أميركا: المعلمون أمام اجتياز الاختبار أو التسريح من المهنة

20 ولاية في انتظار تعديل المسار وإصلاح الطريقة

TT

كانت إميلي ستريزليسكي، معلمة العلوم التي تعمل منذ عام واحد فقط، تترقب زيارة مقيمي المعلمين الطوافين وهي مرتعدة. وقالت «إن هذا الأمر يثير توتري كثيرا، فأنا مهددة بخسارة وظيفتي». ومخاوف إميلي لها ما يبررها، فقد تم رفت 165 معلما في واشنطن العام الماضي استنادا إلى نظام تقييم رائد يولي أهمية كبيرة لأداء المعلم داخل الحجرة الدراسية. ومن المتوقع أن يتلقى ما يتراوح بين 200 و600 معلم الشهر المقبل من إجمالي 4200 مثل هذا النبأ السيئ، وهو ما يعد أعلى معدل رفت بسبب سوء الأداء.

ورغم كره الكثير من معلمي الاتحاد لنظام التقييم الذي يُعرف باسم «إيمباكت»، فإنه أصبح نموذجا لكثير من المعلمين. وبمبادرة من الرئيس باراك أوباما والمنحة التي خصصها للتنافس من أجل الوصول إلى القمة وقدرها 5 مليارات دولار، تتجه نحو 20 ولاية منها نيويورك وآلاف من الإدارات التعليمية نحو إصلاح الطريقة التي يتم تقييم المعلمين من خلالها، وتم تكليف الكثيرين بدراسة نظام التقييم «إيمباكت».

يقول المدافعون عن هذا النظام إنه من أهم إنجازات ميشيل ري، مستشارة المدارس السابقة التي تولت هذا المنصب لمدة ثلاث سنوات، وإنه أرسى معايير تعليمية واضحة في واشنطن العاصمة التي كانت في أمس الحاجة إليها، وكذلك حدد معيارا جديدا من خلال اشتراط الكفاءة للاستمرار في العمل في مجال التدريس ورفت غير الأكفاء.

لكن يقول بعض المعلمين إن تصنيف ورفت المعلمين أفضل من مساعدة المتعثرين. وأشاروا إلى أن النظام لا يضع في الاعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية في كثير من الأحوال، وإنه خلال العام الماضي حصل 35 في المائة من المعلمين في أرقى المناطق بالمدينة وهي الحي الثالث على تقدير «كفء للغاية»، في مقابل 5 في المائة من المعلمين في أكثر المناطق فقرا وهي الحي الثامن.

وقال ناثان ساندرز، رئيس اتحاد معلمي واشنطن «على المعلمين أن يكونوا آباء وقسيسين ومحامين ومنظفي ملابس وجلساء أطفال بل وأكثر من ذلك» في حال ما إذا كانوا يعملون مع أطفال ينتمون إلى أسر محدودة الدخل. وأضاف «لا يضع نظام (إيمباكت») أيا من هذه العوامل في الاعتبار، لذا يعاقبك فقط لأنك تدرس في مدارس ذات إمكانيات محدودة».

وقال جيسون كامراز، مصمم هذا النظام «من المبكر الإجابة عن السؤال حول ما إذا كان النظام يسهل حصول المعلمين الذين يعملون في الأحياء الراقية على تقديرات مرتفعة». لكنه أوضح أن نظام التعويض الذي تتبناه واشنطن يقدم مكافآت أكبر قدرها 25 ألف دولار، مقابل 12.500 دولار، وزيادة في الرواتب في المدارس الفقيرة. وأوضح قائلا «نأخذ توزيع المعلمين ذوي الكفاءة العالية على محمل الجد».

يقوم نظام التقييم بالأساس على درجات الطلبة في تقييم 500 معلم رياضيات وقراءة من الصف الرابع وحتى الثامن. ويتم تحديد تقدير باقي معلمي مدارس المدينة البالغ عددهم 3.600 من خلال خمسة تقييمات داخل الحجرة الدراسية سنويا، يقوم نظار المدارس بثلاثة منها، بينما يقوم أساتذة في التعليم يتم استجلاب أكثرهم من خارج واشنطن العاصمة باثنين.

هناك تسعة معايير أساسية تستند إليها عملية التقييم داخل الحجرة الدراسية لتحديد ما إذا كان الشرح فعالا للغاية أم فعالا فقط أم في مستوى الحد الأدنى من الفعالية أم غير فعال على الإطلاق. ومن هذه المعايير القدرة على شرح المحتوى بشكل واضح، ودمج الطلبة على اختلاف مستوياتهم التعليمية، والاستفادة القصوى بالوقت المخصص للتدريس ومعرفة ذوي الإدراك الفائق المميز.

يتم تجميع هذه التقييمات الخمسة لتمثل 75 في المائة من إجمالي التقدير الذي يحصل عليه المعلم، في حين يتم تحديد النسبة الباقية على أساس بيانات معدل الإنجاز ومدى التزام المعلم تجاه المدرسة التي يعمل بها. وكثير من المعلمين مهددون بفقدان وظائفهم، وسيحظى الذين يقل مستوى كفاءتهم عن الحد الأدنى على فترة سماح مقدارها سنة لتحسين مستواهم.

وتبلغ تكلفة نظام «إيمباكت» 7 ملايين دولار سنويا، تتضمن رواتب للأساتذة الذين يشاركون في عملية التقييم، حيث يحصلون على نحو 90 ألف دولار سنويا مقابل قيام الفرد منهم بنحو 170 عملية ملاحظة وتقييم. كذلك يمثل هذا النظام عبئا على نظار المدارس، فكارولين ألبرت غرافي، ناظرة مدرسة «موري» الابتدائية في كابيتول هيل لديها 22 معلما وعليها أن تقوم بـ66 عملية ملاحظة وتقييم داخل الحجرات الدراسية على مدى يومين في الأسبوع. وتقول كارولين «لقد تعرفت حقا على المعلمين العاملين في المدرسة وأوافيهم بتقييمي الدقيق لهم. لقد أعانني ذلك على القيام بالمحادثات الصعبة وكذلك يمنح الجميع فرصة التحسن والتطور». لكن على الجانب الآخر يرى عدة معلمين أن التقديرات التي حصلوا عليها مجحفة.

* خدمة «نيويورك تايمز»