الجيش الإسرائيلي يضرب مواقع لحماس ويحملها مسؤولية «التصعيد».. والحركة: لن نصمت طويلا

مصادر: السلفيون يقفون وراء إطلاق صواريخ على إسرائيل

أحد الأنفاق التي استهدفتها بعض الغارات الإسرائيلية على غزة، الليلة قبل الماضية (رويترز)
TT

سيطر التوتر على قطاع غزة، أمس، بعد ساعات من قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي، الذي استهدف مواقع تدريبات تابعة لحماس في القطاع، ومسلحين فلسطينيين أطلقوا مزيدا من الصواريخ على تجمعات جنوب إسرائيل، وسط تبادل للاتهامات بين حماس وإسرائيل بالمسؤولية عن التصعيد وتداعياته.

وعقد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتس، اجتماعا، أمس، لتقييم الأوضاع، واستدعى إليه قائد المنطقة الجنوبية، الميجر جنرال تال روسو، وقائد سلاح الجو الميجر جنرال عيدو نحوشتان، ورئيس هيئة الاستخبارات الميجر جنرال أفيف كوخافي، وآخرين، في إشارة إلى توجه الجيش نحو التصعيد.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية، إن الجيش سيقدم فعلا على خطوات عملية في قطاع غزة، لكن بدرجات مختلفة بحسب ما يتطور إليه الموقف، بعدما حمل الجيش حماس المسؤولية عن «التصعيد»، وقال إنه «ينظر ببالغ الخطورة إلى تقاعسها عن وقف إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل».

وأطلقت إسرائيل هذه الاتهامات على الرغم من تأكدها من أن حماس لم تشارك في إطلاق صواريخ. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الجهات التي تقف وراء إطلاق الصواريخ من غزة تنتمي إلى جماعات السلفية الجهادية، وقالت المصادر: «السلفيون يقفون وراء الهجمات الأخيرة وليس حماس أو الجهاد أو غيرهم».

ونفت المصادر أنباء عن وقوع اشتباكات بين حماس ومسلحين فلسطينيين حاولت الحركة منعهم من الوصول إلى نقاط التماس مع إسرائيل، وقالت: «لم تقع اشتباكات.. حماس لم تتدخل بقوة حتى الآن».

وكانت قذيفة هاون قد سقطت أمس في أرض مفتوحة وخالية بمنطقة المجلس الإقليمي «إشكول» في النقب الغربي، بعد ساعات من شن الطيران الإسرائيلي 6 غارات متتالية على مواقع تدريب تابعة لحماس وألوية الناصر صلاح الدين، وهو ما أدى إلى إصابة 4 فلسطينيين.

وقالت متحدثة عسكرية إن خمسة صواريخ أطلقت على إسرائيل من قطاع غزة في وقت سابق من أول من أمس، وإن الجيش الإسرائيلي رد بتوجيه ضربات جوية.

وأكد شهود لـ«الشرق الأوسط» أن الغارات استهدفت مواقع تدريب لحماس وألوية الناصر في غزة وخان يونس وحي الزيتون، لم يكن فيها أي مسلحين. وقالت ألوية الناصر صلاح الدين إن عددا من أبرز قادة الألوية نجوا بأعجوبة من القصف، حيث انفض اجتماع لهم قبل قصف المكان الذي كانوا يوجدون به بخمس دقائق.

من جهتها، حملت حماس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تبعات التصعيد العسكري في غزة والضفة الغربية. وقال مشير المصري، الناطق باسم الحركة: «هذا التصعيد الخطير يؤكد على عقلية الإجرام والإرهاب لدى الاحتلال، التي لا تغادر الميدان، وتدلل على أن هذا الكيان يعيش على سفك الدماء». وتلتزم حماس وفصائل أخرى باتفاق سابق لتثبيت هدنة في غزة، غير أن مصادر في أجنحة عسكرية لمحت إلى إمكان التحلل من هذا الاتفاق، إذا ما واصلت إسرائيل شن غارات على القطاع.

وهددت بذلك أيضا حماس، وقال المصري لموقع المركز الفلسطيني للإعلام التابع للحركة، «إن المقاومة لن تصمت طويلا على أن تبقى ساحة غزة مشتعلة، بينما كيان الاحتلال يعيش بأمن وأمان، وهو وحده يتحمل تبعات هذا التصعيد».

غير أنه أكد في نفس الوقت أن «التشاور والتوافق بين الفصائل الفلسطينية هو الذي يحدد طبيعة المرحلة وكيف يدار الميدان». واعتبر المصري أن كل محاولات إضعاف حماس ستبوء بالفشل، مشيرا إلى أن «التجربة علمتنا أن الضربات لا تضعف حماس، بل تزيدها قوة، والشعب يدرك أنها حركة صادقة تقدم قادتها قبل الجند في ساحات الجهاد والتضحية».