وزير الخارجية الليبي يلتقي بنظيره الروسي اليوم

الخارجية الأميركية: لقاؤنا مع ممثلين للقذافي هدفه تسليم رسالة واضحة بأن القذافي يجب أن يرحل

TT

أكد مسؤولون بالخارجية الأميركية إجراء محادثات وجها لوجه بين مسؤولين أميركيين وممثلين لحكومة العقيد الليبي معمر القذافي خلال اجتماع في تونس مطلع الأسبوع الحالي، وهي المحادثات التي تحدث للمرة الأولي منذ اندلاع القتال بليبيا في فبراير (شباط) الماضي.

وقد شارك في الاجتماع ثلاثة مسؤولين أميركيين؛ هم السفيرة الأميركية لدى ليبيا جين كريتز، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، وعضو مجلس الأمن القومي ديريك شوليت، وأربعة مسؤولين ليبيين.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة تعترف بشرعية المجلس الانتقالي الليبي باعتباره السلطة الشرعية التي تحكم ليبيا. أما الاجتماع فقد شارك فيه مسؤولون من الولايات المتحدة مع ممثلين لنظام القذافي لتسليم رسالة واضحة وحازمة بأن السبيل الوحيد للمضي قدما هو أن يتنحى القذافي عن السلطة. وأضاف المسؤول: «لكي نكون واضحين، فإن هذا الاجتماع ليس اجتماعا تفاوضيا وإنما كان الغرض منه إيصال رسالة بسيطة وواضحة بأن القذافي يجب أن يترك السلطة بحيث يمكن أن تبدأ عملية سياسية جديدة تعكس إرادة وتطلعات الشعب الليبي».

ورغم تكرار مطالبة الولايات المتحدة للقذافي بالتنحي عدة مرات على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، فإن المسؤول الأميركي قال: «خلاصة القول أنه في أعقاب اجتماع إسطنبول قررنا تسليم وجه نظر المجتمع الدولي وعزمه الثابت على إنهاء هذا الأزمة بشكل مباشر ولا لبس فيه، وهو ضرورة أن يتنحى القذافي». وأضاف: «قررنا أن نفعل ذلك وجها لوجه وأن نوضح أنه ليس هناك أمل في استخدام قنوات أخرى منفصلة». وأوضح المسؤول أن الاجتماع حدث ولن تعقد أي اجتماعات أخرى مستقبلية.

في المقابل، اعتبر المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أن المحادثات خطوة أولى في طريق يمكن أن تتواصل فيه المحادثات والمقابلات، وقال: «إننا مستعدون لمناقشة الأفكار للمضي قدما والتأكد من عدم وقوع أضرار على الليبيين وإنهاء هذا الصراع، وأن العلاقة المتضررة بين ليبيا والولايات المتحدة وغيرها من دول حلف شمال الأطلسي يمكن إصلاحها». وقد كررت الحكومة الليبية أنها لن تقبل أي اتفاق يزيح القذافي عن السلطة، وأنها تسعى إلى إجراء حوار دون شروط مسبقة. وقال إبراهيم: «أي حوار مع الأميركيين أو الفرنسيين أو البريطانيين موضع ترحيب، وسوف نناقش كل شيء، لكن دون شرط؛ فالليبيون هم الذين يقررون مستقبلهم».

في الوقت نفسه، أجرت فرنسا عدة لقاءات مع الثوار الليبيين للضغط عليهم للدخول في مفاوضات مع حكومة القذافي، ورفض الثوار هذا المطلب وأصروا على رحيل القذافي وأسرته، مؤكدين قرب الانتصار العسكري على قوات القذافي.

وأشار محللون إلى أن اتصالات كثيرة جرت بين حكومات غربية ومسؤولين بالحكومة الليبية لمناقشة مغادرة القافي البلاد أو قبول المنفى الداخلي، ويؤكد المسؤولون الغربيون والأميركيون أن القذافي لم يبد أي إشارة إلى أنه يستعد للتخلي عن السلطة. وتوصف الإشارات الدبلوماسية القادمة من طرابلس بأنها ضبابية وغامضة. ويحاول المسؤولون الليبيون الإيحاء بأن القذافي مستعد لبدء التفاوض على حل سياسي لمستقبل ليبيا.

ويلتقي اليوم الأربعاء وزير خارجية ليبيا مع نظيره الروسي في موسكو، وهي أول زيارة من مسؤول في الحكومة الليبية إلى موسكو منذ بدء الحرب قبل أربعة أشهر، فيما تؤكد موسكو أنها على اتصال مع كل من المتمردين والحكومة الليبية.

وقد رفض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التعليق على الاجتماع الذي عقده المسؤولون الأميركيون مع ممثلين للحكومة الليبية، وقال للصحافيين أمس إن «منظمة الأمم المتحدة تلعب دورا مركزيا في التحركات الحالية لإقناع القذافي بالتنحي عن السلطة»، وأضاف: «هناك العديد من الأطراف الفاعلة في هذه التحركات، وتلعب الأمم المتحدة الدور التنسيقي، ويقوم مبعوثي الخاص عبد الله الخطيب بلعب الدور التنسيقي المركزي».