مستشفى الطفل بالبصرة تكلف بناؤه 137 مليون دولار ويبحث عن علاج

يضم 50 طفلا مصابا بالسرطان.. ويعاني من انقطاع التيار الكهربائي

طفلة عراقية ترقد على سرير بأحد المستشفيات («الشرق الأوسط»)
TT

في حين هدد أطباء مستشفى الطفل للأمراض السرطانية في البصرة بالإضراب عن العمل، وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن هذا المرفق الطبي المهم، قال الدكتور أحمد قاسم، مدير المستشفى، إن «سبب تذبذب وصول التيار الكهربائي إلى المستشفى وانقطاعه منذ أكثر من يومين هو ربط المستشفى بالخط الإيراني للطاقة الكهربائية».

بدورها، قالت الدكتورة جنان غالب حسن، رئيسة قسم الأمراض السرطانية في المستشفى، إن «الأطباء في المستشفى هددوا بالإضراب أو ترك المستشفى واصطحاب الأطفال المرضى معهم إلى مستشفى آخر، بسبب عدم انتظام وصول الطاقة الكهربائية لأكثر من أسبوع، ثم توج ذلك بانقطاع التيار الكهربائي نهائيا ليومين متتاليين»، كما قالت: «إننا لا نستطيع تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية الخاصة بالمستشفى، بسبب شحة الوقود الذي من المفترض أن تزودنا به محافظة البصرة».

وأضافت رئيسة قسم الأمراض السرطانية قائلة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، أمس: «إن الأطباء عملوا، أول من أمس، على أضواء هواتفهم الجوالة لفحص المرضى، ولكم أن تتخيلوا كيف لأطفال مصابين بأمراض سرطانية ويتلقون العلاجات الكيماوية الصعبة النوم أو الاستمرار بلا تبريد، في ظل درجة حرارة تفوق الخمسين مئوية»، منبهة إلى أن «هذا المستشفى تابع لوزارة الصحة، لكن لا أحد يهتم بوضعه، بما في ذلك المحافظة أو أعضاء مجلس النواب (البرلمان) العراقي الذين تم انتخابهم عن البصرة، علاوة على مجلس المحافظة».

وكان أحد أطباء المستشفى قد وضع استغاثة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، مهددا بالإضراب إذا لم يتم حل مشكلة تزويد الطاقة الكهربائية للمستشفى، وقالت الدكتورة جنان: «إن الموضوع لا يتعلق بنا نحن الأطباء ولا براحتنا؛ إذ نستطيع نحن أن نتحمل هذه الظروف القاسية، بدليل أنني أتحدث معكم الآن من عيادتي في المستشفى والجو حار جدا ولا توجد إضاءة، لكن المسألة تتعلق بالأطفال المرضى المصابين بالأمراض السرطانية وأطفال آخرين تم إجراء عمليات جراحية لهم في قسم الجراحة بمستشفانا إذ كيف يتمكن هؤلاء من تحمل هذه الأوضاع التي هي غاية في القسوة». وأوضحت الدكتورة جنان المتخصصة بالأمراض السرطانية أن «هناك 50 طفلا مصابين بأمراض سرطانية في قسم الأمراض السرطانية، وعددا مماثلا لهم يرقدون في قسم الجراحة»، مشيرة إلى أن «مستشفانا يتسع لـ101 سرير، 50 منها لقسم الأمراض السرطانية، وبقدرها لقسم جراحة الأطفال، إضافة إلى العيادة الخارجية».

وكشفت عن أن «الأطفال المرضى مصابون بسرطانات الدم واللوكيميا والغدد اللمفاوية وسرطانات الكلية والمثانة وغيرها»، منبهة إلى وجود «طفلتين عمراهما 9 و10 سنوات مصابتين بسرطان الرحم». وقالت إن «هناك 1200 طفل مصاب بأنواع من الأمراض السرطانية في محافظات جنوب العراق (البصرة والعمارة والناصرية والسماوة) بعدما كانت قبل عام 1990 لا تزيد عن 15 حالة»، مشيرة إلى أن «70 في المائة من هذه الحالات في محافظة البصرة فقط».

من جهته، أوضح الدكتور أحمد قاسم، مدير المستشفى، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من البصرة أن «تزويد الطاقة الكهربائية للمستشفى كان يتم عن طريق الحكومة العراقية أو ما يعرف بـ(الوطنية)، وكان منتظما إلى حد كبير، لكنه تم فصلها عن (الوطنية) وربطها بالطاقة الكهربائية المستوردة من إيران، وهذا ما تسبب في تذبذب التجهيز وانقطاع الطاقة الكهربائية».