دمشق: مظاهرات في ذكرى تولي الأسد تزامنا مع مظاهرات المعارضة

وسط دعوات بساحة الأمويين لوأد الفتنة وتحريم سفك الدماء

مظاهرات حاشدة من الموالين للرئيس بشار الأسد في ذكرى توليه الحكم بالعاصمة دمشق أمس (أ.ب)
TT

بالتزامن مع المظاهرات المعارضة التي نظمت في عدة مدن أمس، خرج عشرات الآلاف من السوريين في أكثر من منطقة في مسيرات حاشدة بدمشق احتفالا بذكرى تولي الرئيس بشار الأسد الرئاسة ودعما للإصلاحات. وتجمع آلاف من الشباب السوريين في العاصمة السورية أمس للتعبير عن تأييدهم للنظام السوري، خلال ما سمي «مهرجان قسم الوفاء للوطن»، الذي نظمته مجموعة «بصمة شباب سوريا» في ساحة الأمويين بدمشق، بينما كان التوتر يسيطر على مناطق سورية أخرى بينها مدن حمص والبوكمال (على الحدود العراقية) والزبداني وقطنا في ريف دمشق.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس إن فعاليات المهرجان أكدت «رفض شباب سوريا الواعي والمسؤول لأي تدخلات خارجية، وتأكيدهم أن ما يجمعهم هو حب الوطن والخوف على أمنه واستقراره، وأنهم سيبقون في ساحات الوطن دعما للإصلاحات والإنجازات وتأكيدا على حماية الوحدة الوطنية ومنع محاولات بث الفوضى والفتنة والعبث بأمن الوطن». وحيا أحد منظمي المظاهرة «رجال الدين والعلماء من جميع الطوائف على مواقفهم السورية الأصيلة لوأد الفتنة وتحريم سفك الدماء والتخريب وصدقهم مع ذاتهم».

وتخلل أداء القسم عرض للألعاب النارية أضاء سماء ساحة الأمويين، ومجموعة من العروض الفنية أحياها نخبة من فناني سوريا والوطن العربي. وشارك في المهرجان أيضا مجموعة من المغنين السوريين واللبنانيين بينهم رويدة عطية وملحم زين وجورج وسوف. في المقابل، قالت مصادر حقوقية سورية إن أكثر من 30 مدنيا قتلوا في مدينة حمص خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، نقلا عن «مصادر موثوقة» إن القتلى «سقطوا إثر اقتتال مدني بين موالين ومعارضين للنظام اندلع في المدينة السبت الماضي». واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا الاقتتال في مدينة حمص تحول خطير يمس بسلمية الثورة ويخدم أعداءها والمتربصين بها والذين يسعون لتحويل مسارها نحو حرب أهلية.

من ناحية أخرى، رفض اتحاد نقابات العمال واتحاد الفلاحين واتحاد الطلبة، فكرة إلغاء المادة الثامنة من الدستور، القاضية بأن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع. وصرح نائب رئيس اتحاد العمال في سوريا عزت الكنج بأن اتحاد نقابات العمال «يرفض تعديل أي مادة من مواد الدستور واتخاذ أي إجراء يمكن أن يؤدي إلى الانتقاص من المكاسب التي تحققت للطبقة العاملة في سوريا عبر العقود الماضية، وكذلك من القطاع العام الذي لعب أدوارا وطنية وتاريخية من الصعب إنكارها أو تجاوزها أو غض الطرف عنها، والذي كان لنا حصنا في أوقات الأزمات المختلفة».

من جانبه، أعلن اتحاد الفلاحين أنه يرفض أي حوار يمس المكتسبات والإنجازات التي «تحققت لجماهير شعبنا وعمالنا ومنظماتنا الشعبية ونقاباتنا المهنية» واعتبره «محاولة لنسف كل مقومات الدولة التي بناها العمال والفلاحون والحرفيون وصغار الكسبة والقوى المنتجة كافة بسواعدهم». وأعلن «الاتحاد الوطني لطلبة سوريا» أن «أي مراجعة للدستور الوطني؛ تعديلا أو تبديلا أو تجديدا، يجب أن تتحقق بطريقة ديمقراطية تعكس إرادة الجماهير وفق القواعد والمبادئ الدستورية».