ساركوزي: اسلوب الرئيس السوري غير مقبول

الاتحاد الأوروبي يعلن أنه سيواصل الضغط من أجل «تغيير عاجل» في دمشق

اطباء ومحامون في البوكمال يحملون يافطة تهزأ من اتهام السلطات لمندسين بالتظاهر وتدعو لاطلاق المعتقلين (أغاريت)
TT

دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إلى فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، في وقت اعتبر فيه جوزيه مانويل باروزو، رئيس المفوضية الأوروبية، أن وعود الرئيس السوري بشار الأسد بالإصلاح «ضعيفة».

وقال نيكولا إنه يريد فرض المزيد من العقوبات على الحكومة السورية في ظل مواصلتها للحملة الأمنية العنيفة على المحتجين. وأضاف في مقابلة تلفزيونية، أن «سلوك الرئيس السوري غير مقبول.. يجب أن نشدد العقوبات على نظامه الذي يستخدم أكثر الأساليب وحشية ضد شعبه».

من جهته، أكد باروزو في تصريحات أدلى بها أثناء زيارة له إلى القاهرة، أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الضغط من أجل «تغيير عاجل» في سوريا. وقال باروزو الذي عرض موقف الاتحاد الأوروبي من «اليقظة العربية» خلال مؤتمر عقده في دار الأوبرا، إن «وعود الرئيس السوري بشار الأسد بالإصلاح والحوار ضعيفة ولم يتم الوفاء بها بعد». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي شدد العقوبات على سوريا مرتين و«سيواصل الضغط من أجل التغيير».

واعتبر أن الخسائر البشرية «غير مسموح بها»، مشيرا إلى «مقتل ألفي شخص واعتقال عشرة آلاف» خلال الاحتجاجات المعادية للنظام الحاكم في سوريا. ورحب باروزو بزيارات التضامن من قبل سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا إلى مدينة حماه الأسبوع الماضي التي جوبهت بانتقادات حادة من قبل النظام السوري. وكان قد توجه روبرت فورد سفير الولايات المتحدة لدى سوريا إلى حماه وغادرها الجمعة بعد لقائه عددا من المتظاهرين بحسب واشنطن، في حين لحق به نظيره الفرنسي إريك شوفالييه للتعبير عن «التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب الضحايا»، كما أعلنت باريس.

وسارعت دمشق إلى اتهام الولايات المتحدة بـ«التورط» في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ أربعة أشهر و«التحريض على التصعيد»، قبل أن تستدعي السفيرين صباح الأحد وتبلغهما رسميا بـ«احتجاج شديد» بشأن زيارتيهما. ومنذ 1982 باتت حماه رمزا، في أعقاب القمع العنيف لتمرد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس حافظ الأسد والد الرئيس بشار الأسد، حيث أسفر عن 20 ألف قتيل.

وصعدت واشنطن من لهجتها تجاه سوريا في اليومين الماضيين، وأعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يوم الاثنين، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون في واشنطن، أن الأسد «فقد شرعيته». وفي اليوم التالي، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الأسد «فقد شرعيته لتقاعسه عن إنجاز تحول ديمقراطي في بلاده». وكانت هذه أشد تعبيرات استخدمها أوباما في انتقاد الرئيس السوري بسبب حملته على الاحتجاجات. وقال أوباما لشبكة تلفزيون «سي بي إس» في مقابلة: «أعتقد أنكم تشاهدون على نحو متزايد أن الرئيس الأسد فقد شرعيته. وقد ضيع الفرصة تلو الفرصة لتقديم جدول أعمال حقيقي للإصلاح».

سئل أوباما لماذا لم يذهب إلى أبعد من ذلك ويطالب الأسد بالتنحي عن الحكم، فقال للصحافيين: «هناك حقا توافق متزايد بين الشعب السوري على أنه يجب أن يحدث هذا التحول وأن الرئيس الأسد لن يقود هذا التحول.. والشعب السوري سيكون ويجب أن يكون قادرا على تقرير مستقبله بنفسه».

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين، إن الأسد «ليس بالشخص الذي لا يمكن الاستغناء عنه»، وحثه على أن يقود عملية التحول نحو الديمقراطية.

كانت سوريا اتهمت الولايات المتحدة وفرنسا بتشويه الحقائق بشأن هجوم السفارتين. غير أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند، قالت إن الولايات المتحدة سوف تستمر في البحث مع حلفائها بشأن الخطوات الأخرى المحتملة لمعاقبة سوريا، ومنها عقوبات على قطاعاتها للنفط والغاز واحتمال الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب الحملة على الاحتجاجات.