلغاء العفو عن ناشطين من شهداء الأقصى

فلسطينيون يقيمون الأضرار التي ألحقها القصف الإسرائيلي الجوي بمخزن لأطعمة الماشية في منطقة رفح أمس (رويترز)
TT

بخلاف ما كانت عليه الأمور في اليومين الماضيين، فقد حرص الأهالي في المناطق المتاخمة للشريط الحدودي الذي يفصل مدينة رفح عن مصر على مغادرة منازلهم الليلة قبل الماضية، حتى لا يتعرض أبناؤهم لحالات الفزع والهلع الناجمة عن عمليات القصف التي سيقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي لمنطقة الأنفاق ردا على عمليات إطلاق الصواريخ فجر أول من أمس. وبالفعل قامت طائرات إسرائيلية حربية نفاثة من طراز «إف 15» بقصف عدد من الأنفاق، بإلقاء قنابل تزن الواحدة منها طنا من المتفجرات. واستهدف القصف بشكل خاص نفقا يستخدم لإدخال مواد البناء، وهو يتاخم حي قشطة، في محيط معبر رفح.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن خمسة أصيبوا بينما أعلن عن سادس كمفقود جراء القصف. وكان الستة يعملون داخل النفق. وحسب المصادر فإن إصابات ثلاثة من الجرحى متوسطة، وإصابة الآخرين طفيفة. وذكرت مصادر فلسطينية أن غارة إسرائيلية استهدفت بصاروخ واحد نفقا يقع في منطقة أبو شوشة شرق معبر رفح مما أدى إلى تدميره وعدد من الأنفاق المجاورة. مشيرا إلى أن قصف النفق تم بشكل مفاجئ ودون إنذار كما جرت العادة. وفي مدينة غزة، استهدفت المقاتلات الحربية مخزنا يعود لآل دغمش يقع شرق حي الشجاعية في غزة المدينة، وأسفر عن اندلاع حريق كبير في المكان. وأدت الغارة الثانية إلى بث حالة من الذعر والخوف في صفوف النساء والأطفال جراء الانفجار.

من ناحيته دعا وزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو إلى ضرورة تغيير الاستراتيجية الإسرائيلية حيال قطاع غزة تغييرا جذريا والتوضيح لقادة حماس أنهم سيدفعون الثمن شخصيا لقاء استئناف القصف الصاروخي. وفي ذات السياق أعلن جناح عسكري مجهول صباح أمس مسؤوليته عن عمليات إطلاق الصواريخ. وأعلن الجناح واسمه «سرايا فلسطين» ويعلن عن نفسه لأول مرة عن إطلاقه صاروخا محليا على بلدة سديروت في النقب الغربي في تمام الساعة السابعة و10 دقائق من صباح أمس. وفي بيان صادر عنها، أوضحت «سرايا فلسطين» أن إطلاق الصواريخ «يأتي في إطار الرد الطبيعي على تهديدات الاحتلال»، معتبرة أن هذه العملية «هدية إلى الشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين من كل الفصائل». وشددت السرايا في بيانها، على العمل المتواصل من أجل الوحدة الوطنية مع تأكيدها على حق المقاومة في الرد على خروقات إسرائيل.

إلى ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أبلغت الأمن الفلسطيني تراجعها عن منح العفو عن ناشطي كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح في مدينة بيت لحم وعدد آخر في مدن الضفة الغربية. واعتبرت المصادر الأمنية الفلسطينية أن تراجع إسرائيل عن قرار العفو يأتي في إطار المحاولات الإسرائيلية لتوتير مناطق الضفة عشية تصميم السلطة للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لنيل الاعتراف بالدولة. وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية ستبلغ النشطاء الملغى عفوهم بتخفيف تحركاتهم في مناطق الضفة خشية تعرضهم للاعتقال أو التصفية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

يذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) كان قد اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2008 على منح العفو لعشرات من نشطاء شهداء الأقصى الذين تعهدوا بتسليم سلاحهم والتوقيع على تعهدات بعدم القيام بعمليات ضد إسرائيل.