قبائل أبين تنتفض ضد «القاعدة».. وقتلى بالعشرات في صفوف المسلحين

تواصل القصف المتبادل في أرحب وبني الحارث بين الحرس الجمهوري وقبائل مؤيدة للثورة

TT

تتواصل المواجهات المسلحة العنيفة في محافظة أبين بجنوب اليمن، بين قوات الجيش ومسلحين قبليين من جهة، ومسلحين تقول السلطات اليمنية إنهم ينتمون لـ«القاعدة»، وقالت مصادر محلية إن المواجهات خلفت عشرات القتلى والجرحى، أثناء محاولة طرد مسلحي «القاعدة» من المدن والمناطق التي يسيطرون عليها. وقالت مصادر مطلعة في أبين لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من 50 مسلحا لقوا مصرعهم في القتال العنيف، الذي دار خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بعد أن شنت قوات اللواء العسكري «25 ميكا»، ومعها مسلحون من أبناء القبائل وشباب الثورة، هجوما، هو الأكبر والأوسع من نوعه منذ مساندة القبائل للجيش لملاحقة هذه العناصر قبل بضعة أيام. وتواصل القبائل والجماعات الشبابية في أبين، تجميع صفوفها لمواجهة العناصر المسلحة التي يتهمون السلطات الرسمية الموالية للرئيس صالح بدعمها، وقال مصدر محلي في مديرية لودر التي تعد إحدى أهم المديريات التي ينتشر فيها المسلحون، إن قبائل العواذل عقدت اجتماعا موسعا، أمس، وأجمعت على عدم قبول العناصر المسلحة، وبالأخص العناصر الأجنبية، سواء الذين قدموا من خارج المديرية، أو من خارج اليمن بصورة عامة. وقال الناشط والإعلامي عبد الله العامري لـ«الشرق الأوسط» إن القبائل وجهت إنذارا للمسلحين لمغادرة المنطقة، واتفقت على التفاهم من المسلحين من أبناء المنطقة، وشرعت في نصب نقاط تفتيش قبلية لمنع وصول مسلحين لمساندة زملائهم في لودر، التي قتل فيها خلال الأشهر القليلة الماضية، العشرات من ضباط ورجال الأمن على يد العناصر المتشددة. وفي لودر، أيضا، عقد لقاء آخر لملتقى شباب المدينة، أكد المشاركون فيه على رفض وجود المسلحين وضرورة ملاحقتهم، وجرى في اللقاء، تشكيل لجان شعبية شبابية لحماية الأحياء وحراسة المنشآت العامة والخاصة. وتسعى القوات العسكرية بمساندة القبائل، إلى استعادة السيطرة على مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، التي يسيطر عليها المسلحون منذ أكثر من شهرين، بعد أن انسحبت منها القوات الأمنية، وهو ما اعتبر تواطؤا من قبل نظام الحكم مع تلك العناصر لتسيطر على مدن في جنوب البلاد.

وفي هذا السياق، تسود حالة من الارتباك في صفوف عناصر «القاعدة» في زنجبار ومحيطها بسبب ضعف شبكة التواصل اللاسلكية بين القيادات الميدانية والمقاتلين، وبسبب ما تحدثت عنه التقارير من خلاف بين فصيلين مختلفين؛ أحدهما «أنصار الشريعة» والآخر مقاتلون محليون من أبين مرتبطون بـ«القاعدة». وكانت تقارير صحافية قد كشفت، الاثنين، أن معارك عنيفة تدور، منذ فجر الأحد، في محيط مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين جنوب اليمن، بين القوات الحكومية ومعها المناصرون من القبائل المسلحة في المحافظة من جهة، وبين مسلحي الجماعات الإسلامية المتشددة التي يقودها تنظيم القاعدة وتسيطر على المدينة منذ نهاية مايو (أيار) الماضي. وذكرت مصادر محلية أمنية وقبلية أن معارك هي الأعنف تدور حول زنجبار منذ الواحدة فجر الأحد، وأن رجال القبائل المساندين للقوات الحكومية تمكنوا من اقتحام عدد من تحصينات المسلحين المتشددين، في حين واصلت وحدات الجيش قصف مواقع المسلحين في أنحاء المدينة من دون توقف، وتمكن عدد من سرايا الجيش من الوصول إلى معسكر اللواء 25 المحاصر، ناقلا مؤنا وإمدادات ومعلومات إلى قيادة المعسكر حول خطة اقتحام المدينة.

وفي تطور آخر، قتل 5 أشخاص وجرح 5 آخرون في تجدد قصف قوات الحرس الجمهوري لمناطق وقرى بشمال صنعاء، في أرحب وبني الحارث بمحافظة صنعاء، وذكرت المصادر أن مواطنا يدعى ناجي دهره قتل هو وزوجته وابنتاه وزوجة أخيه، في قصف استهدف بعض المنازل في بني الحارث. وقالت مصادر محلية إن وحدة من قوات مكافحة الإرهاب بكامل تجهيزاتها العسكرية، وكذا ناقلات الجنود والعربات، شوهدت وهي تتجه إلى أرحب، في إشارة إلى أنها ستشارك في المواجهات الدائرة هناك بين رجال القبائل المؤيدين للثورة وقوات الجيش الموالية لصالح. وتستخدم قوات اللواء العسكري 63، التابع للحرس الجمهوري، الدبابات والمدفعية و«الكاتيوشا» في قصف القرى بشمال صنعاء، وتتهم السلطات رجال القبائل في تلك المنطقة بمهاجمة المواقع العسكرية للجيش. على صعيد آخر، قتل متظاهر واحد على الأقل، وجرح 8 آخرون في قمع قوات الأمن المركزي لمظاهرة خرجت مساء أمس في صنعاء، لتأييد المجلس الرئاسي الانتقالي الذي أعلن عنه قبل أيام، وقال شهود عيان إن المظاهرة انطلقت من «ساحة التغيير»، الكائنة بجوار جامعة صنعاء في شارع الدائري، وإن قوات الأمن حاصرت المتظاهرين في «جولة كنتاكي»، وقامت بإطلاق الرصاص الحي على جموع المتظاهرين. ويأتي هذا الحادث، بعد يوم واحد على إصابة العشرات من المعتصمين في «ساحة التغيير» بمحافظة الحديدة، وخرجت أمس، مسيرات في عدد من المحافظات لتأييد الحسم الثوري ممثلا بالمجلس الرئاسي.