القوى الكردية تسعى لقيادة موحدة

على أساس الوحدة الوطنية في البلاد

TT

دعت الأحزاب الكردية السورية إلى عقد مؤتمر كردي داخل سوريا، بهدف تشكيل قيادة موحدة تحت مسمى «هيئة ارتباط كردية»، لقيادة الحراك الشعبي الكردي في المرحلة القادمة «على أساس الوحدة الوطنية للبلاد»، وكذلك على قاعدة وحدة صفوف الشعب الكردي، بحسب ما أكد قياديون أكراد في سوريا.

وكشف قيادي كردي سوري لـ«الشرق الأوسط» أن أحزاب الحركة السياسية الكردية في سوريا «عقدت سلسلة من الاجتماعات والمشاورات بهدف توحيد جهود المعارضة السورية بكافة اتجاهاتها وألوانها ومشاربها المختلفة، في إطار سياسي واحد وفق آليات عمل متوافق عليها، ولا سيما هيئة التنسيق وإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، إضافة إلى أحزاب الحركة الوطنية الكردية وسائر الحراك السوري المعارض».

وأكد القيادي أن توحيد الجهود الكردية سيتم «من خلال إيجاد آلية عمل مشتركة بين الجميع كهيئة ارتباط مثلا، والاتفاق على برنامج سياسي واضح المعالم، يتلاءم وظروف المرحلة التي يمر بها البلد، ويؤكد على إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية على قاعدة الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي كثاني أكبر قومية في البلاد». وأضاف أن «أحزاب الحركة الكردية الأحد عشر تسعى أيضا إلى عقد مؤتمر وطني كردي سوري في الداخل، يحضره مختلف الفعاليات الشبابية وكذلك المؤسسات الثقافية والحقوقية والاجتماعية، فضلا عن أحزاب الحركة الوطنية الكردية، بهدف التوصل إلى إنجاز مؤسسة سياسية كردية جامعة، يناط بها قيادة العمل السياسي الكردي، واتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمصير الشعب الكردي وقضيته القومية الديمقراطية على أساس الوحدة الوطنية للبلاد، وكذلك على قاعدة وحدة صفوف الشعب الكردي، الذي يقف أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر بعد عقود من الزمن إن ضاعت من بين يديه أو تم التفريط بها».

وأشار القيادي الكردي إلى «أنه مما لا شك فيه أن القضية الكردية مغيبة تماما لحد هذه اللحظة من الخطاب السياسي والإعلامي لقوى المعارضة السورية بمختلف توجهاتها.. من هنا يتوجب على الكرد القيام بحملة مكثفة لدى مختلف الطيف السوري المعارض، والتصدي لهذا الإهمال المتعمد للقضية الكردية العادلة، التي تعد قضية شعب يبلغ تعداد سكانه أكثر من 3 ملايين ونصف المليون نسمة».

وكانت الأحزاب الكردية السورية قد أصدرت بلاغا تلقت «الشرق الأوسط» نصه جاء فيه «عقدت أحزاب الحركة الوطنية الكردية في الآونة الأخيرة سلسلة اجتماعات متتالية، تناولت فيها القضايا المدرجة على جدول أعمالها وأهم المستجدات على الساحة السياسية في البلاد، عبر التصاعد المطرد لحركة التظاهر والاحتجاج واتساع دائرتها لتشمل غالبية المدن والبلدات وحتى الأرياف السورية، تزامنا مع تزايد حدة القمع والتنكيل التي تتبعها السلطات تماديا في خيارها التعسفي وحلولها الأمنية». واعتبرت الأحزاب أن هذا يجعل «الأوضاع أكثر تعقيدا»، ولكن ذلك «لن ينال من عزيمة تلك الحركة الشبابية والجماهيرية بل يزيدها إصرارا على مواصلة نشاطها السلمي حتى تحقيق تطلعاتها في التغيير الوطني وإرساء قواعد نظام ديمقراطي ينهي حكم الحزب الواحد واحتكار السلطة..».

ودعا الاجتماع المشاركين في التظاهر «إلى المزيد من التفاعل الحضاري والتمسك بالقضايا الوطنية والقومية الملحة من الحرية والديمقراطية والتغيير الوطني المنشود وإيجاد حل ديمقراطي عادل ودستوري للقضية الكردية». ودعوا إلى «اليقظة والحذر من كل من يسعى لتعكير صفو الحراك الشبابي الاحتجاجي المشروع من خلال رفع الأعلام الأجنبية بغية إثارة الشكوك والارتياب للنيل من قدر الحراك الوطني الفاعل الذي يهدف إلى تحقيق غد أفضل يتمتع من خلاله الجميع بحقوقه القومية والوطنية».