الثوار الليبيون يتقدمون نحو البريقة.. وسقوط قتيلين على الأقل و24 جريحا

المعارضة تعيد تنظيم صفوفها

TT

واصل الثوار الليبيون، أمس، هجومهم على الجبهة الشرقية، مؤكدين أنهم زحفوا في اتجاه ميناء البريقة النفطي، مما كلفهم قتيلين على الأقل و24 جريحا، وتعهد مقاتلون بتجاوز أخطاء تكتيكية شابت عملياتهم السابقة، التي كانت سببا وراء عدم تحقيق أهدافهم على الرغم من مرور أشهر على اندلاع الانتفاضة ضد العقيد معمر القذافي.

وأعلن الثوار، غداة بداية الهجوم، على محور أجدابيا للطرق الأساسية، على بعد 80 كلم شرق البريقة، أنهم أسروا جنديا واستحوذوا على ثلاث آليات.

وصرح محمد الزاوي، الناطق باسم المقاتلين: «تدور معارك في الشمال (الطريق الرئيسي بين أجدابيا والبريقة) والجنوب والوسط»، مضيفا: «نحرز تقدما جيدا في الجنوب والشمال».

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بوصول دفعات من سيارات الإسعاف والسيارات المكشوفة يستعملها المقاتلون أمام مستشفى أجدابيا، وهي تنقل ضحايا المعارك، وهم قتيلان، على الأقل، و24 جريحا.

ووصل بعضهم برفقة ستة من زملائهم الذين أوضحوا أن الجرحى أصيبوا بقصف مدفعي في منطقة بين أجدابيا والبريقة جنوب الطريق الرئيسي.

وشن الثوار، أول من أمس، هجوما على البريقة، آملين في انتصار استراتيجي على الجبهة الشرقية المعطلة منذ أشهر في منتصف الطريق بين البريقة وأجدابيا، بعد أن شهدت في بداية النزاع كرا وفرا. وأسفرت المعارك عن سقوط قتيل و12 جريحا في صفوفهم.

وفي الوقت نفسه، أعلن حلف شمال الأطلسي أنه قصف، الخميس، مركز قيادة الجيش الحكومي ودبابة وآليتين عسكريتين ومنصة راجمات صواريخ في ضواحي البريقة، مقر البنى التحتية النفطية الأساسية، وبوابة الطريق المؤدية إلى خليج سرت.

ومدينة البريقة موقع نفطي استراتيجي في جنوب شرقي خليج سرت، وتوالى الجانبان السيطرة عليها.

وفي حين تستعر المعارك على الجبهة الغربية في جبل نفوسة، تجري المعارك في شرق البلاد بوتيرة متقطعة؛ حيث تعمد قوة من 2000 إلى 3000 رجل من الجيش النظامي متمركزة في البريقة إلى مهاجمة أجدابيا بانتظام، على بعد 160 كلم جنوب بنغازي، التي تعتبر «عاصمة» الثوار.

وصرح مصدر عسكري ثالث لدى الثوار، رفض الكشف عن اسمه: «ركزنا على غرب البلاد، لكننا سنبدأ في التقدم».

ومنذ أن انطلقت الثورة في ليبيا قبل خمسة أشهر، تشهد البلاد مواجهات بين الثوار المتمركزين في بنغازي وقوات النظام، تحولت إلى حرب أهلية، وأدت إلى مقتل الآلاف، من بينهم عدد كبير من المدنيين.

وتشعر دول غربية بخيبة الأمل لأن حملة بدأتها المعارضة في ليبيا قبل خمسة أشهر فشلت، على الرغم من دعم طائرات حلف شمال الأطلسي لها، في الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي، وتبحث الآن بعض الحكومات إجراء محادثات لإنهاء الصراع.

وفي تسجيل صوتي لكلمة أذاعها التلفزيون الليبي، الذي كان ينقل مظاهرة ضمت عشرات الآلاف من المؤيدين في بلدة العجيلات، التي تبعد 80 كيلومترا غرب طرابلس، قال العقيد الليبي إنه سيفتديهم بحياته، وسيقاتل حتى النهاية.

وقال القذافي، وهو يندد بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: «نهاية حلف الأطلسي ستكون في هذه المعركة.. ليبيا هي التي ستدمر حلف الأطلسي، ونهاية الاتحاد الأوروبي ستكون هنا في هذه المعركة». وقال قادة عسكريون للمعارضة في قرية القواليش، الواقعة على بعد نحو مائة كيلومتر غرب طرابلس، إنهم يحشدون قواتهم ويستعدون للتقدم شرقا تجاه بلدة غريان التي تتحكم في الوصول إلى الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة. لكن الذخيرة كانت قد نفدت قبل يوم من بضعة معارضين كانوا يدافعون عن القواليش، وفروا حين شنت قوات القذافي هجوما مفاجئا. واستعاد المعارضون السيطرة على القرية قبل الليل، بعد أن قتل منهم سبعة. وقال مقاتل ليبي أفاد بأن اسمه التومي، وهو ممسك بمدفع رشاش: «جئنا، أمس، وبقينا هنا، وقلنا لن نتحرك قبل أن يصبح هذا المكان أمنا»، وأضاف: «لن يتكرر هذا الخطأ. لن نعود أدراجنا».

وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، فقد كشف القتال عن مواطن ضعف في صفوف قوة المعارضة التي تفتقر إلى هيكل قيادة واضح، وتعتمد على متطوعين مدنيين تعهدوا بالإطاحة بالقذافي، لكنهم غير مدربين جيدا، أو لم يتلقوا تدريبا عسكريا على الإطلاق.

وحث حلف شمال الأطلسي الدول الأعضاء على تقديم مزيد من الطائرات الحربية لقصف أهداف عسكرية ليبية، وأدت الحملة إلى استنزاف موارد الحلف، وتوتر العلاقات بين الأعضاء الثمانية والعشرين، بعد أربعة أشهر فقط من العمل العسكري.

ودعا أندرس فو راسموسن، الأمين العام لحلف الأطلسي، الدول الأعضاء، إلى تقديم مزيد من المساعدة في الضربات الجوية.

وقال راسموسن في لاهاي، بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء الهولندي، مارك روت، الذي قال إن الطائرات الهولندية لن تشارك الآن في قصف ليبيا: «إنني أحث كل الحلفاء الذين لديهم طائرات متاحة لهم على الاشتراك في العملية أيضا».