دبلوماسيون غربيون: طهران تركب أجهزة طرد مركزي متطورة.. وتحرز تقدما رغم بطئه

إيران تشترط الاعتراف بحقوقها النووية للتعاون

TT

قالت مصادر دبلوماسية إن إيران تستعد لوضع أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم إلى درجات أعلى، بهدف زيادة فاعلية أنشطتها للتخصيب النووي، مما يشير إلى تقدم محتمل في البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وجاء ذلك بينما اشترطت طهران أمس الاعتراف أولا بحقها في المضي قدما في تطوير برامجها النووية قبل أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ما يتردد عن مساعيها للحصول على أسلحة نووية.

وقال دبلوماسيون إن نموذجين جديدين أكثر تقدما من تلك النماذج المعرضة للتعطل التي تستخدمها طهران حاليا لتنقية اليورانيوم يجري تركيبهما حاليا لإجراء اختبارات واسعة النطاق في موقع أبحاث قرب مدينة ناتانز بوسط البلاد، حسب ما أوردته وكالة «رويترز». وإذا ما نجحت طهران في نهاية المطاف في تركيب أجهزة طرد مركزي حديثة فيمكنها أن تقلص إلى حد كبير الوقت المطلوب لإنتاج كميات كافية من اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في الأغراض المدنية أو العسكرية إذا ما تم تخصيبه لمستوى أعلى، لكن من غير الواضح ما إذا كانت طهران التي تخضع لعقوبات دولية صارمة تمتلك الوسائل والمكونات لإنتاج المعدات الأكثر تطورا بأعداد أكبر أم لا.

وتنفي إيران اتهامات الغرب بأنها تسعى لتطوير أسلحة نووية، وتقول إنها تخصب اليورانيوم لتوليد الكهرباء ولاستخدامات طبية، بينما تحاول منذ سنوات تطوير أجهزة طرد مركزي تفوق قدرة الأجهزة التي تستخدمها الآن التي ترجع إلى السبعينات وهي من طراز «آي آر – 1».

وقال دبلوماسيون إن العمل يجري لتركيب وحدتين تضم كل منهما 164 آلة جديدة. وحتى الآن لم يتم اختبار سوى عدد قليل من أجهزة طرد من طراز «آي آر – 4» و«آي آر - 2 إم» في موقع الأبحاث. وقال دبلوماسي كبير من دولة عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية «يحرزون (الإيرانيون) تقدما.. تقدما بطيئا ومطردا لكنه ملحوظ»، بينما أكد دبلوماسي آخر أن التركيبات تجري لكنها لم تنته بعد، غير أنه لم يرد أي تعقيب من بعثة إيران لدى الوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي تتخذ من فيينا مقرا لها.

وفي غضون ذلك، اشترطت طهران أمس الاعتراف أولا بحقها في المضي قدما في تطوير برامجها النووية قبل أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قال بعد اجتماع مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو الثلاثاء الماضي في فيينا إن إيران وافقت على إنشاء آلية جديدة للمساعدة في تسوية القضايا العالقة ذات الصلة بالنزاع النووي مع القوى العالمية.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست «يتعين أن تؤكد الآلية الجديدة وتحترم شرعية إيران وحقوقها (النووية)»، وأضاف «في تلك الحالة إذا كانت لدى الوكالة الدولية نقاط غامضة وتساؤلات جديدة، ستكون إيران مستعدة للتعاون مع الوكالة في إطار هيكل جديد، وتستأنف المفاوضات والمشاورات على مستوى الخبراء»، لكن أمانو رفض بالفعل مطالب إيران.

ودعت طهران مرارا إلى الاعتراف ببرامجها النووية وتغيير وضع ملفها النووي بالوكالة إلى طبيعي. وترفض إيران منذ عام 2008 الرد على تساؤلات بشأن أبحاث ومشروعات تطوير تقول الوكالة إنها ليست لها أغراض أخرى تقريبا غير الأغراض العسكرية.

وتقول إيران إنه ينبغي على الوكالة التعامل فقط مع النواحي الفنية للبرنامج النووي الإيراني وليس المعلومات الاستخباراتية من دول مختلفة حول البرامج العسكرية السرية الإيرانية المزعومة. وفي الوقت نفسه، أعلن صالحي إصرار إيران على إزالة سوء التفاهم مع الاتحاد الأوروبي.

ومن بين قضايا الخلاف الرئيسية بين طهران والاتحاد الأوروبي النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني وقضايا حقوق الإنسان. وقال وزير الخارجية «إنني متفائل بأن الجانبين سيظهران حسن نيتهما ويتجهان نحو توضيح سوء التفاهم».

وترغب إيران في استئناف المفاوضات النووية مع قوى العالم، لكنها تقول إن أي محادثات ستكون عديمة الجدوى، مثل اجتماع اسطنبول في يناير (كانون الثاني) الماضي ما دامت القوى العالمية تصر على وقف عملية تخصيب اليورانيوم، وهو شرط ترفضه إيران.