رئيس جالية اليهود الليبيين في المهجر: رفضنا محاولات جماعة القذافي لسحبنا إلى صالحهم

رفائيل لوزون لـ«الشرق الأوسط»: آمل أن يكون لليهود والأمازيغ مكان في ليبيا المستقبل

رئيس جالية اليهود الليبيين في المهجر رفائيل لوزون
TT

أبلغ رفائيل لوزون رئيس جالية اليهود الليبيين في المهجر «الشرق الأوسط» بأنه رفض مؤخرا دعوة من نظام العقيد الليبي معمر القذافي للقيام بزيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس، مؤكدا أنه يقاوم أيضا ما وصفه بمحاولات لسحب يهود ليبيا إلى مناصرة نظام القذافي في مواجهة الثوار، الذين يسعون للإطاحة بنظام حكمه المستمر منذ نحو 42 عاما.

ونفى لوزون لـ«الشرق الأوسط» ضلوعه في أي ترتيبات تتعلق بالزيارة المثيرة للجدل التي قام بها مؤخرا وفد رسمي يمثل نظام القذافي قبل أيام إلى إسرائيل.

ويعتبر رفائيل لوزون المولود في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، واحدا من يهود ليبيا الذين اضطروا إلى الرحيل للخارج بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على مصر عام 1967.

وأجرى وفد القذافي، الذي ضم أربعة أشخاص مسؤولين في النظام الليبي، محادثات سرية في تل أبيب مع زعيمة حزب «كاديما» المعارض تسيبي ليفني، ومسؤولين أمنيين، بهدف تحسين صورة العقيد معمر القذافي في إسرائيل ومد جسور التعاون بين الطرفين.

لكن رئيس الجالية اليهودية في ليبيا قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» في حوار خاص من العاصمة البريطانية لندن، إنه يتعين على الدولة العبرية أن تؤيد الثوار المناهضين للقذافي، معربا عن استعداده في المستقبل للعب دور الوساطة بين إسرائيل والمجلس الوطني الانتقالي الممثل للثوار، متى طلب الأخير ذلك.

وأعلن القذافي أكثر من مرة أنه قد يدفع تعويضات لليهود الذين أجبروا على ترك منازلهم بعد 1948، علما بأن عدد اليهود في ليبيا وقتها لم يتجاوز 7 آلاف نسمة، يعيشون في طرابلس ومعظمهم من التجار وأصحاب المحلات التجارية.

وتقدر جماعات من اليهود الليبيين قيمة الممتلكات الخاصة التي فقدت بنحو 75 مليار دولار، بالإضافة إلى 100 مليون دولار أخرى للمنشآت العامة اليهودية كالمعابد والمقابر. وفيما يلي نص الحوار:

* هل لديك معلومات حول زيارة وفد القذافي مؤخرا إلى إسرائيل؟

- لا أعلم شيئا عن هؤلاء الأشخاص الذين ذهبوا إلى إسرائيل، لكني تلقيت خطابا من جماعة القذافي ومكالمة هاتفية من خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي يطلب مني الحضور إلى العاصمة الليبية طرابلس كرئيس لوفد من يهود ليبيا، لكنني رفضت.

* ولماذا رفضتم التوجه إلى طرابلس؟

- لم أرغب في أن أستخدم من أجل دعاية القذافي.

* وما الغرض في تقديرك من زيارة مبعوثي القذافي إلى تل أبيب؟

- أنا بشكل قاطع ضد هذه المبادرة وأي مبادرة لإنقاذ نظام القذافي، إسرائيل يجب أن تؤيد الثورة.

* ماذا لديك من معلومات إضافية حول ما يجري في ليبيا؟ وهل يسعى القذافي لاستخدام علاقاتكم لمصلحته؟

- كما قلت من قبل، هناك العديد من الدعوات من جماعة القذافي لسحبنا إلى صالحهم ولكننا رفضنا، نحن بكل تأكيد نؤيد الثوار والمجلس الوطني الانتقالي.

* وهل في معلوماتك مساع للقذافي عن التقرب من إسرائيل للحصول على دعمها في مواجهة ثورة الشعب الليبي؟

- الكثير من الإسرائيليين والغالبية من يهود ليبيا ضد أي ديكتاتورية ويفضلون الديمقراطية، نحن يهود ليبيا نأسف بشدة لكل هؤلاء الضحايا والشهداء، ونحن نأمل بأن ينتهي نزيف الدم هذا قريبا، وسنرى حرية وديمقراطية جديدة في ليبيا.

* ما موقفكم أنتم من ثورة 17 فبراير (شباط)؟

- لقد حاولنا المساعدة بقدر الإمكان، أرسلنا أدوية إلى مصراتة وبنغازي، وجمعنا المال وأرسلناه إلى ليبيا كما أرسلنا أحد ممثلينا، وهو طبيب، عمل متطوعا في مستشفى بنغازي لمدة شهر.

* هل أنت عضو في المجلس الوطني الانتقالي؟

- لا، أو ليس بعد، أنا آمل بأنه سيكون في المستقبل هناك مكان للأقليات الليبية (اليهود والأمازيغ).

* هل لديك اتصالات مع المجلس؟

- لقد أرسلنا خطابا إلى السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس، ونحن لدينا اتصالات عن قرب مع ممثلي المجلس في أوروبا.

* هل تتحدث إليهم؟

- نحن ما زلنا ننتظر الإجابة عن خطابنا، ونأمل بأن نتلقى دعوة لزيارة بنغازي ولقاء كل قيادات الثورة هناك.

* هل ثمة يهود ليبيون يقاتلون في صفوف الثوار؟

- لا، لأنه ليس هناك يهود في ليبيا اليوم.

* هل تعتزمون المطالبة لاحقا بتعويضات اليهود؟

- بالطبع نعم، ليبيا الجديدة عليها أن تبرهن على أنها مختلفة، وديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان.

* هل ستلعبون لاحقا دور الوسيط بين المجلس الانتقالي وإسرائيل؟

- إذا طلب منا المجلس ذلك، نحن على استعداد لنلعب دور الوسيط، بين ليبيا وإسرائيل، وأعتقد أنه بالإمكان أن نكون وسطاء أيضا بين إسرائيل والفلسطينيين، نحن يمكننا التوصل إلى نتائج جيدة وإيجابية، لأن اليهود من الأراضي العربية يعرفون العقلية.

* كيف ترى الحل للأزمة الليبية؟

- عائلة القذافي يجب أن تذهب وترحل، وبعدها يجب بدء مفاوضات بين المجموعتين لتكريس الانتخابات والدستور والديمقراطية في ليبيا.

* أي مستقبل في تقديرك ينتظر القذافي؟

- أعتقد أنه كبدوي، سيفضل أن يموت في أرضه ولن يهرب، لكن لا يمكنك مطلقا أن تعرف الاحتمالات، هو (القذافي) وأبناؤه ارتكبوا الكثير من الجرائم ضد المدنيين للبقاء في ليبيا.