عريقات: طلب عضوية الأمم المتحدة في سبتمبر سيكون البداية ويمكن أن يتكرر يوميا

قال لـ «الشرق الأوسط» إن استقلال فلسطين ليس خاضعا لأي مفاوضات.. وأبو مازن هو من سيتقدم بالطلب

صائب عريقات
TT

قال صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، إن سبتمبر (أيلول) المقبل سيشهد بداية التحرك الطويل نحو عضوية فلسطين الكاملة في الهيئة العامة للأمم المتحدة. وأضاف عريقات في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «طلب عضوية فلسطين في سبتمبر سيكون البداية، هذه ليست محاولة من مرة واحدة وينتهي الأمر، بل يمكن أن تتكرر كل يوم».

وأوضح عريقات «سنذهب إلى مجلس الأمن في سبتمبر لطلب عضوية فلسطين الكاملة، هذا حق قانوني وسياسي وأخلاقي، فإذا استخدمت الولايات المتحدة الفيتو، سنعود إلى الأمم المتحدة لطلب رفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو، وبعدها سنعود إلى مجلس الأمن مرة ومرتين و3 لطلب العضوية الكاملة». وتسبق القيادة الفلسطينية استحقاق سبتمبر بأكبر حملة دبلوماسية من نوعها، لجلب أكبر دعم ممكن من دول العالم. وقال عريقات «الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أرسل مبعوثين إلى كل مكان في القارات الخمس، للحصول على مزيد من الاعتراف بالدولة قبل سبتمبر». وأضاف «الاعتراف عائد إلى سيادة كل دولة، وهي تقرر وحدها إذا كانت تعترف أو لا، نحن نريد حسم هذا الملف قبل سبتمبر، لا ننوي في سبتمبر أن نطلب أي اعتراف، ولا ننوي أن نعلن الاستقلال كما يعتقد البعض، بل نذهب لطلب عضوية كاملة لفلسطين».

وأكد عريقات أن الرئيس عباس، سيحمل ملف طلب العضوية بنفسه إلى مجلس الأمن، بصفته الرئيس الفلسطيني ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

وينطلق عباس اليوم في جولة أوروبية في مسعى لحشد الدعم الدولي للتوجه إلى الأمم المتحدة، بعدما أوعز إلى مستشاريه ومسؤولين لزيارة دول أخرى، وسيبدأ أبو مازن اليوم زيارة للنرويج ينتقل بعدها إلى إسبانيا قبل أن ينتهي به المطاف في تركيا التي يترأس فيها يوم الجمعة المقبل اجتماعا للسفراء الفلسطينيين في العالم، وهو الاجتماع الأول من نوعه الذي من المقرر أن يبحث الجهود لحشد الدعم الدولي لصالح الدولة الفلسطينية.

وردا على سؤال حول إمكانية إحراز تقدم يسمح باستئناف المفاوضات وإلغاء فكرة سبتمبر، قال عريقات «المفاوضات والذهاب إلى مجلس الأمن لا يتعارضان، نحن نذهب لمجلس الأمن لتثبيت مبدأ الدولتين، والذي رفض هذا المبدأ وأغلق باب المفاوضات ولم يقبل بمبادئ الرئيس الأميركي هو (رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو».

أما بخصوص العلاقة مع أميركا ومستقبلها في ظل التهديد باستخدام الفيتو وقطع المساعدات، وإذا ما كانت السلطة مستعدة لذلك، قال عريقات «نحن لا نريد مواجهة مع أميركا، سنسعى لدى واشنطن ونتحدث إليهم، لدينا 9 من أعضاء مجلس الأمن، يعترفون بنا (الهند، ولبنان، وجنوب أفريقيا، والغابون، ونيجيريا، والبوسنة والهرسك، والبرازيل، إضافة إلى روسيا والصين)، وهذا مهم ومؤثر، وسنبقى نحاول مع الولايات المتحدة حتى تغير موقفها».

ووضع عريقات، خطة عمل وإجراءات للاعتراف بعضوية دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.

وجاء في الخطة التي أرسلها لـ«الشرق الأوسط» أن طلب العضوية يمكن أن يتكرر كل يوم في حال رفض واشنطن أو أي من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

وأشار عريقات إلى 59 محاولة سابقة لدول مختلفة اصطدمت بفيتو من بينها اليابان. ويلاحظ أن الاتحاد السوفياتي مارس الفيتو 51 مرة، والولايات المتحدة 6 مرات، والصين مرتين.

ويقول عريقات في الورقة «إن حصول أي دولة على عضوية كاملة في الجمعية العامة يتطلب موافقة مجلس الأمن، وإن الحصول على ثلثي الأصوات من الجمعية العامة للحصول على العضوية الكاملة مطلوب بعد إقرار مجلس الأمن للطلب».

ويضيف أنه «في حال رفض المجلس الطلب، وتم تحصيل ثلثي أصوات الجمعية، فهذا لا يعني الحصول على عضوية كاملة، وإنما الحصول على صفة (دولة غير عضو) بخمسين صوتا + 1 ولا حاجة للثلثين».

ورغم تحذير عريقات في الدراسة من تضرر العلاقة بين المنظمة والولايات المتحدة، إذا استخدمت الفيتو، معددا إيجابيات وسلبيات ذلك، فإنه يرى أن استقلال فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ليس خاضعا لأي مفاوضات وليس ناتجا عنها.

ورغم أن الدبلوماسية الفلسطينية بدأت «المعركة» في مواجهة «دبلوماسية إسرائيل»، التي يقول عريقات إنها «شكلت غرفة عمليات لضمان عدم تصويت 30 دولة لصالح الطلب الفلسطيني المتعلق بالاعتراف بالدولة»، لا يبدو أن كل الفلسطينيين موحدون خلف هذا الخيار.

فقد قلل رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، من أهمية نية التوجه للأمم المتحدة، قائلا إن «استحقاق سبتمبر خطوة لن ينبني عليها أي شيء عملي، ولن يكون لها نتائج عملية على الأرض». ويرى هنية أنه «يجب البحث عن استراتيجية فلسطينية تستند في الأساس على تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده، والتمسك بهذه الحقوق، وانتزاع الدولة من بين أنياب الاحتلال».