مبادرة أميركية لعدل السلطة عن الذهاب للأمم المتحدة

تتضمن هدنة طويلة مع حماس وإفراجا عن معتقلين واستئناف المفاوضات

TT

تعكف الإدارة الأميركية حاليا على بلورة رزمة شاملة تهدف بشكل أساسي إلى إقناع السلطة الفلسطينية بالتخلي عن توجهها للأمم المتحدة للمطالبة بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في المنظمة الدولية في سبتمبر (أيلول) القادم، وإقناع حماس بعدم التشويش على الخطوة.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية النقاب أمس عن أن المبادرة تنص على أن تستأنف المفاوضات المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حدود 1967، دون أن يعني ذلك أن إسرائيل توافق سلفا على الانسحاب إلى هذه الحدود.

وتتضمن المبادرة بعض بوادر حسن النية الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية، سيما إطلاق بضع مئات من الأسرى، سيما أولئك المعتقلين الذين تقطن عائلاتهم في الضفة الغربية. وتتضمن المبادرة أيضا أن ترعى الإدارة الأميركية بشكل سري اتصالات بين حركة حماس وإسرائيل بهدف التوصل لهدنة طويلة الأمد تضمن تحقيق هدوء على جانبي الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحبط خطة أميركية لمنع السلطة من التوجه للأمم المتحدة، برفض الالتزام بالتفاوض على حدود عام 1967، سيما بعدما أعطى وزير دفاعه إيهود باراك الانطباع بأنه يبذل جهودا كبيرة لإقناعه بذلك.

من ناحية ثانية أكد بحث أعده قائد منطقة قطاع غزة في جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية (الشاباك) أن أي تسوية ستتوصل إليها إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستفشل في حال لم تكن حركة حماس في قطاع غزة جزءا من هذه التسوية. وحسب البحث الذي أعده «ج» (الحرف الأول من اسم القائد في الشاباك)، وعرضت نتائجه «يديعوت أحرونوت» فإن هناك عدة سيناريوهات مختلفة للتعامل مع حركة حماس، جميعها سيناريوهات صعبة بالنسبة لإسرائيل حسب قول «ج».

وووفقا لاستنتاجات «ج» الذي شاركه في البحث البروفيسور دانيال بايمان مدير قسم الأبحاث في مركز «تسبان» في واشنطن فإن السيناريو الأول يتضمن التوصل لهدنة مع حماس بمساعدة الأميركيين وعبر إجراء محادثات رسمية مع الحركة. ويشير «ج» إلى أن هذا السيناريو قد يضمن الهدوء على جانبي الحدود، لكنه في المقابل سيسمح لحركة حماس بتعزيز قوتها العسكرية. ويعرض البحث السيناريو الثاني الذي يقوم على أساس إعادة احتلال قطاع غزة وقتل أو اعتقال نشطاء الجهاز العسكري في الحركة، ويؤكد الباحثان أن هذا السيناريو يعني أن تدفع إسرائيل ثمنا باهظا، وسيفضي إلى حرب طويلة الأمد، علاوة على أنه سيؤدي إلى المس بفرص التوصل لتسوية سياسية للصراع، وسيعمل على تدهور مكانة إسرائيل الدولية.

أما السيناريو الثالث في البحث فيتحدث عن توجيه ضربة عسكرية محدودة، بهدف تدمير قدرة حماس الصاروخية وإصابة القادة والنشطاء العسكريين. ويستدرك الباحثان أن هذه الخطوة لن تفضي إلى أي نتيجة إيجابية، حيث إن حماس ستكون قادرة على تحسين قدراتها، حتى في الوقت الذي تتعرض فيه لحملة عسكرية.

وينص السيناريو الرابع على مواصلة السيناريو القائم حاليا الذي يستند على عزل القطاع وفرض الحصار الجزئي من الجو والبحر وفرض القيود على الحركة عبر المعابر الحدودية، ويشير البحث إلى أن هذا السيناريو سيمس بقدرة حماس العسكرية، لكن في المقابل فإنه سيعزز من مكانتها أمام خصومها، ويعزز ارتباط غزة بإيران، فضلا عن أن الحصار يزيد حدة الانتقادات الموجهة لإسرائيل.