قيادي بالمجلس الانتقالي الليبي: الثوار سيطروا على البريقة والكتائب تنسحب لراس لانوف

أكد لـ«الشرق الأوسط» هروب «المعتصم» لسرت واستسلام الكثير من جنود القذافي

ثوار ليبيون يتوجهون نحو جبهة القتال في مدينة البريقة النفطية قبل سقوطها بأيديهم (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي كشفت فيه مصادر من المعارضة الليبية عن أن الكتائب الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي تراجعت إلى مدينة راس لانوف، بعد أن تمكن الثوار المناوئون لنظام طرابلس من التقدم والسيطرة على مدينة البريقة، قامت قوات التحالف بقذف دبابة و5 مدرعات حربية تابعة لقوات القذافي.

وأكد خير الله محمود القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي على أن الثوار سيطروا على البريقة (شرق ليبيا)، لافتا إلى أن هذه المعركة تعد أقوى نصر للثوار منذ اندلاع الثورة الليبية في 17 فبراير (شباط) الماضي. وتابع: تمكنا من أسر الكثير من جنود القذافي واستسلم آخرون، موضحا أن الثوار الآن في طريقهم لراس لانوف (شمال ليبيا)، قائلا: «كنا نعلم مدى أهمية مدينة البريقة للعقيد الذي أراد أن يقسم ليبيا داخليا، لهذا وضع معظم قواته فيها وزرع 40 ألف لغم في المدينة، منذ بداية الثورة، وولى ابنه المعتصم قائدا على كتائبه هناك، الذي فر إلى مدينة سرت (مسقط رأس القذافي) بعد أن اكتسحهم الثوار.

وأضاف محمود لـ«الشرق الأوسط»: «إن الألغام لم تؤثر على سيطرة الثوار للمدينة كما تناقلت وسائل الإعلام، لأن المدينة عبارة عن جزأين، الأول يطل على البحر والآخر على صحراء في جنوب غربي المدينة بعيدا عن المنازل، كما أن لدينا ضباطا من الصاعقة انشقوا أول الثورة، استطاعوا أن يفجروا الكثير من الألغام».

واعتبر القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي سيطرة الثوار على البريقة «نصرا من عند الله»، قائلا: «القذافي وضع الألغام على مخازن بترول، وعند تفجير الألغام تصاعدت الأدخنة في اتجاهنا مما أثر على رؤيتنا، وأصبحنا في موضع الهدف بالنسبة للكتائب؛ لكن في الساعات الأولى من اليوم تغير اتجاه الرياح من غربية إلى شرقية جنوبية، مما أثر على رؤية الكتائب لنا، الأمر الذي ساعدنا على التقدم وتحرير البريقة».

من جهته، قال المعارض الليبي الدكتور عبد الناصر شماطة، أستاذ علم الاجتماع في إحدى الجامعات الليبية، الألغام تسيطر على منطقة البريقة، وهذا ما ضاعف عدد الضحايا خلال الأيام الماضية، لأن الثوار ليس لديهم الخريطة الخاصة بالألغام التي زرعها القذافي؛ ولكن بمساعدة سلاح المهندسين والصاعقة في جيش الثوار وبراعة الثوار في إظهار قدرتهم العسكرية في الكشف عن الألغام بالمعدات العسكرية وتفجيرها بالأسلحة. تمكنوا من تدمير 4000 لغم خلال يومين، مما زاد من تقدمهم وأدى لتراجع المرتزقة إلى مدينة راس لانوف.

وأضاف عبد الناصر شماطة، في اتصال هاتفي من بنغازي، لـ«الشرق الأوسط»: الثوار انتزعوا مدينة البريقة من يد الكتائب والمرتزقة، والقذافي جاء بأشخاص إلى بلادنا وتركهم يواجهون غضب الثوار، وتركهم مغيبين عن الدنيا لا يتابعون وسائل الإعلام ولم يقدم لهم أي إمدادات، لذلك استسلم الكثير منهم وهرب الآخرون تاركين أسلحتهم.

وأوضح شماطة، كنت قبل يومين بمدينة البريقة، على مقربة من الألغام، التي زرعها القذافي على مساحات شاسعة، لافتا إلى أن الثوار يواجهون الموت لأجل الحرية، أما مرتزقة القذافي فيواجهون الموت لأجل المال، مؤكدا على أن زرع العقيد لهذه الألغام جريمة في حق البشرية.

وفي السياق، أفادت مصادر صحافية بأن المواجهات في مدينة البريقة أسفرت عن إصابة عشرات الثوار، نتيجة كثرة الألغام المزروعة في المدينة، وتمكن الثوار من تفجير 4000 لغم خلال يومين، بعد إصابة العشرات ونقلهم إلى مستشفى الجلاء، وقيام المئات من الشباب بالتطوع الميداني لمساندة الأهالي ونقل المصابين إلى المستشفيات.

وأوضحت المصادر أن ما يعوق سيطرة الثوار، الذين يحاولون السيطرة على البريقة، الألغام الأرضية التي نشرتها قوات القذافي في شتى أنحاء البلدة وفي ضواحيها الصحراوية وعند المنشآت النفطية الرئيسية.

أما فيما يتعلق بالوضع الميداني في مدينة القواليش (80 كيلومترا جنوب غربي طرابلس)، أفادت قناة «ليبيا الأحرار» التابعة للمجلس الانتقالي الليبي أن الثوار بعد أن تمكنوا من السيطرة على مدينة القواليش والتوجه صوب مدينة غريان، نفدت ذخيرتهم، ما أدى إلى تقدم الكتائب واستعادوا السيطرة عليها مرة أخرى.