روبرت مردوخ وابنه جيمس ومساعدته ريبيكا بروكس

TT

مع توسع رقعة فضيحة التنصت (هاك غيت) وتشابك خطوطها، اضطر الثلاثة أمس إلى المثول أمام اللجنة البرلمانية المتخصصة في الإعلام والرياضة والثقافة. وكان قد اعتذر روبرت مردوخ وابنه عن المثول أمام اللجنة سابقا، أما ريبيكا بروكس فقد وافقت مضطرة على ذلك كونها بريطانية الجنسية. كما وافق مردوخ وابنه جيمس لاحقا على المثول أمام اللجنة بعد أن كتبت لهم تطالبهم رسميا بذلك. واستمع النواب البريطانيون أمس الثلاثاء للثلاثة.

* روبرت مردوخ:

* روبرت مردوخ، الأسترالي الأميركي، ولد في سيدني قبل 80 عاما. يرأس المجموعة الإعلامية الدولية «نيوز كوربوريشن» المالكة لـ«نيوز إنترناشيونال» الناشرة لصحفه المتورطة في الفضيحة. يقود إمبراطورية إعلامية تقدر قيمتها بـ33 مليار دولار ومتخصصة في التلفزيون والنشر المطبوع والإلكتروني والسينما والإنترنت والصحف. ومن صحفه الشهيرة التي يملكها في بريطانيا صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» التي هزتها فضيحة القرصنة التليفونية وقرر إغلاقها في السابع من يوليو (تموز) الماضي، وكذلك صحيفة «الصن» الأكثر مبيعا من أي صحيفة تصدر باللغة الإنجليزية على مستوى لعالم، وصحيفة «التايمز»، التي تعوض خسارتها سنويا نشاطاته الأخرى، لكنه يحتفظ بها بسبب تاريخها الطويل وشهرتها عالميا والتي ما زالت تطبع وتوزع، لكن يمكن قرأتها إلكترونيا مقابل مبلغ من المال، وأخيرا شقيقتها الأسبوعية «صنداي تايمز». كما يملك مردوخ 39 في المائة من أسهم شركة «بي سكاي بي»، وكان مؤكدا أنه سيستحوذ على ما تبقى من أسهم الشركة وهي 60 في المائة بصفقة قدرت بأكثر من 12 مليار جنيه إسترليني. ولكن تحت الضغط سحب عرضه لشراء أسهم المجموعة بسبب الفضيحة، خصوصا أن البرلمان صوت بإجماع جميع الأحزاب ضد المضي في الصفقة. وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» التي تملكها «نيوز كوربوريشن»، قال الجمعة الماضية إن مجموعته تعالج «بشكل جيد جدا» الفضيحة باستثناء «بعض الأخطاء الصغيرة»، واعتذر على صفحات الصحف المنافسة البريطانية اعتذارا على ما صدر من أخطاء.

ورث روبرت مردوخ وهو شاب صحيفتين أستراليتين صغيرتين عن والده، عاد في 1969 إلى بريطانيا، الذي درس فيها، في جامعة أكسفورد، واستحوذ على «نيوز أوف ذي وورلد» ثم على صحيفة «ذي صن» وجعلهما الصحيفتين الأكثر مبيعا. وفي الولايات المتحدة، يملك مردوخ «فوكس نيوز» واستوديوهات السينما «تيونتيث سنتشري فوكس» و«داو جونز» و«وول ستريت جورنال». وموردوخ معروف عنه أنه معروف أيضا بأنه من خلال مطبوعاته دعم مارغريت ثاتشر، زعيمة حزب المحافظين، في حملاتها الانتخابية، لكنه دعم أيضا زعيم حزب العمال توني بلير، أما في الانتخابات الأخيرة قبل عام دعمت مطبوعاته الزعيم المحافظ ديفيد كاميرون، أمام خصمه العمالي غوردن براون، الذي كانت تربطه به علاقات صداقة كما صرح، مؤخرا، في رده على هجوم الأخير على إمبراطوريته.

* جيمس مردوخ

* جيمس مردوخ، (38 عاما)،. ولد عام 1972 في بريطانيا ولهذا يعتبر بريطاني المولد، لكنه حصل على الجنسية الأميركية بالتجنس. كما يمكنه أن يتقدم للحصول على جنسية والده الأسترالية، التي كان قد خسرها الأب بعد أن أصبح مواطنا أميركيا، حسب القوانين المعمول بها في أستراليا. الابن الأصغر والرابع لأولاد روبرت مردوخ الستة، والثالث من زوجة روبرت مردوخ الاسكوتلندية آنا ماريا تورف. ويقال إنه من أذكى وألمع أولاد مردوخ، لكنه يعتبر أيضا ابنا متمردا.

درس في مدينة نيويورك وتخرج في «هوريش مان سكول» عام 1991، والتحق بعد ذلك بجامعة هارفارد حيث درس الأفلام والتاريخ. لكنه ترك مقاعد الدراسة قبل أن يحصل على الشهادة عام 1995. وفي عام 1996، انضم لمجموعة «نيوز كوربوريشن». ويعتبر جيمس الوريث المرجح لوالده روبرت مردوخ، وهو الرئيس التنفيذي لـ«نيوز إنترناشيونال»، التي تملك الصحف البريطانية للمجموعة وخصوصا «نيوز أوف ذي وورلد». عينه والده في المركز الثالث في إدارة «نيوز كوربوريشن»، ويقف الآن في واجهة فضيحة التنصت. في مارس (آذار) الماضي، أصبح نائب المدير العام للاستثمار ورئيس ومدير عام النشاطات الدولية لـ«نيوز كوربوريشن» مع احتفاظه بالمسؤولية المباشرة عن عمليات المجموعة في آسيا وأوروبا، وتشمل هذه العمليات فرع «نيوز إنترناشيونال». وبدا هذا الترفيع إشارة جديدة إلى أن والده اختاره ليخلفه على رأس المجموعة بعدما كان يميل إلى ابنه الأكبر لاكلان حتى 2005.

وتعززت الضغوط هذا الأسبوع على مردوخ الابن مع الإعلان عن اجتماع لمجلس إدارة «بي سكاي بي» التي يملك روبرت مردوخ 39 في المائة منها ويترأسها جيمس منذ 2007 أيضا. وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» إن أعضاء مجلس التلفزيون قرروا على ما يبدو الاجتماع في 28 يوليو (تموز) لمناقشة مستقبل جيمس. ويقال إنه خسر حليفا قويا ومهما بعد استقالة ريبيكا بروكس.

جيمس متزوج بالأميركية كاثرين هوفشميدت، التي تعمل مع المؤسسة الخيرية التي أسسها الرئيس الأميركي بيل كلينتون حول «مبادرة المناخ»، وله طفلان، أنيكا، (8 أعوام)، وولتر، (5 أعوام).

* ريبيكا (ويد) بروكس

* ريبيكا بروكس، (43 عاما)، من مواليد شمال إنجلترا عام 1968. أول امرأة تصبح رئيس تحرير «الصن» الشعبية عام 2003، أكثر الصحف في اللغة الإنجليزية مبيعا في العالم. العديد من المعلقين، خصوصا محرري فليت ستريت، يجمعون على أنها طموحة جدا وتدرجت في عملها في الصحافة ووصلت إلى أعلى المراكز بسرعة هائلة، رؤساء الوزراء والسياسيون بشكل عام يريدون دائما أرضاءها لأنها قادرة على أن تؤثر من خلال صحفها على مستقبلهم السياسي من خلال دعمها أو عدم دعمها لهم، لكن جاء سقوطها أيضا مدويا. لم تكمل دراستها على المستوى الجامعي وتركت المدرسة بعد الثانوية العامة. عملت منذ صغرها في الصحافة تقدم الشاي وتساعد في وظائف مختلفة في صحف محلية من أجل أن تصبح صحافية كما كانت تريد منذ أن كانت في سن المراهقة. ففي عام 2000، تولت رئاسة «نيوز أوف ذي وورلد» وأصبحت بذلك أصغر رئيسة تحرير في صحيفة بريطانية. ويبدو أن جزءا من عمليات التنصت جرى في تلك الفترة، كما تبين خصوصا في ما يخص المراهقة ميلي داولر التي اختطفت وقتلت عام 2002، لكنه تنفي التهم الموجهة لها. في 2003، أصبحت رئيسة تحرير «ذي صن» وتحولت إلى ناطقة باسم روبرت مردوخ قبل أن تتولى في سبتمبر (أيلول) 2009 رئاسة «نيوز إنترناشيونال» الفرع الذي يضم الصحف البريطانية في مجموعة مردوخ. اضطرت للاستقالة الجمعة وأوقفت بعد يومين ثم أفرج عنها بكفالة بعد يومين. ويعاقب القانون البريطانية الاتهامات الموجهة إليها «بالمشاركة في التنصت على اتصالات» و«الفساد» - بالسجن. وكانت بروكس اعترفت في جلسة استماع سابقة في 2003 بأن «نيوز أوف ذي وورلد» دفعت أموالا للشرطة للحصول على معلومات قبل أن تتراجع عن إفادتها.

متزوجة بتشارلي بروكس الذي تحمل اسمه، والذي يعمل في تدريب الخيول ودرس في كلية إيتون الشهيرة التي تخرج فيها العديد من أبناء الملوك والأرستقراطية الإنجليزية ورؤساء وزراء بريطانيا، منهم الحالي ديفيد كاميرون الذي كان في الكلية في نفس فترة زوجها. كانت متزوجة قبل ذلل بروس كيمب الممثل، إلا أنها انفصلت عنه عام 2009.