طهران تعلن عن تركيب أجهزة تخصيب جديدة تسرع في تطوير برنامجها النووي

أكدت أنها سترسل سفنا حربية إلى الأطلسي.. وتقيم أنظمة مراقبة ذكية على الحدود

TT

أعلنت طهران أمس أنها تركب أجهزة تخصيب يورانيوم جديدة بهدف تسريع التقدم في برنامجها النووي، ورغم أنها أشارت خلال الإعلان إلى أنها أبلغت الوكالة الدولية بالأمر، فإنه من المتوقع أن تزيد هذه الخطوة من مخاوف الغرب من أهداف إيران النووية. وفي غضون ذلك، تعتزم البحرية الإيرانية التي تسعى منذ سنة إلى زيادة وجودها في المياه الدولية، إرسال سفن إلى المحيط الأطلسي للمرة الأولى.

وأكد رامين مهمان باراست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، تركيب أجهزة تخصيب يورانيوم جديدة، وذلك فيما يبدو أنه تأكيد للتقرير الذي بثته «رويترز» الأسبوع الماضي، وجاء فيه أن إيران تركب نموذجين جديدين أكثر تطورا لأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم لإجراء اختبار واسع النطاق في موقع أبحاث.

وإذا ما نجحت طهران في نهاية المطاف في تركيب أجهزة طرد مركزي حديثة فيمكنها أن تقلص إلى حد كبير الوقت المطلوب لإنتاج كميات كافية من اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في الأغراض المدنية أو العسكرية إذا ما تم تخصيبه لمستوى أعلى.

وقال مهمان باراست «بتركيب أجهزة الطرد المركزي الجديدة سيتحقق التقدم بسرعة أكبر وبنوعية أفضل»، مضيفا أن الخطوة تظهر نجاح إيران في «نشاطها النووي السلمي».

وأضاف مهمان باراست أن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بشأن تركيب الأجهزة الجديدة، ومضى يقول إن «الوكالة تدرك أن أنشطتنا النووية السلمية في تقدم.. التركيب هو تأكيد لنجاح الجمهورية الإسلامية في المجال النووي».

وتحاول إيران منذ سنوات تطوير أجهزة طرد مركزي تفوق طاقتها الإنتاجية طاقة الأجهزة التي تستخدمها حاليا.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بمحاولة صنع قنابل تحت ستار البرنامج النووي. وتنفي إيران هذا الزعم وتقول إنها تحتاج هذه التكنولوجيا لتوليد الكهرباء لتلبية الطلب المتزايد.

وأدى رفض إيران وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم إلى فرض أربع مجموعات من العقوبات على طهران، وكذلك فرض قيود أشد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتعثرت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للنزاع النووي لعدم إحراز أي تقدم خلال المحادثات التي أجريت بين إيران وست من الدول الكبرى.

وقال مهمان باراست أمس «لم تحدث تطورات جديدة فيما يتعلق بالمحادثات النووية مع القوى الكبرى». وكثيرا ما يتهم دبلوماسيون غربيون إيران باللجوء إلى حيل تؤدي إلى تعثر المحادثات في النزاع النووي مع القوى الكبرى لكسب المزيد من الوقت بينما تمضي في أنشطتها المثيرة للجدل.

من جانبها، نددت فرنسا بالإعلان الإيراني، ووصفته بأنه «استفزاز واضح». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «قامت إيران لتوها باستفزاز جديد عن طريق الإعلان عن التركيب الوشيك للجيل التالي من أجهزة الطرد المركزي»، وأضافت: «هذا انتهاك جديد لستة قرارات لمجلس الأمن وعشرة قرارات لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وقال بيان وزارة الخارجية إن الإعلان «يؤكد بوضوح شكوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي بشأن الغرض النهائي لبرنامج ليس له تطبيقات مدنية يمكن الوثوق بها». واختتم البيان بالقول إنه «ينبغي لإيران أن تعلق أنشطتها الحساسة وأن تهيئ الظروف لاستئناف المحادثات».

وأنتج هذا المصنع حتى الآن أربعة أطنان من اليورانيوم القليل التخصيب (3.5 في المائة) ونحو ستين كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة، حسب الأرقام الأخيرة للوكالة الدولية التي تشرف على جزء من النشاطات النووية الإيرانية، وخصوصا مصنع «نطنز».

وفي غضون ذلك، أعلن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري، أمس، العزم على إرسال سفن إلى المحيط الأطلسي للمرة الأولى.

وقال الأميرال سياري إن «البحرية لديها مشروع لإرسال أسطول إلى الأطلسي»، موضحا أن هذا المشروع لا يزال ينتظر «الموافقة النهائية» للسلطات. ولم يعط قائد البحرية الإيرانية أي توضيح بشأن الوجهة المحتملة لهذا الأسطول ولا حول تشكيله، وفقا لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، إلى ذلك، قال مسؤول إيراني إن بلاده أقامت أنظمة مراقبة استخباراتية على حدودها تطلق الرصاص بشكل آلي على أي شخص يحاول العبور بشكل غير قانوني. وذكر نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية علي عبد الله في تصريحات نقلتها صحيفة «طهران تايمز» أمس، أن إيران اتخذت تدابير جادة من أجل استمرار مراقبة صارمة على الحدود مثل نصب أنظمة ذكية وأسلاك شائكة ونقاط مراقبة وحفر خنادق. وأضاف أن قوات الأمن الإيرانية ستتعامل بحزم مع أي شخص يحاول عبور الحدود بشكل غير قانوني.