كلينتون تدعو لحل مشكلة قبرص «في أسرع وقت»

القبارصة اليونانيون يطلبون الكهرباء من الشمال التركي

TT

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إلى سرعة إيجاد حل لمشكلة جزيرة قبرص المقسمة منذ وقت طويل. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو في اسطنبول «لا نعتقد أن الوضع القائم في قبرص في مصلحة أحد»، مضيفة: «نريد رؤية اتحاد من منطقتين ومجموعتين، ونريد أن نراه في أسرع وقت ممكن».

وكان وزير الخارجية التركي قد شدد اللهجة هذا الأسبوع مطالبا بضرورة التوصل إلى حل للمشكلة قبل أن تتولى قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في يوليو (تموز) من العام المقبل 2012 محذرا من «جمود» في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إذا لم يحدث ذلك. وقال داود أوغلو يوم الأربعاء الماضي: «إذا أخرت الإدارة القبرصية اليونانية المفاوضات وتولت وحدها الرئاسة فإن ذلك لن يعني عدم وجود حل للجزيرة فحسب وإنما سيعني أيضا أن العلاقات بين تركيا والاتحاد ستصل إلى حالة جمود».

وجاء هذا فيما أعلنت قبرص اليونانية أمس أنها ستستورد الكهرباء من «جمهورية شمال قبرص التركية» لمواجهة انقطاع التيار، بعد انفجار شحنة من الأسلحة على مقربة من المحطة الأساسية لتوليد الكهرباء في الجزيرة. وذكرت وكالة الأنباء القبرصية أن رئيس غرفة التجارة والصناعة في قبرص مانتوس مافروماتيس هو الذي قدم الطلب إلى شركة الكهرباء القبرصية التركية وليس الحكومة القبرصية اليونانية. لكن الوكالة نقلت عن المتحدث باسم الحكومة ستيفانوس ستيفانو قوله إن مافروماتيس قدم الطلب «بموافقة حكومة جمهورية قبرص بناء على استشارة وزارة العدل».

وكان انفجار شحنة أسلحة إيرانية وقع الاثنين الماضي في القاعدة البحرية الأساسية في جنوب قبرص قد خلف 13 قتيلا وأكثر من 60 جريحا في أسوأ حادث عسكري منذ اجتاحت تركيا شمال الجزيرة في 1974. وذكرت السلطات أن القبارصة سيواجهون مداورة انقطاع التيار ساعتين يوميا، موضحة «إنها ليست مشكلة تحل على الفور». ودعت السكان إلى الحد من استخدام أجهزة التبريد، فيما تتأرجح درجات الحرارة بين 35 و40 في هذا الموسم السياحي. ووعدت اليونان بتقديم مولدين للكهرباء وإسرائيل عشرة مولدات. وتشهد قبرص مظاهرات منذ أيام تندد بالحكومة اليسارية للرئيس ديمتريس كريستوفياس على خلفية الانفجار.

يشار إلى أن قبرص مقسمة منذ 1974 عندما اجتاح الجيش التركي شطرها الشمالي إثر انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بدعم من نظام الكولونيلات في أثينا آنذاك بهدف إلحاق الجزيرة باليونان. وتجري مفاوضات سلام منذ سبتمبر (أيلول) 2008 بين قادة المجموعتين اليونانية والتركية لكن من دون أي نتائج ملموسة حتى الآن، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجانبين بالتوصل إلى اتفاق قبل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وجمهورية قبرص هي المعترف بها دوليا في حين أن «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من جانب واحد في الثلث الشمالي للجزيرة لا تعترف بها سوى أنقرة.