مدير ديوان شارون ينفي تورطه في تسميم عرفات

قال إنه كان يكرهه ويرى فيه العدو الأكبر

TT

رغم إقراره بكره رئيس الوزراء الأسبق إرييل شارون للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، نفى المحامي دوف فايسغلاس رئيس ديوان شارون، في أول تعقيب لمسؤول إسرائيلي على حادثة وفاة عرفات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 في باريس، أن تكون إسرائيل تقف وراء الحادثة بحقنه بالسم حسب الاعتقاد السائد. وقال فايسغلاس «صحيح أن شارون كان يكره عرفات كثيرا، ويصفه بأنه أكبر أعداء إسرائيل ويشكل عقبة أمام السلام، ويجب محاربته، غير أنه (لم يتناول قضية اغتياله جسديا)».

وتحدث فايسغلاس الذي كان يعتبر مطلعا بشكل كبير على جميع القضايا الحساسة، كيف شن شارون حربا على عرفات كان يعتبرها مقدسة، لإنهائه لكن بدون قتله، وقال «كان مهما لشارون عزل عرفات.. شن عليه حربا سياسية كان يعتبرها مقدسة ولكنه لم يوافق قط على المس به جسديا».

وما زالت قضية موت عرفات، تشكل لغزا يبحث الفلسطينيون عن حل له، ووعد رئيس مؤسسة عرفات وابن شقيقته عضو اللجنة المركزية لفتح، ناصر القدوة، مرارا بالكشف عن اللغز. ويشير القدوة صراحة إلى وقوف إسرائيل خلف اغتيال عرفات عبر السم، رغم أنه يؤكد أنه لا دلائل قاطعة، غير أنه وغيره يشيرون إلى حديث مسجل لوزير الدفاع الإسرائيلي في 2002، شاؤول موفاز، بعد اعتراض إسرائيل لسفينة «كارين إيه» التي كانت تحمل أسلحة قيل إنها لعرفات، قال فيه «يجب التخلص منه (عرفات)»، بالإضافة إلى تورط إسرائيل في اغتيال ومحاولة اغتيال شخصيات كبيرة عن طريق السم. وقال التقرير الفرنسي الطبي إن عرفات توفي بطريقة غامضة.

وأقر المسؤول الإسرائيلي بما قاله موفاز، لكنه قال إن «شارون سمع، ولكنه تجاهل». وتحدث فايسغلاس عما وصفه بالنهاية السياسية لعرفات، قائلا إنها مرت بمرحلتين، «الأولى بعد اكتشاف علاقته بجلب الأسلحة على متن السفينة (كارين إيه)، والثانية بعد خطاب ألقاه الرئيس الأميركي جورج بوش في يونيو (حزيران) من عام 2002، قال فيه إن الفلسطينيين يستحقون قيادة جديدة غير منغمسة في الإرهاب وتحاربه». وعقب فايسغلاس، «كان هذا الخطاب نتيجة جهود إسرائيلية، وكان بمثابة الإعلان الرسمي لانتهاء حكم عرفات».

أما عن النهاية، فقال فايسغلاس إنه بعد وساطة أوروبية سمح شارون لعرفات بإجراء فحوص في مشفى برام الله في البداية، ومن ثم سمح له بالسفر إلى فرنسا خشية أن يموت في المقاطعة، فتتحمل إسرائيل المسؤولية، وأخذ هذا القرار رغم القلق من أن تتحسن صحته.

وقال فايسغلاس «بعد تدخل خافيير سولانا، سمح شارون لعرفات بالتوجه إلى مستشفى في رام الله، وبعد ذلك أبلغ الفلسطينيون تل أبيب بأن وضعه يزداد سوءا، وأنهم يريدون نقله للخارج، عقد اجتماع أمني لمناقشة الأمر، وكانت هناك خشية من أن يشفى عرفات، ويصبح في الخارج بوقا للدعاية ضد إسرائيل، ولكن أخيرا سمح شارون لعرفات بأن يخرج للعلاج في فرنسا، بعد أن خشي من موته في المقاطعة، مما سيؤدي إلى مضاعفات سياسية، فتصبح إسرائيل طريدة عرفات».