المعارضة تستبدل بمؤتمر دمشق لقاء مصغرا وتجري مداخلة هاتفية خلال لقاء إسطنبول

بعد مقتل 32 متظاهرا في جمعة «أسرى الحرية» في العاصمة السورية واعتقال 300 شخص

TT

تسببت المواجهات التي وقعت في القابون بدمشق يوم أول من أمس، والتي أدت إلى مقتل 32 شخصا برصاص قوات الأمن، إلى إلغاء مؤتمر موسع للمعارضة كان مزمعا عقده هناك، بالتزامن مع المؤتمر المنعقد في إسطنبول، إلا أن مجموعة صغيرة من المعارضين تمكنت من عقد لقاء في دمشق، في موقع سري، شارك فيه المعارض مشعل تمامو، وتحدث إلى المجتمعين في إسطنبول عبر الهاتف، بحسب ما أكدت وكالة الـ«أسوشييتد برس».

وقال تمامو في مداخلته الهاتفية، التي أجريت عبر الإنترنت، مع لقاء إسطنبول، إن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته ودعاه للتنحي. وأضاف في خطاب عاطفي: «إن وجود النظام لم يعد مبررا». ودعا إلى انتقال سلمي لدولة مدنية تعددية وديمقراطية.

وكان ناشط من دمشق قد أكد لوكالة «رويترز» عبر الهاتف من دمشق، أن القوات السورية قتلت 32 مدنيا على الأقل يوم أول من أمس الجمعة، في العاصمة، وهو أعلى عدد من القتلى يسقط في الأحياء الوسطى بدمشق منذ تفجر الثورة. وأضاف أن «عشرات الآلاف من سكان دمشق خرجوا إلى الشوارع في المناطق الرئيسية، لأول مرة، وهذا هو سبب لجوء النظام إلى مزيد من القتل». وقال الزعيم المعارض، وليد البني، إن عمليات القتل تلك دفعت المعارضة إلى إلغاء مؤتمرها المزمع للإنقاذ الوطني في حي القابون بدمشق اليوم، بعد أن قتلت قوات الأمن 14 محتجا خارج قاعة أفراح، حيث كان من المقرر أن يعقد المؤتمر. وقال البني عبر الهاتف من دمشق: «إن الشرطة السرية هددت صاحب قاعة الأفراح، وإن المعارضة قررت إلغاء الاجتماع إنقاذا للأرواح».

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 300 شخص اعتقلوا في سوريا، أول من أمس، في أعقاب أضخم مظاهرة ضد نظام الأسد. وأضاف المرصد أن «السلطات اعتقلت نحو 300 شخص الجمعة. وقد اعتقل أكثر من مائة في قرى منطقة جبل الزاوية» بمحافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية. وأوضح المرصد من جهة أخرى أن عشرات الحافلات التي تقل عناصر أمن دخلت، أمس، قرية كفر نبل في جبل الزاوية، وقامت العناصر بـ«عمليات تفتيش في المنازل بطريقة استفزازية، وعمدوا إلى ضرب الرجال بوحشية على مرأى من عائلاتهم». وأشار المرصد إلى «اعتقال عشرات الأشخاص في هذه القرية، التي كانت تسمع فيها أصوات إطلاق نار غزير».