قطر تسحب سفيرها من دمشق وتعلق أعمال سفارتها لأجل غير مسمى

بعد هجمات على مجمع السفارة شنها مؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد

تشييع الشهيد الطفل مالك سامي المصري في درعا البلد
TT

علقت السفارة القطرية في دمشق أعمالها إلى أجل غير مسمى، بعد مظاهرات نظمها شبان سوريون أمام مقرها في حي أبو رمانة؛ احتجاجا على طريقة تعامل قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية مع الأحداث التي تجري في سوريا. وقال دبلوماسيون في العاصمة السورية لـ«رويترز» أمس إن قطر سحبت سفيرها لدى سوريا وأغلقت سفارتها، بعد هجمات على مجمع السفارة شنها مؤيدون للرئيس السوري بشار الأسد. وأضافوا أن السفارة في حي أبو رمانة بدمشق أغلقت الأسبوع الماضي عندما تعرضت لهجوم مرتين. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن موظف سوري في السفارة، قوله إن أعضاء السلك الدبلوماسي في السفارة أبلغوا الموظفين، أول من أمس، أنه تم تعليق أعمال السفارة، وأضاف قائلا: «أبلغونا أيضا أن كل أعضاء السلك الدبلوماسي والشؤون القنصلية سيغادرون إلى قطر»، موضحا أنه بحسب مسؤولي السفارة، فإن تعليق أعمال السفارة مؤقت، لكنهم لم يحددوا فترة هذا التعليق، ولم تصدر وزارتا الخارجية في سوريا وقطر أى بيان حول تعليق أعمال السفارة القطرية في دمشق.

وتحدثت مصادر إعلامية عن أن تعليق عمل السفارة جاء في الأغلب لأسباب أمنية، بعد أن رشق متظاهرون السفارة بالحجارة والبيض والطماطم يوم الاثنين الماضي، دون أن يتعرض أي من الموظفين لأذى. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر رسمية قولها إن تغطية عدد من المحطات الفضائية العربية والأجنبية، من بينها فضائية «الجزيرة»، للأحداث التي تجري في البلاد منذ منتصف مارس (آذار) الماضي غير مهنية وغير موضوعية، وإن تلك المحطات تقوم بحملة إعلامية مغرضة ضد البلاد، عبر تزييف حقائق ما يجري وفبركة الأحداث. وكان وزير الخارجية والمغتربين السوري، وليد المعلم، قد أكد في مؤتمر صحافي عقده في شهر يونيو (حزيران) الماضي، دعم كل الدول العربية دون استثناء، لسوريا في ظل الأزمة التي تمر بها، وفيما إذا كانت قطر من بين هذه الدول، قال المعلم إن قطر تدعم رسميا الموقف السوري، لكن ليس عبر قناة «الجزيرة». وكان متظاهرون موالون للنظام السوري قد هاجموا مبنى سفارات الولايات المتحدة وقطر وفرنسا بالحجارة والبيض والطماطم يوم الاثنين الماضي، دون أن يتعرض أي من الموظفين لأذى، احتجاجا على زيارة السفيرين، الفرنسي والأميركي، لمدينة حماه، وعلى موقف قناة «الجزيرة» القطرية. وكان مكتب قناة «الجزيرة» قد أغلق أبوابه قبل أكثر من شهر؛ بسبب محاصرته المستمرة من قبل متظاهرين سوريين موالين للنظام.

وعلقت أعمال المركز الثقافي الفرنسي ومركز دراسات الشرق الأدنى التابع للسفارة الفرنسية في دمشق، كما تم تعليق خدمة تقديم تأشيرات الخروج للسوريين في السفارة الأميركية في دمشق. ولم تصدر وزارتا الخارجية في سوريا أو قطر أي بيان حول تعليق أعمال السفارة القطرية في دمشق.