الأسواني أقدم سجين سياسي لـ «الشرق الأوسط»: الإعياء وحده منعني من التوجه لميدان التحرير

أصوليون يناشدون الأخوات المسلمات البحث له عن عروس

الأسواني
TT

أفرجت السلطات المصرية، أمس، عن محمد محمود محمد صالح، الشهير بمحمد الأسواني (58 عاما)، وذلك بعد 30 عاما قضاها داخل السجون المصرية، تنفيذا لقرار النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود بالإفراج الصحي عنه.

وأكد الأسواني أنه كان ينوي التوجه إلى ميدان التحرير عقب الانتهاء من إجراءات الإفراج عنه، أمس، لتأييد مطالب ثورة «25 يناير»، وتوجيه الشكر إلى شباب الثورة على ما قدموه لمصر من تضحية ونجاحهم في إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك؛ إلا أن الإعياء الشديد منعه من الذهاب للتحرير.

وقال الأسواني لـ«الشرق الأوسط» في أول تصريح له عقب خروجه من السجن «بمجرد أن أسترد عافيتي سوف أذهب إلى التحرير». وأعرب الأسواني الذي تجمع حوله الكثير من أقاربه وأصدقائه، عن سعادته بقرار الإفراج عنه، مقدما الشكر لكل من وقف إلى جواره في محنته، وكل من قدم له يد العون والمساعدة طوال فترة اعتقاله التي وصفها بـ«القاسية». يأتي الإفراج عن الأسواني الذي قضى ثلاثين عاما في المعتقل عقب إصدار النائب العام المصري، أول من أمس، قرارا بالعفو الصحي عنه عقب مطالبات الكثير من المنظمات الحقوقية داخل مصر وخارجها. ويعتبر الأسواني من قيادات تنظيم الجهاد المصري، وقبض عليه عقب اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عام 1981 في قضية الجهاد القديمة، والتي حملت رقم (462 - 81) أمن دولة طوارئ، واشترك الأسواني عام 1987 في محاولة الهروب الكبرى من سجن مزرعة طرة جنوب القاهرة، وحكم عليه بالسجن 12 عاما لمحاولته الهروب ومقاومته السلطات، كما حكم عليه بالسجن 8 سنوات في قضية طلائع الفتح، والتي حملت رقم (5 - 95) جنايات عسكرية بتهمة تسريب معلومات من داخل محبسه.

ومن جانبه، أكد عمرو عبد المنعم، منسق عام المبادرة الوطنية لتوثيق شهادات التعذيب في عهد مبارك، على أن الشيخ الأسواني كان عقد النية على الذهاب إلى ميدان التحرير للمشاركة في «جمعة الإنذار الأخير»؛ لولا سوء حالته الصحية، حيث أصيب بحالة إعياء شديد نتيجة نقله من سجن العقرب واحتجازه لمدة 6 ساعات في درجة حرارة مرتفعة بقسم شرطة حي عين شمس بشرق القاهرة، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسرة الشيخ الأسواني قررت التوجه إلى مسكنها لتوقيع الكشف الطبي عليه وتأجيل زيارته للتحرير حتى يتعافي».

وتطرق الأسواني في رسالته إلى معاناة أسر السجناء، وإلى سجن أبو زعبل قائلا: «في أبو زعبل حجرة الحبس مساحتها 1.5 متر مربع يتم حشد عدد 7 أفراد فيها ويتناوبون فيما بينهم على النوم، فيظل 5 أفراد منهم واقفين لينام اثنان منهم ويظل الباقي، إما جالسي القرفصاء وإما واقفين، ويدورن حول بعضهم حتى الصباح، وإن أراد الفرد منهم قضاء حاجته لم يكن هناك دورات مياه، وكان عليه استعمال كيس نايلون ويفرغه إما من شباك الغرفة، وإما من تحت باب الغرفة وفى كلتا الحالتين يتم ضرب السجناء على هذا الصنيع صباح اليوم التالي».

وفي السياق نفسه، ناشد المرصد الإسلامي بلندن، الأخوات المسلمات تلبية النداء بإيجاد زوجة للأسواني، حيث لم يسبق له الزواج، معلنا عن تكفله بمراسم الزفاف ومصروفات الزواج، ومؤكدا على وجود شقة للزوجية. وقد سبق للمرصد أن ناشد المجلس العسكري في مصر الإفراج عن الأسواني.

كما طالب الدكتور هاني السباعي، مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن، بالإفراج الفوري عن جميع الإسلاميين المصريين المسجونين بأحكام استثنائية جائرة، وذلك عقب الإفراج عن الأسواني، وإلغاء المحاكم العسكرية واعتبار أحكامها كأن لم تكن بأثر رجعي. كما طالب الدكتور السباعي بتكريم جميع المسجونين وتعويضهم وعوائلهم عن كل يوم قضوه في غيابات سجون النظام السابق.