ندوة في أصيلة تدعو إلى حوار إعلامي بين العرب والأفارقة

صورة «الإعلام العربي والأفريقي» تأخذ أبعادا جديدة في أصيلة

TT

دعا مشاركون في ندوة حول «الإعلام العربي والأفريقي» نظمت في إطار فعاليات موسم أصيلة الثقافي، إلى حوار إعلامي بين العرب والأفارقة، وأشار بعض المشاركين إلى أن الأوضاع السياسية التي تشهدها البلدان العربية أثرت كثيرا على صورة الإعلام العربي في ذهنية الشعوب الأفريقية، محذرين من التأثيرات السلبية لوسائل الاتصال الحديثة على طبيعة العلاقة بين الإعلاميين العرب والأفارقة، ذلك أنها في بعض الأحيان تساعد على ترسيخ صور نمطية. ودعا خالد الناصري وزير الإعلام المغربي إلى أن تتحرك أسرة الإعلام العربية والأفريقية، للتحرر من مظلة الدول والحكومات، لكنه قال إن السمو بالممارسة السياسية والإعلامية يمر حتما بتدخل كل دولة في نطاق القانون مع التقيد بالحرية والمسؤولية. وعبر عز الدين الميهوبي وزير الإعلام الجزائري السابق عن اعتقاده بوجود تقاطعات ثقافية تتيح إمكانية ترميم العلاقة العربية الأفريقية، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا مما تقدمه القنوات التلفزيونية والوكالات والصحف في العالم العربي لا يخرج عن إطار المنطقة العربية الأفريقية، وقال إن ذلك يدلل على أهمية العناية بالعلاقة العربية الأفريقية إعلاميا. ويرى صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق: «إن المنطقة العربية انتقلت من مرحلة صراع المعسكرات إلى مرحلة بناء الذات»، وقال إن موقع الصحافي أهم من موقع السياسي، ذلك أن الإعلام لعب دورا رئيسيا فيما جرى ويجري في البلدان العربية، وهذا الدور يمكن توظيفه في علاقات العرب مع الآخرين. وأشار يونس مجاهد نقيب الصحافيين المغاربة إلى أن هناك قضايا مشتركة منذ الفترة الاستعمارية بين العرب وأفريقيا، مبرزا أن هناك مبررات موضوعية تحتم تمتين العلاقة العربية الأفريقية عبر الإعلام.

من جهتها قالت ريبيكا إيوب مديرة الوكالة الإثيوبية للتلفزيون والراديو «إن البلدان العربية تعتمد على مصادر أجنبية للحصول على أخبار، لكن على الإعلاميين العرب والأفارقة تقع مسؤولية إعادة بناء الصور المتقاطعة». ويعتقد كينغسلي نانا بوادو وهو صحافي في راديو غانا أن العرب والأفارقة في حاجة للفهم المتبادل، وقال بوادو «إن هناك تصورات في بعض البلدان الأفريقية تجعل العرب لا يرون أنفسهم كأفارقة، وهناك نظرة أوروبية فصلت بيننا، وعلينا العودة إلى أصولنا وعلينا أيضا تذكر جميع الذين عملوا على توطيد علاقاتنا».

وتطرق محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب السابق إلى موضوع التحول الديمقراطي في أفريقيا والعالم العربي وقال في هذا الصدد إن «العرب والأفارقة، كل حسب ظروفه وخصوصياتهم السياسية والاجتماعية والثقافية، يسعون إلى تشييد الديمقراطية في بلدانهم» وأضاف «الإعلام في بلداننا أخذ يبتعد عن السلطة تبعا لتجربة كل بلد وظروفه» مؤكدا ضرورة الاستفادة من إعلام الأجنبي، وقال بن عيسى «ينبغي ألا يخيفنا التحول المتواتر السرعة الذي عرفه المنتوج الإعلامي، خاصة مع ظهور مواقع حديثة للتواصل، بل إنها موجة اتصالية جديدة يمكن استثمارها لنشر الرسالة المطلوبة».

وفي نفس السياق قال ماضي عبد الله الخميس أمين عام هيئة الملتقى الإعلامي العربي بالكويت إن «الإعلام تخطى عقبات عديدة خلال الألفية الماضية، وبدأت الألفية الجديدة بطفرة كبرى في الإعلام، وأصبحنا نعول على الإعلام في بناء العلاقات الدولية بين الشعوب»، ويرى عبد الله الخميس أن العلاقات السياسية تؤثر على العلاقات الإعلامية، موضحا أن الصورة الذهنية الأفريقية في الإعلام العربي تأثرت بالأوضاع السياسية التي تشهدها بعض بلدان القارة.

وخلص المشاركون في الندوة إلى أن الصحوة الديمقراطية التي طالت الدول العربية والأفريقية، وضعت على كاهل الإعلاميين مسؤوليات جديدة.