وزير الدفاع الفرنسي: بدأ العد العكسي لرحيل القذافي

باريس تجعل تنحي القذافي شرطا لانطلاق العملية السياسية

TT

«بدأ العد العكسي» لرحيل العقيد الليبي معمر القذافي عن السلطة: هذا ما أكده وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس، مرجعا تفاؤله بنهاية الحرب التي اندلعت قبل نحو أربعة أشهر، إلى التقدم الذي تحرزه قوات الثوار ميدانيا، وآخر تجلياته تأكيدها السيطرة، أول من أمس، على مرفأ البريقة النفطي. وفي الوقت عينه، تسارعت الاتصالات عالية المستوى، بين عدد من أركان النظام الليبي والقوى الغربية وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، التي يبدو أن مسرحها المفضل هو جزيرة جربة التونسية القريبة من الحدود التونسية - الليبية.

وليست هذه المرة الأولى التي يعرب فيها لونغيه عن بداية نهاية الحرب. فقد سبق له أن أكد في الماضي، «بداية التفسخ» في الدائرة الضيقة المحيطة بالقذافي، وتوقع أن تدوم الحرب «أسابيع وليس أشهرا». غير أنه هذه المرة، ذهب أبعد من ذلك، إذ قال في حديث تلفزيوني صباح أمس، إنه «يعتقد بقوة أن العد العكسي (لنهاية حكم القذافي) قد بدأ، وإن الأمور يمكن، في هذا النوع من العمليات (العسكرية) أن تتطور بسرعة تتخطى ما كنا نعتقده». وبحسب الوزير الفرنسي، فإن «الرأي العام الليبي بكل مكوناته متيقن اليوم أن القذافي لم يعد الحل المطلوب للمستقبل»، وأن الليبيين رجالا ونساء، قرروا القتال لأنهم «لم يعودوا يطيقون تحمل سلطة القذافي العسكرية والديكتاتورية». ويؤكد الوزير الفرنسي أن الأمور «تتحرك ميدانيا». وبينما ودعت فرنسا أمس سبعة من جنودها قتلوا الأسبوع الماضي في أفغانستان، فإن الرأي العام الفرنسي لا يريد أن يسلك مسار الأحداث في ليبيا المسار الأفغاني. وإذا كان الطرف الفرنسي الذي لعب دورا رائدا في الدفع إلى التدخل العسكري في ليبيا، متيقنا من أن الحرب ستفضي إلى سقوط النظام الليبي، فإن السؤال المطروح يتناول مصير القذافي وكيفية التخلص منه. وتصر باريس ممثلة بقصر الإليزيه، على أن يسبق رحيل القذافي وقفا لإطلاق النار ووضع حد لعمليات القصف الجوي للسير في الحل السياسي. وبالمقابل، فإن «المرسلين» الذين اعترفت باريس بلقائهم، جاءوا ليعرضوا صفقة يكون رحيل القذافي بندا من بنودها ونتيجة للعملية السياسية وليس شرطا سابقا عليها.

وأمس، امتنع الناطق باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، عن تأكيد خبر بثته إذاعة «بي بي سي» البريطانية عن لقاء حصل بين رسميين فرنسيين وموفدين عن النظام الليبي في شبه جزيرة جربة التونسية. غير أن فاليرو، فسر تكاثر المرسلين من قبل القذافي بـ«وصول الهلع» إلى الدائرة الضيقة المحيطة بالزعيم الليبي، وببحثها عن «مخرج» من أزمة بقائه في طرابلس.