جنود سوريون يجتازون الحدود إلى داخل لبنان ويطلقون النار باتجاه المنازل

عمليات نزوح جديدة من حمص إلى وادي خالد.. وأهالي القرى اللبنانية يطلبون حماية الدولة

جنود سوريون بآلياتهم لدى دخولهم بلدة هيت السورية بحثا عمن سموهم مخربين مختبئين في البلدة (رويترز)
TT

كشفت مصادر ميدانية في شمال لبنان لـ«الشرق الأوسط»، أن جنودا سوريين اجتازوا الحدود عند منطقة وادي خالد ودخلوا الأراضي اللبنانية، ولدى وصولهم إلى أطراف بلدة حنيدر اللبنانية أطلقوا النار باتجاه المنازل التي أصيبت بعيارات نارية، وهددوا الأهالي الذين يؤوون أشخاصا سوريين «مطلوبين إلى السلطات السورية بتهمة التخريب والتحريض على قلب النظام»، مما أحدث حالة من الهلع والذعر في نفوس أبناء البلدة، لا سيما الأطفال والنساء منهم، قبل أن يعودوا أدراجهم إلى الحدود من الجهة السورية.

وأفاد شهود أيضا أن آليات للجيش السوري محمّلة بمئات الجنود، دخلت عصر أول من أمس بلدة هيت السورية، بحثا عمن سموهم مطلوبين ومخربين، قد جابت هذه الآليات البلدة وأحيائها وما لبثت أن تقدمت باتجاه الحدود اللبنانية وترجل منها الجنود وانتشروا على طول الساتر الترابي الفاصل مقابل بلدة النصوب اللبنانية، وتمركزوا لساعات قبل أن ينسحبوا إلى داخل بلدة هيت مجددا. وأكد متابعون للوضع على الأرض لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش السوري فرض تعزيزات غير مسبوقة في المناطق الحدودية، لا سيما المعابر غير الشرعية على أثر عودة الاضطرابات إلى مدينة حمص وجوارها في الأسبوع الأخير». وأبدى هؤلاء تخوفهم من أن تكون هذه التعزيزات «مؤشرا على تطور دراماتيكي على الأرض قد لا تسلم منه المناطق اللبنانية التي تؤوي نازحين سوريين، في ظل وجود حكومة لبنانية موالية للنظام السوري».

وعلى أثر هذه المستجدات الأمنية، وربطا بما سبقهما من إطلاق نار من الداخل السوري باتجاه البلدات اللبنانية الحدودية في العريضة ووادي خالد في الأشهر الماضية، جدد أبناء القرى اللبنانية المتاخمة للحدود السورية مناشدتهم الدولة اللبنانية تأمين الحماية لهم وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وعدم تركهم من دون غطاء أمني، وضحية أي تطور عسكري قد يحصل في أي لحظة، لا سيما أن الجنود السوريين تارة يتذرعون بتعقب إرهابيين ومطلوبين فروا من سوريا إلى البلدات اللبنانية، وطورا لمنع عمليات التهريب في الاتجاهين.

إلى ذلك أعلن ناشطون لبنانيون في مجال حقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط» أن «تجدد التدهور الأمني في مدينة حمص والمناطق المجاورة لها، تسبب بحركة نزوح جديدة لعشرات العائلات السورية، بحيث وصل ما يزيد عن الـ200 شخص إلى بلدات الكلخة ورجم بيت خلف والعوادة والرامة وحنيدر في وادي خالد والمونسة في جبل اكروم». ولفتوا إلى أن «هذه العائلات أتت من حمص وبلدات القصير وهيت والسماقيات والبويت وغيرها، ولجأوا إلى منازل أقارب لهم في البلدات اللبنانية المذكورة، هربا من عمليات القمع وأعمال العنف التي حصلت بين مؤيدين للنظام السوري ومناهضين له في الأيام الأخيرة». وأشاروا إلى أن «فريقا من المفوضية العامة لشؤون النازحين في الأمم المتحدة، يرافقه وفد من وزارة الشؤون الاجتماعية جال على هذه القرى حيث توجد العائلات السورية الوافدة، لإجراء إحصاء دقيق وشامل لأعداد النازحين الجدد وتقديم المعونات اللازمة لهم».

إلى ذلك بعث رئيس «جمعية اقرأ» الشيخ «السلفي» بلال دقماق ببرقية إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، شكره فيها على موقفه المتقدم من قراره القاضي بسحب سفير دولة قطر من دمشق، وقال في البرقية «نقدر جهودكم الطيبة والمميزة من القضايا العربية ومنها القضية السورية وأنتم الدولة العربية الوحيدة التي تتخذ مثل هذه القرارات الجريئة والشجاعة والطيبة. وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نحيي ونكبر هذا الموقف الشجاع لأمير دولة قطر وحكومتها».