الداخلية المصرية: لا يوجد لدينا وحدات «قناصة».. وتصريحات العيسوي حُرفت

بعد نشر ضابط سابق فيديو لما وصفه بـ«مقر تدريبهم»

TT

نفت وزارة الداخلية المصرية أمس ما جاء في تسجيل مصور (فيديو) تم بثه على مواقع إلكترونية يصور ما قيل إنه مقر مركز تدريب قناصة الشرطة، المتهمين بقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة «25 يناير (كانون الثاني)». وقال اللواء مروان مصطفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية «لا يوجد لدينا وحدات قناصة بعينها، لكن هناك فرق رماية يتدرب عليها ضباط الشرطة بشكل عام، ومن بين إحدى موادها القنص»، متهما وسائل الإعلام بتحريف تصريحات اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية المصري حول أحداث الثورة.

وكان العقيد عمر عفيفي الضابط السابق بجهاز الشرطة قد كشف أمس عبر صفحته على «فيس بوك» عن فيديو لما قال إنه موقع مركز تدريب القناصة على كوبري شمال طرة على طريق الأوتوستراد (جنوب القاهرة)، قرب معسكر أمناء الشرطة أمام مدخل سجن طرة.

وصف عفيفي على صفحته تصريح «العيسوي» القائل بأنه ليس هناك قناصة في الداخلية، بأنه كلام مضلل وفارغ، موضحا أن القناصة يتبعون الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب التابعة لجهاز مباحث أمن الدولة المنحل، واتهمهم بقتل المتظاهرين.

من جانبه، قال اللواء مروان مصطفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن بعض وسائل الإعلام حرفت تصريحات وزير الداخلية للإيماء بنفيه وجود قناصة تابعين لوزارة الداخلية، حيث جاء ذلك التحريف ركيزة لبعض منتقدي الوزارة للهجوم عليها»، مشيرا إلى أن ما جاء في بعض مواقع شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) عن مكان تدريب قناصة وزارة الداخلية، ووجود إدارة عامة لمكافحة الإرهاب كانت تابعة لجهاز مباحث أمن الدولة المنحل ليس له أي أساس من الصحة.

وأضاف مصطفى «لا يوجد ضباط شرطة في وزارة الداخلية مهمتهم القنص، ولا يوجد ما يسمى بـ(الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب الدولي)، لكنها وحدة كانت تابعة لجهاز أمن الدولة المنحل وتتبع الآن قطاع الأمن الوطني».

وأوضح مصطفى أن طبيعة المكان الذي ظهر على مواقع الإنترنت، هو مكان مخصص لتدريب ضباط وحدة مكافحة الإرهاب الدولي على كيفية اقتحام الأوكار الإرهابية وتحرير وإنقاذ الرهائن في عمليات الخطف، نافيا أن يكون مكانا مخصصا لتدريب القناصة.

وفي السياق، أكد اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني رئيس مركز الجمهورية للدراسات الأمنية، أنه من حق أي دولة كبيرة أو دولة صغيرة تتلقى تهديدات داخلية أو خارجية أن يكون لديها أجهزة أو قوات لمكافحة الإرهاب موجهة للخارج أو للمأجورين في الداخل، ضاربا مثلا بأنه في حال قيام أشخاص باحتلال مكان معين، لا بد من وجود قوات ذات تدريب خاص، يمكنها أن تتعامل مع هذا الموقف، ومنها القناصة.

وقال سيف اليزل لـ«الشرق الأوسط»: «يحق لمصر أن يكون لديها قوات لمكافحة الإرهاب، لأنها هددت من قبل، ومن حقها أيضا أن تدربهم على أعمال القنص، ليصبحوا قناصة ذوي طبيعة خاصة، لكن ليس معنى هذا أن القناصة يقتلون المصريين»، لافتا إلى أن وجود القناصين مطلوب، لكن توجيههم لقتل المصريين هذا هو الخطأ، حيث قال: «لا يوجد ضرر نهائيا أن يكون هناك قوات مدربة بشكل خاص، لكن العيب والخطأ أن يوجهوا رصاصات بنادقهم إلى شعب مصر».

وحول وجود دول أخرى تستعين بالقناصة، قال سيف اليزل: «جميع دول العالم لديها قوات لمكافحة الإرهاب الدولي، هجومية ودفاعية، وخاصة الدول الديمقراطية الكبرى»، وتابع: «مثلا أميركا لديها قوات خاصة، وهي التي ذهبت لقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وإنجلترا أيضا لديها قواتها الخاصة».

وحول نفي وزير الداخلية وجود قناصة في الوزارة، قال سيف اليزل «كلام الوزير لم يوضح ما إذا كان لا يوجد قوات قناصة من الأصل، أو لا يوجد أفراد من الشرطة أطلقوا النار على المتظاهرين»، موضحا أنه «في الحالتين كلامه خطأ، بدليل أن هناك حالات مسجلة لأشخاص يطلقون النار من فوق مبنى وزارة الداخلية على المتظاهرين، وهناك ضباط متهمون يتم التحقيق معهم».