خطة إسرائيلية لإحداث ثورة لتوفير المساكن لليهود وحرمان العرب

في وقت يتحدث فيه نتنياهو عن المساواة

TT

في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتحدث عن «المساواة التي يتمتع بها المواطنون العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48) ويقول إن هؤلاء «يعيشون أفضل من أية مجموعة سكان عربية في الشرق الأوسط»، كانت جرافات حكومته تستعد لهدم بيوت عشرات العائلات العربية في النقب والمثلث، ودوائر حكومته تضع اللمسات الأخيرة على خطة إسكان عملاقة توفر المساكن الضرورية للمواطنين اليهود وتحرم المواطنين العرب منها.

وكشف هذه الخطة، النائب العربي، حنا سويد، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في رسالة وجهها إلى نتنياهو نفسه، يحتج فيها على استثناء البلدات العربية من برنامج الإسكان القطري الذي بادر إليه بهدف تسريع عملية ترخيص المشاريع الإسكانية.

وجاء في رسالة النائب سويد أن الخطة الحكومية الجديدة تستثني البلدات العربية بشكل تام بسبب الشروط الأساسية التي تعتمدها، فهي تسري فقط على المشاريع الكبيرة والمخططات التي تهدف لإنشاء 200 وحدة سكنية وما فوق، ومثل هذه المشاريع غير متوفرة في البلدات العربية، والأراضي التي ستقام عليها هذه المشاريع هي أراض عامة أو على الأقل 80 في المائة منها أراض عامة، والأراضي العربية هي أراض خاصة.

وعلل سويد أن هذين الشرطين الأساسيين يخرجان كل البلدات العربية من دائرة الاحتمال بإدراجها ضمن هذه المشاريع التي تنوي الحكومة إخراجها إلى حيز التنفيذ، التي تعتبر بمثابة ثورة في الأوضاع السكنية، إذ إنها تحد من الأزمة السكنية ومن ارتفاع أسعار الشقق، بزيادة العرض وتوفير آلاف الشقق السكنية الجديدة. وهاجم النائب سويد هذه الشروط التمييزية، وطالب ممثلي مكتب رئيس الحكومة بتغييرها. وقال إن هذه الخطة الحكومية عنصرية بامتياز ولا شك في أن من أعدها تعمد وضعها من أجل المواطنين اليهود فقط.

وكان سويد قد كشف عن مخطط آخر لهدم مجموعة من البيوت التي كانت صدرت بحقها أوامر هدم في الماضي في مدينتي الطيبة وقلنسوة في المثلث الجنوبي (غربي الضفة الغربية). وأكد النائب سويد في توجهه لوزير الداخلية أن البيوت التي تنوي الوزارة هدمها تقع ضمن مخططات هيكلية تقوم لجان التنظيم بتداولها ومن المتوقع المصادقة عليها في المستقبل المنظور. وأضاف أن استئناف موجة الهدم قد يستدرج ردود فعل غاضبة من أصحاب البيوت والأهالي عامة لأنه بمثابة انتهاك للحق الأساسي للمواطنين ببناء مساكنهم وإيواء عائلاتهم على أرضهم في وطنهم.

من جهة ثانية، هدمت جرافات وزارة الداخلية الإسرائيلية تحت حماية قوات كبيرة من الشرطة قرية العراقيب غير المعترف بها، للمرة السابعة والعشرين على التوالي خلال أقل من سنة، بغرض إقامة حديقة واسعة تمنع الصلة بين هذه القرية وبين مدينة بئر السبع. وقال الدكتور عواد أبو فريح من اللجنة الشعبية للدفاع عن العراقيب إن الجرافات الإسرائيلية هدمت كافة بيوت القرية وجرفت الأراضي.