عاطلون عن العمل يحتلون مقر حزب الاستقلال في الرباط

يطالبون بتوظيفهم في الإدارات الحكومية.. ومبادرتهم تهدف للضغط على عباس الفاسي

مقر حزب الاستقلال في الرباط كما بدا أمس محتلا من قبل خريجين جامعيين (تصوير: عبداللطيف الصيباري)
TT

قالت مصادر في حزب الاستقلال الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب، إن عدة محاولات بذلت من أجل إنهاء احتلال مئات من خريجي الجامعات العاطلين لمقر قيادة الحزب في وسط الرباط، لكنها باءت بالفشل.

وكانت مجموعات من الخريجين العاطلين الذي يطالبون بتعيينهم في الإدارات الحكومية ومؤسسات القطاع العام، اقتحمت المركز العام لحزب الاستقلال، وهو المقر الرئيسي للحزب في البلاد، يوم الأربعاء الماضي مطالبين بإيجاد وظائف لهم، وقالوا إن بعضهم ظل عاطلا عدة سنوات. وأشاروا إلى أن مبادرتهم تهدف إلى الضغط على عباس الفاسي، رئيس الوزراء، الذي هو في الوقت نفسه الأمين العام لحزب الاستقلال.

وعلى الرغم من أن مصادر حكومية أشارت إلى أن قرابة أربعة آلاف خريج جامعي جرى توظيفهم في الإدارات الحكومية خلال هذه السنة، فإن متحدثين باسم هذه المجموعات المحتجة قالوا إن ذلك لم يكن كافيا، وإن عمليات التوظيف لم تكن نزيهة بالقدر المطلوب، كما أنها لم تشمل من يحملون شهادات جامعية، واقتصر الأمر على بعض من يحملون شهادات فوق الجامعية. وفي الآونة الأخيرة ظهر شعور متنام بالإحباط بين الجامعيين العاطلين لأن الحوارات المتقطعة التي كانت تجري معهم قد توقفت، بسبب تركز الأنظار حول الإصلاحات السياسية، مع اقتراب الموعد الذي حدد للانتخابات السابقة لأوانها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، كما أن مظاهراتهم اليومية في وسط الرباط لم تعد تثير الاهتمام.

وقالت مصادر في حزب الاستقلال إن حوارا يجري منذ أسبوع مع المحتجين الذين يحتلون مقر الحزب، يشارك فيه قياديون في الحزب مع بعض قيادات «الشبيبة الاستقلالية» وهي المنظمة التي تضم شباب الحزب، لكن الحوار لم يحقق أي نتيجة تذكر. وقالت هذه المصادر، إنهم قدموا عدة اقتراحات للخريجين الجامعيين، من أجل فض اعتصامهم، لكن المحتجين اتخذوا موقفا متشددا. وأشارت المصادر إلى أنها ليست في وارد الحديث عن معلومات إضافية حول سير هذه المفاوضات في الوقت الحاضر أو حول تطورات الوضع داخل مقر الحزب. ورفضت هذه المصادر التعليق على تكهنات تشير إلى احتمال حدوث تصعيد بين الجانبين. وبشأن ما تردد حول عزم الحزب اللجوء إلى «تدخل حاسم» من طرف «الشبيبة الاستقلالية» لإجبار المجموعات المعتصمة بالخروج، قالت مصادر الحزب، إنهم ليسوا في وارد استعمال مثل هذا الأسلوب ويفضلون إيجاد حل عبر بالتفاوض.

وقالت هذه المصادر إنها قيادة الحزب ترفض أن تطلب من الشرطة التدخل لإجبار المعتصمين بإخلاء مقر الحزب، تفاديا لتداعيات سلبية يمكن أن تؤثر على الحزب في حالة وقوع صدام بين الشرطة والمحتجين، لكن هذه المصادر أنحت باللائمة على الأجهزة الأمنية، وقالت إنها لم توفر حماية أمنية مسبقة للمقر، على الرغم من تهديدات العاطلين المتكررة بأنهم سيحتلون مقر الحزب.

وفي هذا السياق أشارت صحيفة «العلم» الناطقة باسم حزب الاستقلال، إلى أن الأجهزة الأمنية لم تتخذ إجراءات تحول دون احتلال مقر قيادته، على الرغم من أن الحزب أرسل أكثر من رسالة إلى الجهات المختصة. وكان مقر حزب الاستقلال، تعرض في أكثر من مرة إلى اقتحام من طرف خريجين عاطلين، لكن احتلاله لم يكن يتجاوز ساعات، في حين مضى الآن أسبوع على واقعة اقتحامه ويرفض المحتجون الخروج، حتى تتم الاستجابة لمطالبهم. وقالت صحيفة «العلم» أمس إن أنشطة الحزب قد تجمدت بسبب احتلال مقره الرئيسي، خاصة أن البلاد تستعد لتنظيم انتخابات تشريعية. وفي إشارة إلى أن الائتلاف الحكومي الحالي، برئاسة عباس الفاسي لا تتمتع بقدر كبير من التماسك، تساءلت الصحيفة «هناك خمسة أحزاب في الحكومة لماذا يتعرض مقر حزب الاستقلال وحده للهجوم؟». وأشارت كذلك إلى أن هناك جهات سياسية ربما تحرض المعتصمين، وقالت في هذا الصدد إن قياديا حزبيا كبيرا كان يوجد أمام مقر الحزب في اليوم التالي لاحتلاله، بيد أنها لم تحدد هوية هذا القيادي الحزبي. وانتقدت الصحيفة «صمت الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني». وقالت إن احتلال مقر الحزب ربما سيشكل سابقة لاحتلال مقرات أحزاب أخرى في المستقبل.