المتطرفون اليهود يحاولون منع مشروع سياحي لحماية التراث الإسلامي في «إيلات»

يعارضون تخليد ما يسمى «شارع الحجيج» في المدينة ويعتبرونه عملا ساذجا

TT

أعلن مجموعة من قوى اليمين المتعصب في مدينة إيلات جنوب إسرائيل عن عزمهم على إدارة معركة جماهيرية واسعة لمنع البلدية ووزارة الإسكان من تنفيذ مشروع سياحي تراثي ضخم في المدينة، بحجة أنه مشروع لحماية التراث الإسلامي يتم بموجبه تخليد «شارع الحجيج»، الذي كان سكان المنطقة المسلمون يعبرونه في طريقهم من وإلى أداء فريضة الحج.

وحسب المخطط، فإن الدوائر الإسرائيلية تنوي تحويل الميدان الرئيسي في المدينة إلى متحف حي يتم فيه تخليد ظاهرة الحجيج إلى بيت الله الحرام. وأوضح رئيس بلدية إيلات، مئير يتسحاق هليفي، أن المشروع يعتبر حجر أساس في طريق السلام، حيث إن هذه الأرض شهدت في التاريخ نشاطا حيويا مثيرا للاهتمام والبلدية تريد أن تعود إيلات ممرا للحجاج المسلمين إلى مكة المكرمة.

وقد أعد المشروع السياحي ليظهر مجسما ضخما لطريق الحجاج (أو الحجيج)، من خلال تخليد عدد من المرافق والمعالم التاريخية الممتدة من إيلات إلى مكة المكرمة. وستتم إضاءة المكان بطرق فنية. وسيتم وضع لافتات على طول الطريق تحكي قصة الوجود الإسلامي في هذه المدينة، التي كانت تعرف باسم «أم الرشراش» في العهد الفلسطيني، قبل أن تحتل في سنة 1948 وتصبح إيلات.

وقد توجه موشيه يوسف، أحد كبار الموظفين في بلدية إيلات بشكوى رسمية على هذا المشروع. وقال: «لماذا نخلد المعالم الإسلامية في مدينتنا اليهودية. هل تقوم بلدية أم الفحم في إسرائيل بتخليد أي شيء يهودي بداخلها؟.. ما هذه السذاجة؟». ودعا وزارة الإسكان الإسرائيلية، التي تشرف على المشروع، إلى رفع يدها عنه واعتباره مشروعا فاشلا وبائسا ولا مكان له في البلدات اليهودية.

وردت الوزارة أنها تؤيد المشروع مبدئيا وتعتقد أن من غير الصحيح أن يمحى التاريخ الإسلامي للبلاد، فهو جزء من تاريخ المدينة «فاليهود يحبون أن يروا معالم يهودية، كنسا ومدارس دينية وأحواض ماء وغيرها، قائمة ومصانة في عشرات دول العالم. وعليهم أن يردوا على ذلك بنفس الطريقة، أي تخليد التراث».