دارت معارك عنيفة بين قوات الباسيج التابعة للجيش الإيراني ومقاتلي «حزب الحياة الحرة» (بيجاك) الكردي المعارض في عدة مناطق حدودية بين إيران وإقليم كردستان العراق أسفرت، حسب آخر حصيلة أعلنتها مصادر متعددة، عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
ففي اتصال مع المتحدث الرسمي باسم «بيجاك» شيرزاد كمانكر أكد لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الإيرانية اخترقت أراضي إقليم كردستان العراق بقوة كبيرة مدعومة بالمدرعات والمروحيات والقوات البرية وشنت هجوما كبيرا على مواقع الحزب في مناطق «زلي ودولة كوك ودولة كورتي وئايشان وجاسوسان ووزني» وهي مناطق حدودية داخل أراضي إقليم كردستان تعاونهم أعداد كبيرة من المرتزقة الإيرانيين.
وأضاف أن «معركة ضارية تجري على الحدود منذ ليلة أول من أمس (السبت - الأحد) وما زالت مستمرة لحد الآن (الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش أمس) أسفرت عن سقوط 25 قتيلا و43 جريحا بين القوات الإيرانية المهاجمة، وسقوط قتيلين وعشرات الجرحى بين صفوف مقاتلي حزب (بيجاك)».
وأشار متحدث «بيجاك» إلى أن «مقاتلي الحزب يصدون هجوما كبيرا للقوات الإيرانية على إقليم كردستان العراق هدفه بسط السيطرة الإيرانية على المنطقة، ونحن على الرغم من إعلاننا لوقف نشاطاتنا العسكرية ضد إيران احتراما لتعهدات حكومة إقليم كردستان، فإن هذه الهجمات التي تنفذها إيران مدعومة بالطائرات والمدافع الثقيلة والآليات العسكرية واختراقها سيادة أراضي الإقليم، دفعت بمقاتلينا إلى أن يصدوا تلك الهجمات دفاعا عن حدود إقليم كردستان».
وحول الأنباء التي تحدثت عن وجود عناصر تابعة لتنظيم «أنصار الإسلام» المتشدد برفقة القوات الإيرانية المهاجمة، قال كمانكر: «تلقينا معلومات بوجود أعداد كبيرة من جماعة (أنصار الإٍسلام) تعاون القوات الإيرانية في هذا الهجوم؛ بل وتتقدم صفوف تلك القوات، ولكننا لحد الآن لم نر أي شخص منهم بين القتلى الذين تم التعرف عليهم، وبسبب استمرارية المعارك الطاحنة لحد الآن لا يمكننا التأكيد في هذا الجانب، رغم أننا وردتنا معلومات سابقة بحشد أعداد كبيرة من عناصر هذا التنظيم قرب الحدود لمعاونة القوات الإيرانية».
ووجه متحدث حزب «بيجاك» انتقادات عنيفة إلى سلطات إقليم كردستان بعدم إسعاف المصابين في تلك الهجمات وعرقلة سلطات الاتحاد الوطني وصول الإمدادات الطبية إلى المقاتلين الجرحى، ولكن وزير الصحة بحكومة الإقليم طاهر هورامي نفى تلك التصريحات وأكد أن «مستشفيات الإقليم مفتوحة أمام الجرحى في المعارك المذكورة للمعالجة، وهذا الإجراء إنساني ولا تتردد مؤسسات وزارة الصحة عن توفير العلاج اللازم للجرحى الذين يراجعونها، ولكن لحد الآن لم يراجع أو ينقل أي مصاب في تلك الهجمات إلى مستشفيات الإقليم».
من جهته، اتهم المتحدث الرسمي باسم حزب العمال الكردستاني التركي المعارض أحمد دنيز «قادة وضباطا أتراكا بمعاونة القوات الإيرانية في هجومهم الحالي على مواقع حزب (بيجاك) الكردي الإيراني». وقال دنيز في تصريح خاص بـ«الشرق لأوسط» أن القوات الإيرانية وبمعاونة الجيش التركي تشن هجوما منذ يومين على مواقع داخل حدود إقليم كردستان العراق وأن تلك القوات اخترقت الحدود الدولية الرابطة بين البلدين (العراق وإيران) بحدود كيلومتر واحد.