رئيس أركان جيش الثوار: القذافي قد يستخدم غاز الخردل

الخارجية المصرية نفت احتماء قوات تابعة للقذافي بسفارتها في طرابلس

طفل ليبي يدوس بقدميه على صورة للعقيد القذافي في مصراتة بينما يلوح بإشارة النصر (رويترز)
TT

بينما نفت الخارجية المصرية أمس، احتماء قوات تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي بسفارتها في طرابلس خوفا من ضربات حلف الناتو، قال رئيس أركان جيش الثوار الليبيين، اللواء عبد الفتاح يونس، إن القذافي قد يلجأ لاستخدام غاز الخردل السام ضد مقاتلي المعارضة، للحيلولة دون تقدمهم في اتجاه مدينة البريقة النفطية. يأتي هذا في وقت تحدثت فيه قيادات في المجلس الانتقالي في بنغازي، عن المعارك الدائرة قرب البريقة وزليتن، بينما يواصل وفد من القبائل الليبية الموالية للقذافي زيارة مصر في لقاءات شعبية مع قبائل مصرية؛ بحثا عن حل للأزمة الليبية.

ونفت الخارجية المصرية، أمس، ما تردد عن دخول قوات تابعة للنظام الليبي سفارتها في طرابلس للاحتماء بها من هجمات الناتو. وذكرت السفيرة منحة باخوم، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية المصرية، أن ما نشرته بعض وسائل الإعلام، حول دخول قوات تابعة للنظام الليبي إلى حرم السفارة المصرية في طرابلس للاحتماء بها من هجمات قوات حلف الناتو، عار تماما عن الصحة. وأوضحت أن العمل في السفارة المصرية في طرابلس مستمر، على الرغم من صعوبة الأوضاع هناك، لمتابعة أوضاع الجالية المصرية، وتوفير كل سبل الرعاية لهم. وأضافت المتحدثة أن وزارة الخارجية ممثلة في أبنائها بالخارج والداخل، لن تدخر جهدا في العمل على خدمة مصالح هذا الوطن أيا كانت الظروف التي يعملون فيها.

وعلى صعيد ميداني، قالت مصادر من المعارضة الليبية عبر الهاتف من بنغازي، إن تقدم الثوار في اتجاه الغرب مسألة وقت. وأكد العقيد المعارض، لامين السمالوسي، إنه على الرغم من افتقار الثوار للأسلحة المتطورة والخبرة العسكرية في الحروب، فإنهم تمكنوا من أسر أكثر من 100 في مدينة البريقة أمس، بالإضافة إلى أحد عناصر كتائب القذافي، والقبض على قائدها، وهو ضابط برتبة عقيد. وتوقع لامين السمالوسي، أن يسيطر الثوار علي البريقة خلال يومين، قائلا إن الثوار يحتشدون لتطويق المدينة والإيقاع بها. ونقل التلفزيون الليبي (قناة «الجماهيرية») التابعة للنظام الحاكم، أن قوات حلف الناتو شنت غارات على أهداف مدنية وعسكرية في حي عين زاره وفي تاجوراء الواقعة شرق طرابلس، مساء أول من أمس. وأكد مصدر عسكري للتلفزيون الليبي، أن غارات الناتو أوقعت ضحايا لم يحدد عددهم.

وعن الأوضاع في مدينة زليتن (157 كيلومترا شرق طرابلس)، قال العقيد لامين، إن الكتائب والمرتزقة متحصنون في منازل أهالي زليتن، و«نحن الثوار لا نريد أن نقذف المنازل؛ لأن بها مدنيين لا دخل لهم بما يحدث، فهم مغلوبون على أمرهم، وجنود القذافي يستغلون منازلهم، حتى إذا ما تمكن أحد من سكان زليتن من الإفلات من المرتزقة بادر بالهروب إلينا، وانضم للثوار».

وتابع لامين قائلا إن كتائب القذافي تستخدم المدنيين كدروع بشرية، ويقتلون من يحاول أن يثور ضدهم، والثوار في الداخل عزل. لكن لامين أشار إلى أن جنود القذافي يعانون من انقطاع الإمدادات عنهم منذ فترة كبيرة، و«هذا ما سيؤدي إلى نفاد مؤنهم وأسلحتهم قريبا، ونحن ننتظر هذه اللحظة للسيطرة على المدينة». وبعد تقدم الثوار المعارضين لنظام العقيد معمر القذافي، خلال الأسابيع الماضية، على أكثر من جبهة، وإحرازهم تقدما ملحوظا باتجاه البريقة (شرق البلاد) أمس، توقع اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس الأركان العامة للجيش الوطني التابع للمجلس الانتقالي الليبي، استخدام العقيد الليبي الغازات السامة، لوقف تقدم الثوار نحو المدينة، بعد تأكده من إمكانية سقوطها في يد الثوار. وصرح العبيدي لقناة الجزيرة، أمس، أنه من بين الغازات السامة التي قد تستخدمها كتائب القذافي غاز الخردل السام، وهو أحد الغازات السامة التي تسبب الإصابة بالسرطان.

يأتي هذا في وقت أفادت فيه تقارير إخبارية أن هناك معارك بين الثوار وكتائب القذافي في مدينة البريقة، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، وإصابة 170 آخرين. وقال محمد الشريف، القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يعرقل تقدم الثوار في مدينة البريقة هو امتلاك كتائب القذافي أسلحة ثقيلة ومتقدمة، على عكس الثوار الذين لا يمتلكون إلا الأسلحة التي يتركها المرتزقة لهم بعد هروبهم أو استسلامهم، و«لكن الثوار تمكنوا من السيطرة على منتصف البريقة، وأحرزوا تقدما ملحوظا أمس، وخلال مساء أول من أمس، حدثت مواجهات ضارية أيضا بين الثوار والكتائب، وأسفرت عن أصابه 75 من الثوار، فيما لا نعرف كم هي خسائر القذافي»، التي وصفها بالكثيرة.

وأضاف محمد الشريف، أن التنسيق جار بشكل موسع مع قوات التحالف، من أجل ضرب المواقع العسكرية التابعة للقذافي، مما سيؤدي إلى ضعف موقف كتائب معمر، ويتيح للثوار التقدم.

وكان مصدر في الجيش الوطني الليبي المعارض قد قال في وقت سابق، إن كتائب القذافي زرعت نحو 40 ألف لغم بشكل عشوائي حول مدينة البريقة.

على صعيد ذي صلة بتحركات بعض الموالين للقذافي، استنكر وفد من شيوخ قبائل موالية للقذافي أثناء زيارتهم لقبائل مصرية بمحافظة شمال سيناء، تدخل حلف الناتو في الشؤون الداخلية لليبيا، وأعلن الوفد المكون من نحو 20 فردا، رفضه لمحاولات تقسيم ليبيا وغيرها من الدول العربية. وعقد الوفد الليبي الموالي للقذافي مؤتمرا الليلة قبل الماضية في ديوان عائلة سعدي، أحد فروع قبيلة البياضية بقرية رابعة في مركز بئر العبد، وشارك في اللقاء عدد من مشايخ وعواقل القبائل البدوية بشمال سيناء.

وادعى الدكتور مفتاح الواعر، رئيس الوفد الليبي، أن هناك أكثر من 2000 قبيلة ليبية تعلن دعمها للقذافي، مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع موسع لممثلي جميع القبائل يومي 5 و6 مايو (أيار) الماضي، وأنهم أعلنوا رفضهم لاعتداءات الناتو وتقسيم ليبيا مثلما حدث في السودان.

وأضاف أن الوفد الليبي يزور مصر بهدف توضيح صورة ما يجري في ليبيا بعد أن شوهها الإعلام المضلل، ووضع الشعب الليبي في موضع الاتهام، وأن من ضمن أهداف الوفد أيضا لقاء عدد من المسؤولين بمصر إلى جانب القبائل العربية المصرية؛ للتوصل إلى حل للأزمة الليبية.

وخلال المؤتمر أعلن إبراهيم عليان، ممثل قبيلة السواركة والقبائل الحدودية في سيناء، أن أسلوب الاستعمار واحد في كل الأقطار العربية، مشددا على «رفض جميع القبائل العربية لمؤامرات حلف الأطلسي في ليبيا وباقي الدول العربية».