قوات الأمن التونسية تتصدى لاعتصام «القصبة 3»

الشباب التونسي يحتج على «انحرافات الثورة وعدم جدية الحكومة المؤقتة»

TT

فرقت قوات الأمن التونسية أمس مجموعة من الشباب القادم من مختلف جهات البلاد للاعتصام بساحة القصبة للمرة الثالثة منذ الإطاحة بنظام بن علي. واستعملت تلك القوات القنابل المسيلة للدموع لمنعهم بالقوة من دخول ساحة القصبة والاعتصام من جديد بها احتجاجا على ما سموه «انحرافات الثورة وعدم جدية الحكومة المؤقتة في السير نحو الشرعية». ورشق بعض المصلين بجامع القصبة بالمدينة العتيقة قوات الأمن بالقباقيب فردت على العملية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، مما أدى إلى حالات اختناق في صفوف البعض منهم.

ودعت الفئات الشبابية المشاركة في مسيرة ضخمة شهدتها شوارع العاصمة التونسية إلى تصحيح مسار الثورة والالتزام بأهدافها بعيدا عن المناورات السياسية والتلهي بملفات جانبية لا تخدم إلا الداعمين للثورة المضادة الساعين إلى إجهاض ثورة الشعب التونسي. وانتشرت قوات الأمن منذ ساعات الصباح الباكر بصفة مكثفة حول مداخل ساحة الحكومة بالقصبة والطرق المؤدية إليها وتمكنت من عزل الساحة ومنع المتظاهرين من التجمع للاعتصام. وحاصرت قوات الأمن المصلين بجامع القصبة ومنعتهم من الخروج والانضمام إلى المتظاهرين عقب انتهاء الصلاة مما نتج عنه بعض المناوشات بين الجانبين.

وعرفت الاحتجاجات حضور منظمة «حرية وإنصاف» وهي منظمة حقوقية تأسست بعد الثورة، وحزب «مؤتمر من أجل الجمهورية» الذي يتزعمه المنصف المرزوقي في محاولة لتهدئة الوضع، إلا أن الأمر أدى إلى اندلاع مواجهات زادت حدتها بعد أن طالب المتظاهرون بتنحي وزيري الداخلية والعدل ومحاسبة رموز الفساد.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد نفت صباح أمس من خلال مقالات صحافية نشرتها بوسائل إعلام محلية، وجود حالة استنفار من قوات الأمن الداخلي للتصدي لاعتصام «القصبة 3»، مقللة من أهمية الأحاديث المرافقة لمتطلبات الثورة. وأصدرت نقابة قوات الأمن الداخلي بيانا أكدت من خلاله حيادها التام بعد الدعوة إلى مسيرة واعتصام في القصبة لتصحيح مسار الثورة، ودعت أعوان وإطارات قوات الأمن الداخلي إلى ملازمة الحياد التام والاحتكام إلى شرعية مبادئ الثورة. إلا أن كل هذه المواقف لم تشفع لها وتدخلت بالقوة لتفريق المتظاهرين ومنعتهم من دخول ساحة القصبة حيث كانوا ينوون تنظيم اعتصام «القصبة 3». وكانت قوات الأمن قد تدخلت في السابق لفض اعتصام «القصبة 2» مما أسفر عن جرحى ومصابين في صفوف المعتصمين، ويرى الملاحظون أن الأجهزة الأمنية تقوم من خلال منع المعتصمين بحركة استباقية حتى لا تجد نفسها في نفس وضعية معتصمي «القصبة 2».

وأعلنت مجموعة من الأحزاب التونسية مساندتها لاعتصام «القصبة 3» ولمسيرة تصحيح مسار الثورة، وأكد عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد (تأسس بعد 14 يناير/كانون الثاني) أن غياب الوفاق والوضوح في المشهد السياسي هو الذي أدى إلى شعور عام بعدم الثقة وعدم الارتياح لأداء الحكومة والهيئات التي أقرتها وعمق القناعة بوجود استئثار بالسلطة والقرار، وهذا الوضع هو الذي يشجع الشباب على الاحتجاج والمشاركة في المسيرات .