السلطات اليمنية تعلن مقتل قيادي في «القاعدة»

الزنداني ينفي إرسال مسلحين إلى أرحب

يمنيون يعدون الطعام في أحد معسكرات النازحين من أبين بسبب الاشتباكات بين قوى الأمن اليمنية وعناصر من «القاعدة» (أ.ف.ب)
TT

تواصل قوات الجيش اليمني مسنودة برجال القبائل في محافظة أبين ملاحقة العناصر المسلحة، في وقت أعلنت السلطات مقتل العشرات من المسلحين، بينهم قيادي بارز في تنظيم القاعدة.

وقالت مصادر رسمية يمنية إن الجيش والقبائل تمكنوا من طرد المسلحين من مدينة شقرة ومديرية مودية، كما سيطرت هذه القوات المشتركة على أجزاء من مدينة زنجبار، وقالت مصادر محلية إنه تم توجيه إنذار للمسلحين في زنجبار وجعار لمغادرة المدينتين في غضون يومين.

وقال مصدر عسكري يمني إن «أبطال القوات المسلحة وبتعاون المواطنين، ضيقوا الخناق على العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة خلال اليومين الماضيين داخل مدينة زنجبار والمناطق المحيطة بها بمحافظة أبين بعد ضربات نوعية موجعة وجهوها لتلك العناصر وكبدوها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد».

وأضاف المصدر أن «أن العشرات من العناصر الإرهابية لقوا مصرعهم بينهم قيادي في التنظيم يكني نفسه بـ(أبو سنبل)، كما أصيب عدد كبير منهم في هجمات مباغتة شنتها وحدات من اللواء 25 ميكا على عدد من أوكار عناصر الإرهاب داخل مدينة زنجبار ودمرتها، وفي مواجهات مع أكثر من 150 إرهابيا باتجاه منطقة حصن شداد ومع 60 إرهابيا قرب ملعب الوحدة ومناطق أخرى محيطة بزنجبار، كما تم تدمير مخزن للأسلحة في حصن شداد».

وذكر المصدر العسكري اليمني أنه «تم العثور على وسائل اتصال متطورة تابعة للعناصر الإرهابية وقناصات وذخائر وأسلحة خفيفة ومتوسطة وبطاقات لبعض القتلى»، وأن عناصر الإرهاب قاموا بنقل جثث قتلاهم وجرحاهم إلى مدينة جعار».

وفي حين تمت الإشادة بتعاون مواطني أبين في ملاحقة العناصر المسلحة، فقد دعا المصدر العسكري اليمني «من تبقى من عناصر الإرهاب إلى إخلاء مدينة زنجبار والمناطق المحيطة بها التي يتمترسون فيها وتسليم أنفسهم للوحدات العسكرية والأمنية حقنا لدمائهم والكف عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن والتوقف عن الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة».

على صعيد آخر، وفي الوقت الذي يتواصل قصف قوات الحرس الجمهوري لمناطق وقرى مديرية أرحب في شمال صنعاء، نفى الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان، الأنباء الرسمية التي نسبت إليه بإرسال 7 مقاتلين ينتمون لتنظيم القاعدة من محافظة إب في وسط البلاد، إلى أرحب بشمالها.

وقال الدكتور إسماعيل السهيلي، مدير مكتب الشيخ الزنداني لـ«الشرق الأوسط»: «ينفي مكتب فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني نفيا قطعيا الأكاذيب حول استدعاء 7 من عناصر (القاعدة) وإرسالهم إلى أرحب، ونؤكد أن الخبر غير صحيح وننفيه جملة وتفصيلا».

وبشأن طبيعة الأحداث الجارية منذ أسابيع في أرحب، قال السهيلي لـ«الشرق الأوسط»: إن ما يجري في أرحب هو «نوع من الاعتداء من قبل قوات الحرس الجمهوري، الألوية 61، 62 و63، المتركزة في أرحب على منازل المواطنين الذين يقومون في بعض الحالات بالرد على الاعتداءات كدفاع عن النفس».

وأضاف مدير مكتب الزنداني: «الحقيقة أن منطقة أرحب تشهد نوعا من الهجوم الممنهج على منازل المواطنين، وقد سقط خلال الأسابيع الماضية عدد من الضحايا في أوساط السكان المدنيين». ودعا السهيلي ضباط وأفراد الحرس الجمهوري إلى «عدم الاعتداء على منازل المواطنين المسالمين وإلى احترام القانون».

ويتحدر الزنداني من منطقة أرحب بشمال صنعاء، لكنه تربى وعاش في محافظة إب، وكان الشيخ الزنداني من أبرز المؤيدين للرئيس صالح، وقاد هو والشيخ صادق الأحمر، بداية الأزمة والثورة، وساطة بين النظام والمعارضة وشباب الثورة باسم العلماء والمشايخ، غير أنه ومعظم أعضاء لجنة الوساطة انحازوا للثورة بعد أن وضعوا مقترحات حلول رفضها الرئيس صالح رغم قبول المعارضة بها.

ووضعت وزارة الخزانة الأميركية وكذا مجلس الأمن الدولي اسم الشيخ عبد المجيد الزنداني على اللائحة الخاصة بالأشخاص الممولين للإرهاب، غير أن واشنطن لم تطالب به رسميا، ولم يغادر اليمن منذ أكثر من 5 سنوات حتى اللحظة.

ومن جهة أخرى، سلم أوليفر روبنز نائب مستشار الأمن القومي البريطاني نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي القائم بأعمال الرئيس اليمني رسالة خطية من ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني إلى الرئيس اليمني على عبد الله صالح حول العلاقات الثنائية.

وأعرب كاميرون في رسالته عن تمنياته بالشفاء للرئيس صالح، وفي الوقت نفسه عبر عن قلقه للأوضاع الاقتصادية والإنسانية من جراء الأزمة الراهنة في اليمن، مشيدا بالتقدم الذي أحرزته القوة الأمنية في مواجهة عناصر «القاعدة» في الجنوب. وبحث روبنز مع نائب الرئيس اليمني سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، إضافة إلى بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك لا سيما مكافحة الإرهاب.

وأطلع هادي المسؤول البريطاني على طبيعة الأزمة التي يمر بها اليمن في هذا الظرف، مشيرا إلى أن اليمن يمر اليوم بمرحلة دقيقة وحساسة للغاية على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية.

وأوضح هادي أن هناك خلافات متجذرة بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة منذ عام 2006 «وتعقدت هذه الخلافات حتى وصلت لما تمر به اليمن اليوم».