الغنوشي يرفض تلميحات تربط بين «النهضة» والانفلات الأمني في تونس

قال إن تجريم البعض وتبرئة آخرين قد يفتح الباب على كل الاحتمالات تونس: المنجي السعيداني

TT

نفى راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة بشدة اتهامات أطراف سياسية وتلميحات رئيس الوزراء الباجي قائد السبسي حول وقوف الحركة وراء الأحداث الأخيرة من انفلات أمني واعتصامات وحرق لمقرات الشرطة والأمن بمناطق عديدة تونسية نهاية الأسبوع. وقال في ندوة صحافية عقدها أمس بمقر الحركة بالعاصمة التونسية وحضرتها مجموعة كبيرة من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية إن النهضة لم تدع ولم تقد أي اعتصام من الاعتصامات الحاصلة في مدن تونسية عدة وهي بريئة مما يحدث في تونس من أعمال عنف وتخريب، وعزا الأمر إلى حالة القلق والتباطؤ في ملاحقة المجرمين واسترداد الأموال المنهوبة وعودة الوجوه القديمة إلى مستويات المسؤولية والتلويح بتأخير انتخابات المجلس التأسيسي مرة أخرى، مما جعل الشباب الذي قاد الثورة لا يجد نفسه في مرآة السياسة على حد تعبيره. واستغرب الغنوشي ما ورد في تصريحات رئيس الوزراء الباجي قائد السبسي عند حمل أول من أمس مجهولين مسؤولية الأحداث الأخيرة بما أوحى أن النهضة أو أحزابا تونسية أخرى معنية بتلك الاتهامات. وقال إن أفضل ما ورد في خطاب الوزير الأول هو تثبيت الانتخابات في موعدها المقر ليوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) القادم.

ونفى الغنوشي أن يكون للشباب الإسلامي ضلع فيما يحصل في تونس خلال هذه الفترة، وقال إن ذاك الشباب مستهدف وتنسب له اتهامات قوية مما يجعل اللحية رمزا للتخريب والتخويف والإرهاب. واعتبر أن خطوة شيطنة بعض الفئات الاجتماعية وتبرئة البعض الآخر وتمجيده قد تفتح الأبواب على كل الاحتمالات وقد تعيد حالة عدم الاطمئنان إلى قلوب التونسيين مهما كان زيهم ومهما كانت عقيدتهم.

وقال إن العنف مدان سواء مارسته الشرطة أو مارسه التونسيون ضد الشرطة. وتابع قائلا: «نحن ضد مجتمع العنف». وأضاف إن «لحى سقطت من أصحابها أثناء مسيرات نظمت في عدد من مناطق البلاد». وقال إن بعض التونسيين افتعلوا لحى واندسوا وسط الاحتجاجات السلمية وحولوها إلى مصادمات مع قوات الأمن. وحذر من إعطاء بعض التونسيين أنفسهم بعض الوقت حتى تكبر لحاهم بحلول شهر رمضان والتهيؤ للإساءة للتيارات الإسلامية. وتابع: «نشعر أن هناك مخططا لاستفزاز الشباب الإسلامي واستدراجه نحو العنف ومن ثم افتعال أسباب لتأخير موعد الانتخابات من جديد».

وبخصوص موقف حركة النهضة مما يحدث، قال الغنوشي إن رسائلها واضحة للجميع فهي ترفض العنف وتحرص على الوفاق وكشف عن أن ولاة (محافظين) ومعتمدين (سلطا محلية) استعانوا بعناصر من حركة النهضة لإطفاء ما سماه «الحريق» الذي شب في بعض المناطق. وأضاف أن الحركة تتفهم قلق الشباب وتقدر جهده في إنجاز الثورة وحرصه على حراستها، وقال إن حركة النهضة مع الشباب في مواقع الضغط حتى لا تحيد الثورة عن مسارها، لكنها كذلك تدين العنف بأشكاله وتعتبر أن سلوك أجهزة الأمن في منزل بورقيبة وأحداث القصبة 3 لم يكن تعاملا حضاريا واعتبر أن اعتصام القصبة كشف عما سماه «الوجه السيئ لجزء من قوات الأمن الذين لم يقدروا على مسايرة مستجدات الثورة». وكشف الغنوشي من ناحية أخرى عن رفض مجموعة من الضباط التونسيين المشاركة في الأعمال الوحشية المرتكبة ضد الاحتجاجات السلمية، وهذا يحدث لأول مرة منذ الإطاحة بنظام بن علي. لكن راشد الغنوشي عاد واتهم قوات الأمن بالعودة للتعذيب خلال أحداث القصبة 3، وقال إن الشاب التونسي أمان الله المنصوري الذي شارك في تلك الأحداث لاحظ والده آثار تعذيب على جسده خلال زيارة له أثناء الإيقاف. ودعا وزير الداخلية التونسية إلى ممارسة واجبه في التحقيق في عمليات التعذيب الذي قد تحدث في مراكز الشرطة أثناء التحقيق مع معتقلين يشاركون في احتجاجات سلمية.