خلاف بريطاني ـ جنوب أفريقي حول الخطوات المقبلة في ليبيا

كاميرون يصر على تنحي القذافي أولا

TT

أسفرت زيارة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى جنوب، حيث أجرى محادثات مع جاكوب زوما رئيس البلاد، إلى خلاف معلن بين الطرفين حول سبل التحرك قدما في الساحة الليبية.

قال جاكوب زوما، إن بلاده تريد إجراء مفاوضات بين العقيد الليبي معمر القذافي ومعارضيه في المجلس الانتقالي. وفي تصريحات له خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع كاميرون، ضغط زوما في اتجاه أن يعطي حلف شمال الأطلسي «خارطة الطريق» التي طرحها الاتحاد الأفريقي، وتنطوي على إجراء محادثات بين المعارضة والعقيد الليبي معمر القذافي، فرصة لإنجاحها.

وقال زوما في تصريحات نقلتها «رويترز»: «فور نشوب القتال (في ليبيا)، اتخذ الاتحاد الأفريقي موقفا واضحا.. (و) التدخل العسكري لن يحل المشكلة. أنت بحاجة إلى تدخل سياسي». وأضاف زوما الذي اتهمت حكومته الغرب بمحاولة اغتيال القذافي: «كيف يرحل القذافي.. وإلى أين يذهب.. ولماذا عليه أن يرحل..؟ كل هذه القضايا يجب أن تطرح على الطاولة وعلى الشعب الليبي أن يقرر».

ويقصف حلف شمال الأطلسي ليبيا منذ 4 شهور، بتفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين من قصف قوات القذافي، الذي لم يبد أي استعداد لإنهاء حكمه المستمر منذ 42 عاما استجابة لمطلب المعارضة.

أما رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، فأوضح في المؤتمر الصحافي نفسه، بأنه ورئيس جنوب أفريقيا يريدان الشيء نفسه، وهو أن يعم السلام والديمقراطية ليبيا. وقال: «كلانا يريد أن يرى مستقبلا لليبيا لا يشمل العقيد القذافي»، لكنه أضاف شارحا: «الخلاف هو أن الرئيس (زوما) يرى ذلك نتيجة عملية سياسية، بينما أعتقد أنه لكي تنجح العملية السياسية، يجب أن تكون هناك نقطة بداية. هذا هو الخلاف بيننا».

وأكد كاميرون خلال ما وصفه بـ«زيارة عمل»، أن العقيد الليبي معمر القذافي يجب أن يتنحى عن السلطة أولا قبل إجراء مباحثات بشأن مستقبل ليبيا. بينما اعتبر زوما تنحي القذافي ينبغي أن يأتي نتيجة للمفاوضات بين الأطراف الليبية المعنية.

ورغم ذلك، اتفق الزعيمان على وقف الأعمال الدموية في ليبيا في أسرع وقت ممكن، لتأسيس ليبيا ديمقراطية. وقال كاميرون، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية، إن وقف إطلاق النار ممكن في أي وقت «إذا أوقف القذافي هجماته على شعبه».

وقال زوما، من جانبه، إن لديه انطباعا بأن القذافي لن يمثل عائقا أمام حل الصراع. مع ذلك فإن الرجل الذي حكم البلاد لمدة 42 عاما، يريد أن يعرف أين، ووفقا لأي ظروف سوف يرحل.

وتأتي مباحثات كاميرون وزوما، في إطار المشاورات المستمرة بين الزعماء الأفارقة والأوروبيين في إطار محاولة التوصل إلى توجه سياسي مشترك للصراع الليبي المستمر منذ 5 شهور.